صراعٌ طويل عاشته الأندية مع الاتحادات الوطنية على خلفية أحقية الاستفادة من إمكانات لاعبي كرة القدم خلال مواسم طويلة وشاقة. ولطالما اشتكت هذه الأندية عند المراجع العليا (تحديداً الاتحادين الدولي والأوروبي) بأن لاعبيها الدوليين يطلبون للالتحاق بمنتخباتهم في أوقات حساسة من الموسم، حيث يعودون أحياناً إلى معسكرات الفرق وسط معاناة من الإصابة، ما يوجّه إلى النادي ضربة مزدوجة، حيث تخسرهم فنياً وتعالجهم على نفقتها الخاصة. وفي هذه المسألة حالات كثيرة، لعل أبرزها قبل أشهر كانت المشادة بين بايرن ميونيخ الألماني والاتحاد الهولندي، وسببها النجم أريين روبن الذي عاد من مشاركته مع منتخب هولندا بإصابة بالغة دفعت بايرن إلى اتهام الهولنديين بإشراكه رغم التحذيرات الطبية من الناحية البافارية. ولا تقف هذه الأندية عند هذا الحد، إذ لطالما انتقدت المنتخبات على إصرارها على استدعاء بعض اللاعبين لمباريات ودية «سخيفة» مثلاً، ما يعرّض موسمهم للخطر، وبالتالي يدفع النادي ثمناً باهظاً عندما يستمر في دفع أجر اللاعب من دون الاستفادة من خدماته.
في المقابل، توجّه الاتحادات أصابع الاتهام إلى الأندية لناحية اعتبار أنها تستعبد اللاعبين، بحيث إن عدد المباريات التي يخوضها اللاعب الأساسي في الموسم الواحد قد يتخطى 70 مباراة، وتطالب بإلغاء بعض المسابقات التي بنظرها لا لزوم لها (كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة وكأس الرابطة)، إذ إن بعض فرق إنكلترا وفرنسا مثلاً تخوض ثلاث مسابقات محلية إضافة إلى مسابقة أوروبية. وهذه المباريات الكثيرة تصيب اللاعبين بالإرهاق، وقد تأثر عدد من المنتخبات من جراء هذا الأمر مباشرةً في الاستحقاقات الكبيرة التي تقام في فصل الصيف، ولعل أبرزها كأس أوروبا وكأس العالم. ومن خلال هذه الأخيرة علت أصوات كثيرة تندّد بمدى الضغط النفسي والمعنوي الذي يلحق باللاعب قبل تحوّله للقيام بواجبه الوطني، وقد ألقى القيّمون على منتخبي الأرجنتين وفرنسا مثلاً باللائمة على هذه المسألة عندما خرج المنتخبان من الدور الأول في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان بعدما دخلاه من المرشحين الأبرز للظفر باللقب.

متطلبات اللعبة

اعتزال بواتنغ في هذه السن الصغيرة هرباً من الإصابة بالتعب جراء محاولته اللعب على مستوى عالٍ مع ناديه ومنتخبه مقدّماً مجهوداً هائلاً، قد يمثّل منعطفاً خطيراً بالنسبة إلى المنتخبات (وخصوصاً الصغيرة منها)، إذ قد تفتح الباب أمام لاعبين آخرين للإقدام على هذه الخطوة بشجاعة تامة ومن دون أي خوف، وخصوصاً أولئك الذين أثبتوا أنفسهم مع أنديتهم، وبالتالي فإن الاعتزال دولياً لن يؤثر عليهم، إذ لا حاجة للتألق على الساحة الدولية لتأمين عقدٍ مع فريقٍ كبير. وهذا ما يمكن لمسه في حالة بواتنغ، إذ يعرف الألماني النشأة أنه سيكون شبه مستحيل بالنسبة إليه الفوز بكأس العالم مع منتخب غانا، وهو بالفعل كان قد استغل حضوره المونديالي مع «النجوم السود» للعبور إلى ميلان الإيطالي حيث تحوّل أخيراً أحد نجوم الفريق، لذا فإنه لا مانع من إعلان الاعتزال وتوفير المجهود الذي يبذله لصاحب العمل (ميلان) الذي يدرّ عليه الملايين سنوياً. وما يعزّز من إقدام لاعب كبواتنغ على هذه الخطوة عن اقتناع تام ووفق تبرير واضح أنه يلعب في مركز يقدّم صاحبه عادة المجهود الأكبر على أرض الملعب، وهو مركز الوسط ـــــ المدافع.
وهنا يمكن الحديث عن مدى متطلبات اللعبة حالياً وسط ارتفاع المستوى مقارنة بالعصر القديم، لذا أصبح التحضير البدني مهماً قبل الموسم أكثر من أي وقتٍ مضى، وذلك لخلق قوة تحمل أكبر عند اللاعبين ليتفادوا بالتالي الوقوع في فخ الإصابة.
وانطلاقاً من هذه النقطة، نرى أنه خلال مباريات مسابقة دوري أبطال أوروبا مثلاً تنقل المحطات التلفزيونية إحصاءات صاعقة عن مدى الكيلومترات التي يقطعها اللاعبون ركضاً، وتكون المفاجأة في الأرقام الكبيرة التي تتخطى 10 كيلومترات في المباراة الواحدة. وتشير الإحصاءات العلمية إلى أن لاعب كرة القدم يغطي 10 إلى 12 كيلومتراً خلال 90 دقيقة. ويحمل لاعبو الوسط العبء الأكبر في الجري على مختلف أنواعه (السريع والخفيف والهرولة)، بينما يكون المدافعون أقل ركضاً، علماً بأن اللاعب قد ينطلق بأقصى سرعته (سبرينت) لمسافة 15 متراً كل 90 ثانية في الشوط الأول، ولهذا السبب تقل نسبة القدرة على تقديم اللمحات الفنية في الشوط الثاني عند اللاعبين ومدى تحركهم بشكلٍ أسرع على أرضية الميدان.
أرقام تتكلم على «الرحلة الشاقة» خلال 90 دقيقة على أرض الملعب، وربما بررت سبب اعتزال بواتنغ اللعب دولياً.



