كسر نادي العهد عقدة الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي وصعد الى الدور النهائي بفوزه على الجزيرة الأردني 1-0 في إياب نهائي منطقة غرب آسيا بعدما تعادل سلباً في الأردن. خطف العهد بطاقة التأهل عبر «الصفقة الأكبر» التونسي أحمد العكيشي الذي سجّل الهدف الأغلى واختير أفضل لاعب في المباراة. منح فريقه التقدم وترك المهمة لزملائه للحفاظ عليه. كان هو الورقة الرابحة بحسب ما قال المدير الفني للجزيرة التونسي شهاب الليلي في المؤتمر الصحافي عقب المباراة. «افتقدنا في فريقنا لاعباً بحجم العكيشي. سجّل الهدف وصنع الفارق». قاتل العهداويون ووقف الحظ الى جانبهم بعكس الأردنيين. حافظوا على الهدف طيلة ساعة كاملة من الدقيقة 32 حتى نهاية المباراة. كان الأردنيون قريبين من إفساد الأمسية العهداوية، لكن ذلك لم يتحقق.كل شيء في مباراة أمس كان يمهّد للفوز التاريخي. من معنويات اللاعبين وتركيزهم الذي كان واضحاً قبل انطلاق المباراة. بدا لاعبو العهد يعلمون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. هم لا يلعبون لنادي العهد، بل للبنان. والأمل والأمنيات بفوز الفريق ليس فقط لأجل العهد، بل لأجل الكرة اللبنانية. أمرٌ تحدث عنه المدير الفني للعهد في المؤتمر الصحافي. «الفوز والتأهّل الى النهائي هو للكرة اللبنانية وأي انجاز، سواء لنادٍ او لمنتخب، هو مكسب للكرة اللبنانية».
تركيز اللاعبين لم يكن فقط المؤشر الوحيد. الحضور الجماهيري الكبير كان المؤشر الأبرز. في المؤتمر الصحافي، أول من أمس، وجّه مرمر وقائد فريقه هيثم فاعور دعوة الى جمهورهم هي عبارة عن رسالة ونداء: نحن بحاجة اليكم. لبّى جمهور العهد النداء وحضروا بأعداد كبيرة. حشد جماهيريٌ هو الأكبر في تاريخ العهد، ما يزيد على عشرة آلاف مشجع احتشدوا في المدرج الكبير لملعب المدينة الرياضية. الحشد الأكبر بانضباطية عالية والتزام بعدم اطلاق الشتائم. أجواء احتفالية وصوتيات. أعلام وأناشيد وحضور للمنشد علي العطار. لافتات ورسوم لرموز العهد، وجمهور لم يتوقف عن التشجيع على مدار دقائق المباراة. كان من الإجحاف أن يترك لاعبو العهد هذا الجمهور يخرج خائباً. كان من الظلم ضياع جهود جبارة بذلتها رابطة جمهور العهد لحشد هذا العدد من الجمهور. جهود تقاطعت مع أخرى بذلتها ادارة النادي والمسؤولون عن التنظيم لتقديم أفضل مباراة تنظيمية منذ مشاركة العهد آسيوياً. فالإجراءات التنظيمية كانت على أعلى مستوى، أدت الى خروج المباراة بأبهى حلّة.
يلعب العهد المباراة النهائية في 2 تشرين الثاني المقبل


كل هذه العوامل تضافرت لأجل تحقيق الإنجاز الكبير. تشكيلة متكاملة، بدءاً من الحارس مهدي خليل، مروراً بنور منصور وخليل خميس وحسين دقيق وحسين الزين. هؤلاء كانوا خط الدفاع الأخير خلف هيثم فاعور وعيسى يعقوبو، وأمامهم الثلاثي المتحرك: ربيع عطايا، محمد حيدر وأحمد زريق. ثلاثي كان هدفه الرئيسي واضحاً. إيصال الكرة الى العكيشي. حاولوا كثيراً دون نتيجة قبل ان ينجح عطايا في احداها. في الدقيقة 32 وصلت الكرة الى العكيشي، ففجرها في المرمى. هدفٌ لا يسجله الا العكيشي في مباراة أمس. تشكيلة حافظت على حضورها حتى الدقائق العشر الأخيرة مع دخول حسين منذر والسوري أحمد الصالح. دخول هدفه تهدئة الأمور في وسط الملعب وحماية خط الظهر. نجحت خطة المدرب باسم مرمر وخرج فائزاً.
تحدث المدير الفني عقب المباراة عما بعدها. «الحلم صار أبعد لأنه يجب أن نعمل أكثر من أجل تحقيق الهدف. المباراة أعطت دفعاً معنوياً للاعبين. في الأردن، لم نكن نلعب بطريقة دفاعية، لكن اللاعبين كان لديهم حرص زائد لعدم الخروج من المسابقة. الضغط على اللاعبين هو ما جعل مباراة الذهاب تنتهي بالتعادل السلبي. اليوم (أمس)، من البداية كان هناك إصرار من اللاعبين ولعبنا بأريحية كبيرة. أنا فخور باللاعبين بدون استثناء على الروح التي لعبوا بها في الشوط الأول وأظهروا من خلالها صورتهم الحقيقية. في الشوط الثاني، لعبوا بروح قتالية أكبر وكانوا أبطالاً على أرض الملعب. تفكيرنا الآن منصبّ على المباراة النهائية، وكل التحضيرات ستكون من أجل هذه المباراة. والهدف الآن أصبح البطولة الآسيوية. سنفتقد للجمهور الكبير، الذي قدّم صورة رائعة اليوم، في المباراة النهائية».