تم اختيار جوان لابورتا رئيساً لبرشلونة بعد فوزه بحوالى 58 في المئة من الأصوات، ليصبح مسؤولاً عن المهمة الأصعب في تاريخ النادي الحديث.جاءت الانتخابات في وقتٍ «حسّاس» بالنسبة إلى البلاوغرانا على خلفية تراجع الأداء الفني والانهيار الإداري، وتأمل الجماهير من الرئيس القديم - الجديد انتشال النادي وإخراجه من الأزمة في ظل تفاقم الديون ورغبة نجم الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي في المغادرة مجاناً عند انتهاء عقده الصيف المقبل.
فوز لابورتا أسعد الوسط الكاتالوني وأعاد الأمل من جديد، حيث أشرف ابن الـ 58 عاماً على رئاسة برشلونة من عام 2003 حتى عام 2010، وقد شهدت ولايته الأولى نجاحاً كبيراً.
خلال تلك الفترة، فاز برشلونة بأربعة ألقاب دورية إسبانية وتُوّج مرتين بدوري أبطال أوروبا كما تمّ تصعيد لاعبين بارزين إلى الفريق الأول أمثال ليونيل ميسي وأندريس إنييستا مع إضافة نجوم «لافتة» عبر الانتقالات مثل رونالدينيو وصمويل إيتو، وكان لابورتا صاحب قرار تصعيد المدرب بيب غوارديولا إلى الفريق الأول.
لم تكن طريق لابورتا معبّدة إلى الرئاسة، وقد صاغ مسيرته لولايته الثانية حول تجربته السابقة في برشلونة، حيث أخبر الناخبين أنه سيكون قادراً على إقناع ميسي «غير السعيد» بالبقاء داخل أسوار كامب نو، لأن النجم الأرجنتيني يثق به، كما تعهّد بمشروع توسعة لملعب الفريق.
ولاية لابورتا الجديدة لن تتحمل أي فشل بالنظر إلى مسار النادي الكاتالوني. الرئيس الحالي مطالب بإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح خاصةً بعد «انهيار» الفريق في فترة الرئيس السابق بارتوميو الذي استقال العام الماضي وسط جدل «بارسا غيت»، والذي أدى إلى اعتقاله الأسبوع الماضي. الأهداف واضحة، لكنها صعبةٌ جداً. بقاء ميسي أولوية بالنسبة إلى الجميع، وهو الهدف الأساسي، كما يجب على لابورتا تحسين الوضع المالي للنادي والعمل على عودة الفريق إلى منصات التتويج المحلية والأوروبية.
كانت العلاقة متوترة جداً بين ميسي وبارتوميو نظراً إلى الاختلاف في الرؤية حول أهداف النادي، وهو ما سيسعى لابورتا لتصحيحه بهدف إقناع نجم الفريق الأول بالبقاء.
أوضح ميسي في وقتٍ سابق أنه يريد مغادرة برشلونة مشتكياً من قيادة بارتوميو، حيث قال: «أردت الذهاب لأنني فكرت في أن أعيش سنواتي الأخيرة في كرة القدم بسعادة. في الآونة الأخيرة لم أجد السعادة داخل النادي»، وقد رفض بارتوميو طلب النجم الأرجنتيني متذرّعاً بأن النادي الذي سيفوز بخدماته عليه ان يدفع مبلغ 700 مليون يورو.
يسعى لابورتا إلى تقديم مشروع رياضي متكامل أساسه الإحصاءات والأرقام


