بعد غياب دام ثلاث سنوات عن المنافسة، يعود جون جونز من جديد إلى «الأوكتاغون» خلال «UFC 285»، لكن هذه المرة من بوابة فئة الوزن الثقيل. الأفضل في التاريخ، أو «Goat» كما يحلو لمحبيه مناداته، سحق المنافسة في فئة الوزن الثقيل الخفيف، فارضاً سيطرته المطلقة لسنوات على تلك الفئة. واليوم، باحثاً عن تحدٍّ جديد، ها هو ينتقل لفئة الوزن الثقيل، محاولاً اعتلاء عرشها الذي هجره الكاميروني فرانسيس نغانو.خصم جونز يوم غد لن يجعل من مهمته في الحصول على اللقب سهلة بتاتاً، فالفرنسي سيريل غان مقاتل موهوب وسريع الحركة، يصعب إبطاء حركته أو فرض نسق معيّن عليه. خاض غان نزالات ضد خصوم أقوياء، تمكن من هزيمتهم جميعاً بأريحية نسبية. الخسارة الوحيدة في سجله هي التي تركها نغانو العام الفائت.
عودة جونز ينتظرها ملايين المتابعين، وفي نزال عودته، عدد من العوامل التي ستحدد لمن ستكون الغلبة، هذه هي العوامل الأربعة الأهم في نزال صباح يوم غد الأحد:

العمر
يدخل جون جونز النزال وهو يبلغ من العمر 35 عاماً، أي أنه، منطقياً، لم يعد في قمة عطائه البدني. لا أحد باستطاعته أن يجزم بأنه لن يكون في قمة مستواه، كونه ابتعد عن المنافسة لأكثر من ثلاث سنوات، لكن من الممكن التنبؤ بأن النسخة التي سنراها من جونز قد لا تكون الأفضل. في المقابل، يبلغ سيريل غان من العمر 32 عاماً، وهو نشيط جداً بحيث أنه خاض خمس نزالات بين العام 2021 و2022، وضد خصوم من الصف الأول، وقد رأيناه آخر مرة يهزم الأسترالي تاي تويفاسا، بأداء مميز ومتمتعاً بخفة حركته المعهودة.

الوزن
أكثر سؤال يُطرح قبل نزال صباح الأحد هو الآتي: كيف ستؤثر الزيادة في الوزن على أداء جونز؟
ارتباط الوزن بقدرة الرياضي على تأدية مهامه مسألة أساسية جداً، ففي كثير من الحالات، نرى أن عملية إنقاص الوزن قد تؤثر سلباً على أداء المقاتل، لكونها ترهق الجسد. والعكس في بعض الأحيان قد يكون صحيحاً، فبعض الأجسام قد تؤدي بشكل ممتاز عند وزن معيّن، وتتأثر سلباً مع زيادة الوزن. في حالة جونز فإنه عمل لثلاث سنوات على زيادة وزنه من أجل أن يكون جاهزاً للقتال في صفوف فئة الوزن الثقيل. ونحن هنا نتكلم عن زيادة كبيرة في الوزن بلغت 20 كلغ (من 93 إلى 113 كلغ). في فيديو تم تداوله الأسبوع الماضي، ظهر جونز وهو يتدرب على الملاكمة مع مدربه، وقد لاحظ بعض المتابعون أنه بدا أقل سرعةً من المعتاد، مرجعين السبب إلى تلك الزيادة في الوزن. إن صحّت هذه التوقعات، فإن ذلك قد يكون مؤشراً سلبياً قبل مواجهته لغان، فالفرنسي، وعلى الرغم من ضخامة حجمه، إلا أنه خفيف الحركة إلى أقصى الدرجات، وأي بطءٍ بالحركة أمامه يوم النزال سيكلف جونز غالياً.

مصارعة جونز
من شبه المؤكد أننا سنرى جونز يلجأ للمصارعة من أجل إسقاط غان وإبقائه على الأرض. المصارعة هي إحدى أقوى أسلحة جونز. الأميركي استغل فترة غيابه عن المنافسة من أجل التدرب مع بطل المصارعة الأولمبي وبطل «UFC» عن فئتين، وزن الذبابة ووزن الديك، هنري سيهودو. الأخير، كما جونز، معروف ببراعته في التحضير التكتيكي للنزالات وحدّة ذكائه داخل الحلبة، ومساعدته لجونز قبل هذا النزال ستكون بدون شك عاملاً مؤثراً للغاية.
من جهة أخرى، فإن سيريل غان أظهر ضعفاً كبيراً في الدفاع ضد الإسقاطات في نزاله العام الماضي ضد البطل السابق، الكاميروني فرانسيس نغانو، غير المعروف عنه تميّزه بالمصارعة. سنة من الوقت قد تكون غير كافية من أجل التحضير للدفاع ضد مصارعة جون جونز، لذلك فإن على غان إيجاد حل لهذه المشكلة أو أنه سيجد نفسه في موقع لا يُحسد عليه خلال النزال.

«سترايكنغ» غان
قد يمتلك جونز الأفضلية بالمصارعة، لكن عندما يصل الأمر للقتال وجهاً لوجه، فإن الفرنسي بدون شك هو الأفضل في فئة الوزن الثقيل، وبفارق واسع. المقاتل المتخصص بفن المواي تاي يزن حوالى الـ112 كلغ، ومع ذلك فإنه خفيف الحركة يتحرك كمقاتل في فئة الوزن الخفيف. يمتلك غان ذكاء حاد داخل «الأكتاغون»، يسمح له بمزج الحركات واستخدام مرفقيه ببراعة وبطرق غير متوقعة، غالباً ما تفاجئ خصومه. سلاح السرعة سيكون إلى جانبه في هذا النزال، وهو سيعمل على استغلاله حتى آخر قطرة، وإن نجح في تعطيل محاولات جونز لإسقاطه أرضاً، فإنه قد يصبح أول مقاتل ينهي جون جونز!

سيكون من الصعب التنبؤ بنتيجة هذا النزال، فالمقاتلان لديهما الكثير لإثباته، جونز يريد أن يحسم نقاش «الأفضل في التاريخ»، وغان يريد أن يثبت أنه ليس مجرد مقاتل عابر في المنظمة، بل بطل حقيقي. لكن الأكيد أيضاً، هو أن طيف نغانو سيكون حاضراً بقوة خلال النزال، فالبطل السابق الذي خرج من «UFC» كبطل مهيمن ومرعب، طلب في عدة مناسبات أن يواجه جونز، لكن من دون أن يحصل على مراده، فهل سيفتح فوز جونز الباب لعودة نغانو وخوض المواجهة التي ينتظرها محبي الفنون القتالية المختلطة؟