أكثر من ساعة ونصف ساعة كانت مدة خلوة مجلس الأمناء في نادي الحكمة الذي التأم في المقرّ القديم للنادي في الأشرفية.
الاجتماع الثاني لمجلس الأمناء كان بالتأكيد مغايراً للاجتماع الأول الذي ضمّ الأعضاء والرئيس زياد عبس؛ إذ إن الجميع اتفقوا على أن النادي يمرّ بمرحلة حاسمة، فتقاطروا إلى المقرّ للتباحث في إيجاد مخرج يوصل إلى الاستقرار المطلوب، بعدما حصل الصدام على خلفية التسابق لدعم النادي، الذي بدا كأنه ساحة للصراع السياسي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
الكل كانوا في الانتظار، وبينهم أمين السر جان حشاش، الذي كان قد خرج من اجتماعٍ للجنة الإدارية التي تواصل العمل أيضاً على محاولة ترتيب الأمور قبل أن تتسع دائرة المشكلة التي ينتظر الجميع حلّها لاستكمال فريق كرة السلة موسمه بالطريقة الفضلى.
وبعد فترة الانتظار غير القصيرة، خرج رئيس مجلس الأمناء زياد عبس، طارحاً حلّين أساسيين لإنهاء المشكلة. الحل الأول يتمثل بمبادرة باتجاه الطرف الآخر القادم للمشاركة في دعم النادي، أي حزب القوات اللبنانية، الذي أراد ربط دعمه بوضع شعار إذاعة لبنان الحر المنتمية إليه على ملابس الفريق. وهذه المبادرة كانت بحلٍّ حيادي توصل إليه مجلس الأمناء، ويتمثّل بوضع شعار «مؤسسة كاريتاس» بدلاً من أي شعار آخر، وهي خطوة وصفها عبس بالراقية؛ «لأن هذه المؤسسة تخدم كل الناس، ويكون النادي بالتالي قد ارتقى عبرها إلى مصافّ الأندية العريقة في العالم التي سبقته إليها».
ورأى عبس في ردّه على أسئلة الإعلاميين أن قبول الطرف الآخر بهذه المبادرة «سيعكس نيته ورغبته الحقيقية في دعم الحكمة من دون أي غايات أخرى»، واضعاً ثلاثة احتمالات: أولها أن عدم قبول ما طرحه مجلس الأمناء يعني أن راعي النادي وديع العبسي، سيطوي صفحة عمله مع الحكمة ويذهب باتجاه آخر، إضافة إلى إمكان عبس نفسه اتخاذ موقفٍ شخصي في هذا الإطار.
أما الاحتمال الثاني الذي لا يريده عبس أن يحصل، فهو عدم وجود الطرف الآخر على خط الداعمين؛ لأنه برأيه «يفترض أن يكون الحكمة مساحة لقاء تضم جميع الأطياف وتشبه بذلك صورة مجلس الأمناء الذي يضم اعضاء من مختلف الانتماءات السياسية».
اما الاحتمال الثالث، فهو القبول بالمبادرة التي تحمل عنوان «كاريتاس»، وبالتالي حلّ المشكلة القائمة وتفادي خسارة النادي للدعم الضروري، مؤكداً في الوقت عينه أنه لا يرى الحكمة مساحة بالنسبة إليه للبروز وتعزيز صورته لأهداف سياسية، والدليل أنه لم يذهب الى حضور سوى مباراة واحدة أمام الرياضي هذا الموسم.
وفي الوقت الذي أكد فيه عبس صحة المعلومات ردّاً على سؤال لـ«الأخبار» عن عدم صرف رواتب اللاعبين والجهازين الفني والإداري للفريق؛ «لأن الكل تلهى بالمشاكل، فتجمّدت مسائل صرف الأموال المطلوبة»، ذهب رئيس مجلس الأمناء إلى أبعد من ذلك، مقدّماً حلاً أساسياً ثانياً لإنهاء النزاع، وذلك عندما اعتبر أنه إن كان منصبه هو العائق في ما يحصل، فإنه يضع استقالته في تصرف رئيس النادي إيلي مشنتف واللجنة الإدارية، داعياً إلى قبولها إن كانت مخرجاً للأزمة.

الأمن العام يوقف جوليان خزوع
وفي سياقٍ آخر تطرّق إليه عبس في مؤتمره الصحافي، برز توقيف اللاعب جوليان خزوع فجر أمس لدى وصوله إلى مطار بيروت، آتياً من أوستراليا، حيث أمضى إجازة الأعياد، وذلك على خلفية لعبه في إسرائيل سابقاً بجواز سفرٍ أوسترالي.
وبقي اللاعب قيد الاحتجاز لساعات عدة قبل أن يطلق سراحه بعد سحب جواز سفره، وقد أصدر مكتب شؤون الإعلام في مديرية الأمن العام بياناً بهذا الخصوص أوضح فيه أن ما ورد على أحد المواقع الإلكترونية بشأن اتصالات أجريت مع مرجعيات سياسية كبيرة ومع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لإطلاق سراحه، هو خبر عارٍ من الصحة، مشيراً إلى «أن خزوع هو موضوع متابعة قضائية لدى القضاء العسكري، وعند وصوله إلى لبنان جرت مراجعة النيابة العامة العسكرية، فأشارت إلى سحب مستنداته والطلب إليه مراجعتها يوم الاثنين المقبل».