جملة «أنا مثلي» لم تعد تثير الغضب والحفيظة في ألمانيا كما من قبل. هذا ما ثبت عندما أعلن لاعب كرة القدم الألماني توماس هيتسلسبرغر مثليته «للمساهمة في مكافحة رهاب المثلية». ويعدّ هيتسلسبرغر أول رياضي الماني يكسر القاعدة العامة في بلاده، ما جعله يلقى ترحيباً عاماً بشجاعته. وذكرت معظم الصحف الالمانية على صفحاتها الاولى هذا الموضوع الاجتماعي، بينها «بيلد» الواسعة الانتشار التي عنونت «احترام» بحروف كبيرة.
وشرح لاعب الوسط الذي خاض 52 مباراة دولية بين 2004 و2010 والملقب «در هامر»، أي المطرقة، نظراً إلى تسديداته الصاروخية بقدمه اليسرى، أمس بشريط فيديو على موقعه الإلكتروني أن خطوته مهمة خصوصاً للخائفين من المثلية الذين يجب ان يعلموا بأن خصماً جديداً سيضاف على لائحتهم». وأكد هيتسلسبرغر انه يريد مساعدة لاعبي كرة القدم الشبان المثليين: «يمكنهم الرؤية من خلال تجربتي وتجارب أخرى أنه يمكن ان نكون مثليين ولاعبي كرة قدم ناجحين، ويجب ان يمنحهم ذلك الشجاعة». وتابع: «الكشف عن المثلية خلال فترة الاحتراف لا يزال قراراً اصعب، لأن هناك أموراً قد تحدث في الملعب». واعتبر هيتسلسبرغر المعتزل قبل ستة اشهر بعد حمله الوان استون فيلا وافرتون الانكليزيين وفولسبورغ ولاتسيو الايطالي ان الوقت مناسب للتحدث: «أنا اليوم في مرحلة جديدة من حياتي، وآمل ان استخدمها للحديث عن تجربتي كلاعب محترف ومثلي». وسيكون هيتسلسبرغر مستعداً للعب دور الرمز، وخصوصاً في العاب سوتشي الاولمبية الشتوية.
وكان رد فعل مهاجم أرسنال الألماني لوكاس بودولسكي على مدونة «تويتر» إيجابية: «قرار شجاع وصحيح. الاحترام لهيتسلسبرغر. كشفه مثليته علامة مهمة في زمننا». واتخذت كلمة «شجاعة» منحى كبيراً أيضاً من قبل معلقين سياسيين، على غرار وزير الخارجية السابق غويدو فيسترفيلي، المثلي أيضاً، الذي أكد ان هذه الشجاعة تستحق احتراماً كبيراً». وعلق هيتسلسبرغر (31 عاماً): «من الرائع سماع هذه التعليقات، لكنها جزء من المشكلة. يجب ان يتغير شيء ما. آمل أن نصل الى لحظة لا يذكر فيها احد الشجاعة في مثل هذه الحالات، وعندها من الطبيعي ان يكشف الرياضي عن مثليته». وكان لافتاً تعليق وترحيب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أحد مشجعي استون فيلا، فكتب: «كمشجع لاستون فيلا، لطالما قدرت توماس هيتسلسبرغر على أرض الملعب. لكنني أقدره أكثر الآن. خطوة شجاعة ومهمة».