سيخرجون الأحد. بشيبهم وشبابهم وأعلامهم ولافتاتهم وأفراحهم وأمجادهم وكل تاريخهم وحب ليفربول في القلب، سيخرجون. سيملأون الساحات والشوارع، ويمشون. يمشون نحو الحلم الذي ينتظرهم في ذاك الملعب الذي حيكت على مدرجاته أحلى الذكريات وكُتبت على عشبه الأخضر أجمل الحكايات. حكايات خطتها أجيال وأجيال من عمالقة الكرة من روجير هانت إلى كيني دالغليش، فكيفن كيغن والويلزي أيان راش، وصولاً إلى روبي فاولر وستيف ماكمانمان ومايكل أوين وستيفن جيرارد. جيرارد؟
يا لهذا النجم والقائد والرمز! لا يزال هناك. لا يزال، كطفل، يسرح ويمرح على عشب الـ«أنفيلد رود» ويناظر حلماً لا تزال مدينته تعيش في انتظاره منذ 24 عاماً... حلم «البريميير ليغ».
لن تنام ليفربول، لا شك، ليل السبت - الأحد، كيف لها أن تنام؟ كيف لجفون عشاق «الريدز» أن تغفو وفريقهم الأزلي سيقف ظهيرة يومهم في ملعب المدينة التاريخي أمام أهم مباراة ليس في هذا الموسم فحسب، بل في الـ 24 سنة الماضية منذ التتويج عام 1990 بآخر لقب في الدوري الإنكليزي؟ نعم، أهم مباراة في كل هذه السنوات، إذ حتى فرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا لا توازي فرحة «الحمر» باستعادة المجد في «البريميير ليغ». هذه الفرحة التي سيكون الفوز على تشلسي في مباراتهما الأحد (التي يمكن تسميتها «موقعة البطولة») كفيلاً بأن يعيدها إلى وجه مدينة ليفربول، إذ إن المسافة ستقترب كثيراً من منصة التتويج في البطولة التي كان «الليفر» يحمل رقمها القياسي بـ 18 لقباً قبل أن تأتي حقبة الاسكوتلندي «السير» اليكس فيرغيسون مع مانشستر يونايتد (20 لقباً) وتُنزل ليفربول عن ريادة الكرة في إنكلترا.
كل ليفربول تعلم جيداً أن الأحد هو غير كل الأيام، أن الأحد هو اليوم الموعود الذي طال انتظاره، أن الأحد هو المحطة المفصلية نحو اللقب الغالي، أن الـ 90 دقيقة أمام تشلسي ستكتب التاريخ، أن كل رمشة عين ودقة قلب في كل ثانية من هذه الدقائق يجدر أن لا تكون، على مدار هذه الكرة الأرضية وما عليها، إلا لـ«الريدز»، أن كل صوت لا مجال إلا أن يصدح لشعار ليفربول، أن كل ما يُستطاع يجب أن يرخص لهؤلاء الأبناء الذين رفعوا رأس المدينة عالياً في هذا الموسم وزرعوا الفرحة والشعور بالفخر في كل شي فيها. من جيرارد وعطائه اللامتناهي وتضحياته، وخصوصاً دموعه التي دمعت لها كل عيون العالم تأثُّراً في المباراة أمام مانشستر سيتي، إلى المتألق دائماً وأبداً الأوروغواياني لويس سواريز، إلى «فاكهة الموسم» الموهوب رحيم سترلينغ الذي أدهش الجميع بمستواه الخارق، إلى «مفاجئة الموسم» دانيال ستاريدج، إلى جوردان هندرسون والبرازيلي فيليبي كوتينيو والبقية البقية، وطبعاً، وقبل كل هؤلاء، إلى ذلك الرجل الذي أحدث كل هذا التغيير وهذه الثورة وأثبت كفاءة تدريبية عالية، ألا وهو الإيرلندي الشمالي براندن رودجرز. بطبيعة الحال، يعلم كل مَن في ليفربول أن ما صنعه فريقهم هذا الموسم حتى الآن، في ظل إمكاناته مقارنة بباقي الكبار وأموالهم، لم يكن متوقعاً ويفوق الخيال، وأن الحفاظ عليه والوصول به إلى الكمال والحلم والمجد بالتتويج لا بد أن يمر من بوابة تشلسي الأحد. لذا، إن الأجواء التي ستطغى، دون أدنى شك، على ليفربول، وتحديداً على ملعبها «أنفيلد رود» في هذا اليوم لن يكون بالمقدور وصفها أو استيعابها. محظوظ، بالتأكيد، من سيعيشها!




برنامج المرحلة 36

في باقي المباريات، يلعب اليوم: ساوثمبتون × إفرتون (14,45)، وفولام × هال سيتي، وستوك × توتنهام، وسوانسي × أستون فيلا، ووست بروميتش × وست هام (جميعها 17,00)، ومانشستر يونايتد × نوريتش (19,30)، وغداً: سندرلاند × كارديف (14,00)، وكريستال بالاس × مانشستر سيتي (18,10)، والاثنين: أرسنال × نيوكاسل (22,00).