هو منتخب متوقّع ان ينافس على اللقب، لكنه اصبح متوقّعاً بالنسبة الى الجميع. وكلمة توقّع تأتي هنا في اطار ان منتخب اسبانيا بات كتاباً مفتوحاً امام خصومه، وهو امر لن يصب في مصلحته بالتأكيد خلال مونديال 2014.
اذاً التحدي كبير، وهو لا يرتبط بالحفاظ على الكأس التي ظفر بها الاسبان عام 2010، بل حول كيفية تفاعلهم مع بطولة لن يمثلوا فيها اي مفاجأة بالنسبة الى خصومهم، فهم صحيح انهم وجدوا الاسلوب الناجح الذي نصّبهم ابطالاً للعالم واوروبا، لكن بين الامس واليوم اختلفت الامور كثيراً، اذ إن فترة الاربع سنوات كانت كافية للمنتخبات الاخرى من اجل دراسة اسلوب «لا فوريا روخا» وايجاد الترياق اللازم له، وهذا ما ترجمته البرازيل واقعاً في نهائي كأس القارات عندما جعلت البطل يبدو قزماً وتركت ملاحظات كثيرة على دفتر مدربه فيسنتي دل بوسكي.
ومع اختيار المدرب الاسباني لتشكيلته النهائية، يمكن الحديث عن التحدي الذي ينتظره، وهو تحدٍّ تغيّر بطبيعة الحال بحسب ما آلت اليه ظروف كثيرة في الاسابيع الاخيرة، وكما هو ملاحظ كان دل بوسكي سيعتمد على استراتيجية كلاسيكية بالنسبة الى الاسبان، وهي 4-2-3-1، لكنه واذ ظن أنه ضربة ضربته وقام بتجنيس دييغو كوستا ليكون «وحشه» في خط الهجوم، فان اصابة الاخير، والمستوى العادي للمهاجمين الآخرين دافيد فيا وفرناندو توريس، سيغيّران الكثير ويعيدان المنتخب الاسباني إلى التفتيش في اوراقه القديمة والعمل وفقها.
وهذه المسألة تتمحور حول عودة دل بوسكي الى استخدام ما يسمى في اسبانيا فلسفة «كرويف - غوارديولا»، التي استفاد منها المنتخب الوطني وبرشلونة على وجه التحديد في الاعوام القريبة الماضية ليحكموا العالم الكروي على صعيدي الاندية والمنتخبات. وهذه الفلسفة لا تتمحور فقط حول الاستحواذ على الكرة بأكبر قدر ممكن خلال المباراة، بل على المهاجم الوهمي ايضاً، وهي نقطة جرّبها دل بوسكي كثيراً وحققت معه نجاحاً رائعاً في كأس اوروبا 2012، وتحديداً في المباراة النهائية امام ايطاليا، عندما اعتمد سيسك فابريغاس في هذا المركز. والاكيد ان دل بوسكي مستعد لتكرار هذه التجربة مجدداً، وهذا الامر بدا واضحاً من خلال خياراته في التشكيلة النهائية، حيث لم يذهب الى اختيار اكثر من ثلاثة لاعبين لمركز رأس الحربة، مستبعداً هدافين قويين هما الفارو نيغريدو وفرناندو يورنتي، ومفضلاً تعزيز المجموعة بالعديد من لاعبي الوسط الخلاّقين، وخصوصاً اولئك الذين يمكنهم التهديف او تسجيل اي اضافة لخط المقدمة.
لكن مهلاً، ربما على دل بوسكي ان يعي أن هذه الفعالية الهجومية قد تكون عقيمة بفعل تراجع مستوى فابريغاس، اقله هجومياً، واكتشاف المدراء الفنيين الخصوم كيفية تعطيل خطة من هذا النوع، بعد الدرس الذي منحهم إياه المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري في نهائي كأس القارات، عبر الضغط الكبير على حامل الكرة وتضييق المساحات وتعزيز الرقابة اللصيقة على المحرّكين في الوسط مثل اندريس إينييستا ودافيد سيلفا وخوان
ماتا...
اسبانيا للقبٍ عالمي رابع توالياً؟ هو امر ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض، وعلى رأسهم دل بوسكي.




ألونسو نحو الاعتزال!

ذكرت تقارير صحافية إسبانية امس ان ريال مدريد يرغب في اعتزال لاعب وسطه شابي ألونسو دولياً عقب مونديال البرازيل. واكدت صحيفة «ماركا» أن قرار اعتزال ألونسو اللعب دولياً سيكون قراراً هاماً بالنسبة الى الريال، لأنه يعني أن لاعباً اساسياً ومهماً سيكون متفرغاً للفريق من دون ان يكون لديه أي التزامات أخرى.