بين تصريحي المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أمس والحارس الهولندي إدوين فان در سار مطلع الشهر الجاري، هناك الكثير من الكلام. الاثنان تحدثا عن قوة فريق برشلونة، الاول واصفاً اياه بأنه الاقوى في العالم، والثاني حكى عن مدى اهمية ضرب خط وسط الكاتالونيين للتغلب عليهم بعدما عجزت الفرق الاوروبية عن منعهم من احراز اللقب القاري في الموسم الماضي، والدليل السهولة التي فاز بها «البرسا» على مانشستر يونايتد في المباراة النهائية رغم اقامتها في ارض انكليزية وتحديداً ملعب «ويمبلي» الشهير في لندن.واذا كان ابراهيموفيتش قد تحدث عن برشلونة على انه افضل فريق على وجه الارض حالياً، فان هذا الامر مردّه الى سببٍ ذكره فان در سار سابقاً وهو قوة خط الوسط. مسألة لا يختلف اثنان على وجودها كعاملٍ رئيس في تفوّق الفريق الكاتالوني على اقوى فرق العالم، وقد انعكس هذا الامر حتى على المنتخب الاسباني الذي احرز كأس اوروبا 2008 ثم كأس العالم 2010 متسلحاً بالترسانة التي قدّمها ملعب «كامب نو» وقوامها أندريس إينييستا وشافي هرنانديز ولاحقاً سيرجيو بوسكتس وبدرو رودريغيز. وطبعاً، كان بالامكان لمس مدى حسم هذه المسألة في نتائج اسبانيا عندما تقابل منتخب «الغضب الأحمر» مع نظيره الالماني في نصف نهائي المونديال حيث رجّح حُكم الاسبان لوسط الملعب النتيجة لمصلحتهم، فقد حرموا الالمان من الاحتفاظ بالكرة لعلمهم انهم سيكونون في خطر ويلقون مصير انكلترا والارجنتين في حال لم يحصلوا على افضلية الاستحواذ على الكرة، فأسقطوا الالمان بالسلاح عينه الذي استعمله هؤلاء لتدمير الانكليز والارجنتينيين على التوالي.
وسط «البرسا» أقوى
لكن مع وقوف برشلونة ثانياً في الدوري الاسباني خلف غريمه ريال مدريد ومعاناته بعض الشيء في مباريات معيّنة، طُرحت اشكالية تتحدث عمّا اذا كان خط وسط فريق المدرب جوسيب غوارديولا قد بدأ بالتراجع نتيجة المجهود الكبير الذي قام به عناصره طوال المواسم الاخيرة. لذا فان مباراة كتلك التي ستجمع «البرسا» مع ميلان ستكون اختباراً فعلياً لمعرفة صحة هذه الاقاويل، وربما تكون عيّنة بالنسبة الى الفرق الاخرى لمعرفة الآلية المناسبة لتعطيل برشلونة في الادوار الحاسمة. وهذه مهمة قد يستطيع ميلان القيام بها بالنظر الى امتلاكه لاعبين اقوياء في خط الوسط يمكنهم القيام بعملٍ مزدوج اي صدّ الهجمات وهزّ الشباك، وخصوصاً في ظل اعتماد المدرب ماسيميليانو أليغري على الرباعي انطونيو نوتشيرينو وألبرتو أكويلاني والهولندي مارك فان بومل والغاني كيفن - برينس بواتنغ.
واذ كان بطل ايطاليا قريباً من القيام بالمطلوب عندما التقى الفريقان ذهاباً وانتهى اللقاء بالتعادل 2-2 في «كامب نو»، فانه قد يكون قادراً على فعلها بفضل الرباعي المذكور الذي يضاف اليه الهولندي كلارنس سيدورف لاعب الوسط القوي الذي لا يشيخ. لكن استناداً الى الاحصاءات مخطئ من يعتقد ان خط وسط برشلونة اصبح اضعف من اي وقتٍ مضى، اذ ان وصول سيسك فابريغاس مثلاً من ارسنال الانكليزي رفع من نسبة المعدل التسجيلي للاعبي هذا الخط. ويضاف الى هذه الصفقة تقديم غوارديولا لموهبة جديدة من نتاج اكاديمية النادي هو إيساك كوينكا الذي اندمج سريعاً في الاسلوب المعتمد من قبل الفريق وقد اثبت هذا الامر امام ريال سرقسطة في نهاية الاسبوع الماضي، ليتضح ان المسألة لا تقتصر فقط على قدرات اللاعبين بل على الفلسفة التي يزرعها غوارديولا في عقول رجاله فيجعل البدلاء بمستوى الاساسيين. وبالتأكيد فان الحضور اللافت لكوينكا وقبله تياغو ألكانتارا ابرز مثال على هذا القول، لذا لا ضير في القول ان هناك اكثر من شافي واكثر من إينييستا في صفوف «البلاوغرانا»، فضلاً عما يخبئه غوارديولا للمستقبل او عند الضرورة.