بدا أمس الأربعاء كأنه امتداد ليوم الثلاثاء. فالحديث عن فوز منتخب لبنان لكرة القدم على الضيف الكوري استمر، فبقيت أصداء المباراة الحلم تتردد في أحاديث اللبنانيين، فيفاجئك أشخاص تسمعهم يتحدثون في كرة القدم في وقت لم تكن فيه هذه اللعبة تعنيهم سوى في المونديال. فجأة أصبحت كرة القدم اللبنانية، وتحديداً المنتخب الوطني، محور أحاديث اللبنانيين الذين بدأوا يذهبون بأحلامهم الى البرازيل وتوقع وصول لبنان الى كأس العالم 2014. فمسألة التأهل الى الدور النهائي حسمت لدى البعض، وبدأوا يفكرون في سيناريو الوصول الى كأس العالم. لم لا؟ فالعراق والأردن اللذان تأهلا لا يتميزان عن لبنان فنياً، ومنتخبات عمان وقطر وتايلاند والبحرين المرشح بعضها للتأهل أيضاً لا تتفوق على المنتخب اللبناني في وضعه الحالي. المنتخب اللبناني دخل الآن في فترة استراحة قصيرة تفرضها عودة منافسات البطولة المحلية. قائد المنتخب رضا عنتر عاد الى الصين للالتحاق بفريقه، علماً بأنه سيغيب عن لقاء الإمارات الأخير في 29 شباط 2012 بسبب حصوله على إنذارين. كذلك سافر أمس رامز ديوب، والثنائي حسن معتوق ويوسف محمد اللذان توجها الى الإمارات حيث يحترفان في دوريها، لكن محمد لن يستطيع المشاركة مع فريقه الأهلي قبل ثلاثة أسابيع بسبب اصابته بتمزق في عضلة الفخذ. وكذلك الأمر بالنسبة إلى زميله عباس كنعان، لكن في لبنان، إذ لن يشارك كنعان مع فريق العهد قبل شهر على الأقل بسبب اصابته بفكش في الركبة اضافة الى تمدد في أربطتها.
ومن المفترض أن تجتمع لجنة المنتخبات مع الجهاز الفني لمعاودة التمارين مطلع الأسبوع المقبل. واذا كان اجتماع المنتخب مؤجل، فإن اللجنة العليا للاتحاد لم تنتظر طويلاً قبل عقد اجتماعها، فقررت أمس مكافأة كل لاعب بمبلغ 12 مليون ليرة بعد الفوز على كوريا الجنوبية، إضافة الى شكر جميع من وقف الى جانب المنتخب بدءاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان مروراً بجميع السياسيين الذي دعموا المنتخب اللبناني، وانتهاءً بالجمهور الكبير الذي حضر المباراة، اضافة الى الإعلام الذي «نقل الى العالم كله وقفة اللبنانيين بكل شرائحهم خلف المنتخب الوطني».
وكان لافتاً أمس ظهور الأمين العام رهيف علامة عبر حديثه الى برنامج «جرايد» على قناة «الدوري والكأس» القطرية، مع حديثه عن إمكان تفرّغ المدرب الألماني ثيو بوكير لتدريب المنتخب، لكن بعد التأهل الى التصفيات النهائية. وقال علامة «نتوجه أولاً بالشكر والتقدير الى نادي العهد لتعاونهم في تسهيل عملية تسلم مدرب الفريق ثيو بوكير لمهماته مديراً فنياً لمنتخب لبنان، ونحن لن نألو جهداً في سلوك الطريق الامثل للمنتخب اللبناني، وإذا ما لزم الامر سنجلس مع نادي العهد بعد التأهل الى المرحلة الاخيرة لنقرر معاً مستقبل العمل الكروي للسيد بوكير، لأن الاخوة في نادي العهد لديهم من الحس الوطني ما يكفي لكي يكونوا شركاء مع اتحاد كرة القدم في اتخاذ القرار المناسب».
والحديث عن تفرّغ بوكير أثار لغطاً، خصوصاً أن البعض لم ينتبه الى ان الطرح هو للمرحلة النهائية التي تنطلق منافساتها في 9 حزيران 2012، أي بعد انتهاء البطولة، علماً بأن اللجنة العليا للاتحاد لم تناقش هذا الموضوع في جلساتها، كما أن الموضوع قد لا يقبل به العهد.

في الكويت وكوريا

ولم تكن الحال مختلفة في الكويت وكوريا الجنوبية على صعيد التفاعل مع نتائج المرحلة الخامسة قبل الأخيرة، إذ تسود أجواء من التفاؤل الشارع الرياضي الكويتي إزاء حظوظ المنتخب في بلوغ الدور الرابع، كما حصل اللاعبون الكويتيون على مكافأة مقدارها ألف دولار لكل لاعب.
لكن في كوريا كان تفاعل الشارع الكوري الجنوبي سلبياً، اذ طالبت الجماهير الكورية الغاضبة بإقالة مدرب المنتخب تشو كوانغ-راي بعد خسارته امام اللبناني. وانهالت انتقادات الجماهير على الموقع الرسمي للاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم على شبكة الانترنت، وطالب أحدهم بحملة لتوقيع عريضة للضغط على الاتحاد لإقالة المدرب.
وكتب احد المشجعين على الموقع الالكتروني «لنبدأ بتوقيع عريضة لاقالة المدرب»، مضيفاً «علينا التخلص منه، وإلا لن نكون قادرين على البقاء في التصفيات»، مشيراً في الوقت ذاته الى ان لبنان يحتل المركز 115 في التصنيف العالمي، وهو ادنى من تصنيف المنتخب الكوري.
وكتب مشجع آخر يقول «اشعر بأنني فقدت الكلمات... لقد خسرنا 1 - 2 أمام منتخب سبق أن فزنا عليه 6 - 0. بغض النظر عن النتيجة، فإن المباراة كانت سيئة، وحتى الهدف الذي سجلناه كان من ركلة جزاء».