تجدر الإشارة إلى أن عقد ميسي ينتهي هذا الصيف ما يعني أن لابورتا سيحتاج إلى العمل بسرعة لمحاولة إبقائه رغم صعوبة الأمر، حيث يتقاضى اللاعب الأرجنتيني أجراً كبيراً وسط ديون ضخمة مترتّبة على الفريق تُقدّر بـ 1.2 مليار يورو.
محاولة الإبقاء على ميسي قد تأخذ منحى «عاطفياً» أكثر من وعودٍ صعبة المنال، حيث تجمع الرجلين علاقةٌ وطيدة واحترام متبادل. شارك ميسي في عملية التصويت، وهي خطوة وصفها لابورتا بالـ»مؤثرة للغاية» مضيفاً بأن «أفضل لاعب في العالم يحب برشلونة وآمل أن تكون هذه علامة على بقائه. هذا ما نريده جميعاً».
يسعى لابورتا إلى تقديم مشروع رياضي متكامل من أجل إقناع ميسي بتجديد عقده، ووفقاً لقناة «كواترو» فإن التعاقدات التي سيبرمها برشلونة في الأشهر القادمة ستكون مفتاح ميسي لاتخاذ القرار.
ولفتت القناة إلى أن لابورتا أكد قبل أسابيع تواصله مع 5 من ممثلي اللاعبين لبدء الاتصالات والمفاوضات هم إريك غارسيا مدافع مانشستر سيتي الإنكليزي، هالاند مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني، ديفيد ألابا ظهير بايرن ميونخ الألماني أيضاً وكيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، ومن المتوقع تخلّي النادي عن المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان لتمويل جزء من الصفقات.
في حال بقاء ميسي واستقدام الأسماء المطروحة، سيتحسّن الفريق كثيراً. تبقى الضبابية متعلّقة بقرار الإبقاء على المدرب الهولندي رونالد كومان من عدمه، فإذا استمرت نتائج برشلونة بالتخبط هذا الموسم، من المتوقع أن تتم إقالة كومان والسعي لإعادة بيب غوارديولا رغم صعوبة الأمر.
هذا وأوضح لابورتا في تصريحاتٍ صحافية أنه يخطط لإنشاء قسم جديد يتعلق بتحليل البيانات لجعل الفريق يعود للمنافسة على الصعيدين الأوروبي والمحلي. ويرى الرئيس الحالي أنه تجب مسايرة النادي للتطور العلمي والتكنولوجي في أساليب العمل خلال الفترة المقبلة من أجل النهوض بمستويات الفريق وإعادة ثقافة «التيكي - تاكا».
مهمة صعبة تنتظر لابورتا، برشلونة بحاجة إلى تضافر جهود الجميع في محاولةٍ لعودته إلى الواجهة من جديد. الاستدامة الاقتصادية هي أول معالم الانتشال من القاع، حيث سيساهم احتواء الديون وتمويل النادي في إبرام الصفقات والحفاظ بالتالي على ميسي. «برشلونة سيكون سعيداً مرة أخرى. أمامنا العديد من التحديات وسوف نحققها»، هذا ما أكّد عليه لابورتا، فهل ينجح في ذلك؟



لقاء بين ميسي ولابورتا


كشفت وسائل إعلام إسبانية أن لقاء سيُعقد بين الرئيس الجديد للنادي الكاتالوني برشلونة خوان لابورتا، والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، على هامش مباراة النادي الإسباني مع باريس سان جيرمان اليوم في دوري أبطال أوروبا في باريس.
وبحسب برنامج «شيرينغيتو» الواسع الانتشار، فإن اللقاء سيبحث إمكانية تجديد عقد ليونيل ميسي مع الفريق، على اعتبار أن هذا العقد ينتهي خلال الصيف المقبل. ومن المتوقّع بحسب ما كشفت مصادر إعلامية إسبانية، أن لابورتا سيعرض على ميسي نصف راتبه الحالي السنوي، والذي يبلغ حوالى 138 مليون يورو، وذلك بسبب الأزمة المالية التي يعانيها النادي، والتي تفاقمت بشكل كارثي بسبب تفشي فيروس كورونا، وتوقف حضور الجماهير للمباريات. ومن المتوقّع أن يوافق ميسي على العرض، نظراً إلى العلاقة الوثيقة التي تربطه بلابورتا، والوضع الذي يعانيه النادي. ومن المتوقّع أن يصل النقاش إلى خطة لابورتا لإعادة بناء الفريق الذي يعاني كثيراً على المستويين المحلي والدولي، والتعاقدات التي ستحصل خلال الصيف المقبل من أجل إعادة النادي إلى منصات التتويج التي يغيب عنها منذ عام 2019.