الهرب من الواجب الوطني

رغم تبريره سبب اعتزاله بالانتقادات الكثيرة التي طاولته عقب فشل منتخب صربيا في التأهل الى نهائيات كأس اوروبا 2012، اتهمت وسائل الاعلام الصربية كابتن مانشستر يونايتد الانكليزي نيمانيا فيديتش بعدم الوطنية لاتخاذه هذا القرار، مشددة على انه يهرب من واجباته الوطنية لتوفير جهوده من اجل ناديه، وخصوصاً ان قدراته البدنية لا تسمح له باللعب على مستوى عالٍ مع النادي والمنتخب معاً.



برنامج البطولات الاوروبية الوطنية في نهاية الاسبوع



انكلترا (المرحلة الحادية عشرة)

- السبت:
نيوكاسل - إفرتون (14.45)
ارسنال - وست بروميتش (17.00)
استون فيلا - نوريتش سيتي (17.00)
بلاكبيرن - تشلسي (17.00)
ليفربول - سوانسي (17.00)
مانشستر يونايتد - سندرلاند (17.00)
كوينز بارك رينجرز - مانشستر سيتي (19.30)

- الاحد:
ولفرهامبتون - ويغان (15.30)
بولتون - ستوك (17.00)
فولام - توتنهام (18.00)

اسبانيا (المرحلة الثانية عشرة)

- السبت:
مايوركا - اشبيلية (19.00)
بيتيس - ملقة (21.00)
ليفانتي - فالنسيا (23.00)

- الاحد:
ريال مدريد - اوساسونا (13.00)
غرناطة - راسينغ سانتاندر (17.00)
ريال سرقسطة - سبورتينغ خيخون (17.00)
رايو فايكانو - ريال سوسييداد (19.00)
اسبانيول - فياريال (19.00)
اتلتيك بلباو - برشلونة (21.00)
خيتافي - اتلتيكو مدريد (23.00)

ايطاليا (المرحلة الحادية عشرة)

- السبت:
باليرمو - بولونيا (19.00)
نوفارا - روما (21.45)

- الاحد:
جنوى - انتر ميلانو (13.30)
اتالانتا - كالياري (16.00)
تشيزينا - ليتشي (16.00)
كييفو - فيورنتينا (16.00)
لاتسيو - بارما (16.00)
ميلان - كاتانيا (16.00)
اودينيزي - سيينا (16.00)
نابولي - يوفنتوس (21.45)

فرنسا (المرحلة الثالثة عشرة)

- السبت:
ليل - ايفيان (22.00)

- الاحد:
اوسير - تولوز (18.00)
كاين - ديجون (18.00)
لوريان - اجاكسيو (18.00)
مرسيليا - نيس (18.00)
نانسي - بريست (18.00)
رين - فالنسيان (18.00)
سانت اتيان - مونبيلييه (18.00)
سوشو - ليون (18.00)
بوردو - باريس سان جرمان (22.00).