قبل أربعة أيام على اللقاء مع الغريم الرياضي، تعرّض نادي الحكمة لضربة قوية تمثلت باستقالة رئيسه إيلي مشنتف، أمس، في خطوة كانت متوقعة بعد استقالة أمين السر جان حشاش وعضو الإدارة أنطوان مونس. مشنتف خرج بالضربة القاضية السياسية بعدما تحوّل النادي الى ساحة للصراع بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. البعض يرى أن مشنتف ارتكب خطأ تقنياً، أو بلغة كرة السلة «Technical Foul» حين فتح الباب أمام المسؤول القواتي عماد واكيم للدخول الى النادي بعدما كان رجل الأعمال وديع العبسي والقيادي في التيار الوطني الحر زياد عبس قد أصبحا داخل البيت الحكماوي. فالعبسي فتح خزائنه المالية، وعبس استثمر علاقاته لتدعيم النادي. بعض آخر يعتبر أن مشنتف عمل لمصلحة النادي وأبقى التواصل مع جميع الأطراف انطلاقاً من السعي لتأمين موازنة أكبر. لكن في السياسة، لا مجال للحلول الوسط أو الوقوف في منطقة الوسط. «فإما أنت معنا أو معهم». معادلة دفعت بمشنتف الى إغلاق الباب خلفه ورمي الكرة في ملعب من يتصارع ويعرقل مصالح النادي حسب رأيه «فدخلت السياسة بالرياضة. وما دخلت السياسة شيئاً إلا أفسدته. فأنا ترأست نادي الحكمة لكي أعمل رياضة وليس سياسة». كلام لمشنتف يختصر الواقع المزري الذي وصل إليه النادي. فاللجنة الإدارية مجمدة بقرار قضائي يشكك في شرعيتها نتيجة تجاوزات حصلت في الانتخابات قبل عامين. فريق ينافس على اللقب ويحتل المركز الثاني، والآن أصبح من دون رئيس أو أمين سر. تراشق كلامي مباشر أو غير مباشر بين القواتيين والعونيين. والضحية نادي الحكمة.استقالة مشنتف جاءت عبر كتاب وجهه الى اللجنة الإدارية للنادي، جاء فيه «جئت بكتابي هذا أتقدّم من جانبكم الكريم باستقالتي من الهيئة الإدارية ومن رئاسة النادي الذي نشأت فيه وأعطيته أجمل أيام حياتي، فواكبته لاعباً وإدارياً وفنياً ورئيساً، بهدف واحد أوحد ألا وهو إعادة النادي الى موقعه الطبيعي يلتف حوله جميع اللبنانيين من كل الأطياف والتيارات بعيداً عن التجاذبات السياسية حفاظاً على أمجاد النادي، طامحاً الى رياضة تجمع ولا تفرق، تهذّب أخلاق الشبيبة مستقبل لبناننا».
وأضاف: «لكن الواقع الذي وصلنا إليه اليوم مغاير تماماً، لما خططنا له معاً، ولما تعلّمه الحكمة الأم.
فقد حطّت التجاذبات رحالها في عرين نادينا الأخضر، ما أدّى الى وصوله إلى مرحلة يربأ جميعنا الغوص في أوحالها.
هذا ما عملت جاهداً لتفاديه منذ اللحظة الأولى لتبوّئي رئاسة النادي.
لذلك جئت آسفاً، أتمنى عليكم قبول استقالتي هذه، على أمل أن يشكّل انسحابي نافذة نور أمام المعنيين كافة لتصويب الرؤية الصحيحة نحو مستقبل زاهر لحكمة ما تعودنا عليها إلا رائدة، موحّدة ومنتصرة».
لكن الراعي الحالي للنادي عماد واكيم أكّد عبر حديث إذاعي أن استقالة مشنتف لم تُقبل بعد وستبحث الهيئة الإدارية قبولها أو رفضها، متهماً العبسي «بأنه لجأ الى القضاء بعدما تخطينا جميع العراقيل التي وضعها».