كاد الأنصار يشعل المنافسة بعد أن تقدم على الصفاء 1 - 0 في ختام الأسبوع العاشر قبل أن يقع في فخ الضغط النفسي والتلهي بالاعتراضات، فعاد وخسر 1 - ،3 مفسحاً المجال أمام الصفاويين لاستعادة الصدارة من العهد الذي تصدر بعد فوزه على طرابلس 2 - 1.
قمة الأسبوع العاشر جاءت اسماً على مسمى، حيث احتضن ملعب بيروت البلدي واحدة من أجمل المباريات بحضور جماهيري كبير وأمني ممتاز بعد جهود من مسؤول الملعب محمد دوغان الذي استشعر ما ستؤول إليه الأمور بعد نهاية المباراة، في ظل الاحتقان والضغط الجماهيري، فكان استدعاء القوى الأمنية التي حضرت بأعداد كبيرة في الشوط الثاني ليمرّ "قطوع" على كرة القدم اللبنانية.
كل الأمور كانت تشير إلى أن المباراة ستكون عالية المستوى، فالفريقان يملكان جميع مقومات الفوز، إلا أن الصفاويين تفوقوا على الأنصاريين، ليس في داخل الملعب فقط، بل في خارجه. فما كان يحصل على مقعد احتياط الأنصار من هرج ومرج واعتراضات وتصرفات من قبل مسؤولين من المفترض أن يهدئوا الأجواء لا أن يوتّروها، أوصل الأخضر إلى خسارة اللقاء بعد أن تقدم بهدف لوكاس غالان في الدقيقة 25 بعد تمريرة طويلة من ربيع عطايا. وكان بإمكان الأنصاريين أن يذهبوا بعيداً لولا تصرفات لاعبهم غالان الذي يتحمل مسؤولية خسارة فريقه من خلال محاولات التمثيل والاعتراضات والاحتكاك مع لاعبي الخصم التي مارسها، خصوصاً تلك مع مدافع الصفاء نور منصور التي جاء منها هدف التعادل للصفاء. فغالان احتك بمنصور الذي ردّ بدوره فنال الاثنان إنذارين. ونفّذ لاعبو الصفاء رمية التماس سريعاً، مستغلين انشغال بعض لاعبي الأنصار، فيما حاول خمسة لاعبين أنصاريين متابعة دخول محمد حيدر السريع الذي مرر إلى علاء البابا الذي عادل النتيجة في الدقيقة 33. صدمة أنصارية واعتراضات على الحكم هادي سلامي وفرحة جنونية صفاوية، لتعود الأمور وتهدأ وينتهي الشوط الأول بتعادل الفريقين.
انطلاقة الشوط الثاني جاءت صاعقة صفاوياً مع تقدم المتصدر في الدقيقة 48 بهدف السنغالي الشيخ ديوك بعد كرة محمد زين طحان، لتنهار الصفوف الأنصارية وينعكس الضغط النفسي من قبل من يجلسون على مقعد الاحتياط سلباً على الجهاز الفني واللاعبين.
يحاول الأنصاريون استيعاب الصدمة ومعادلة النتيجة فتنشط الطلعات الأنصارية ويتهدد مرمى الحارس مهدي خليل الذي يتألّق مراراً، ومن يملك حارساً كخليل ولاعب كمحمد حيدر في الهجوم من الصعب أن يخسر. فوز الصفاء يتأكد في الدقيقة 85 حين يسجل حسن هزيمة هدف التعزيز في الدقيقة 85 بعد كرة من ديوك، ليخرج مدرب الصفاء إميل رستم منتصراً، ويخرج مدرب الأنصار جمال طه خاسراً يدفع ثمن الضغط الكبير الذي يعيش فيه. فليس بدفع المال تأتي الألقاب، بل بالنضج والوعي وممارسة المسؤولية بطريقة صحيحة.
قبل الفوز الصفاوي، كان الساحليون يحققون فوزاً عريضاً على الحكماويين 6 - 2 على ملعب العهد في لقاء كان الحكمة فيه جيداً في الشوط الأول وتقدم مرتين على الساحليين قبل أن ينهار في الشوط الثاني.
فمع وجود لاعب من نوعية دوغلاس نكروما الذي سجل ثلاثة أهداف لفريقه، كان من الصعب على لاعبي الحكمة، رغم روحهم القتالية وسعيهم لتحقيق نتيجة جيدة، الوقوف في وجه التفوق البدني والفني الساحلي الذي ظهر في الشوط الثاني.
افتتاح التسجيل كان عبر محمد قصاص في الدقيقة 28 بعد عرضية من حسين طحان. وعادل وسيم عبد الهادي النتيجة للساحل في الدقيقة 41 بعدما ارتدت كرة دوغلاس الرأسية من القائم الأيسر بعد عرضية شادي عطية. وتقدم الحكمة مجدداً 2 – 1 عبر أحمد جرادي في الدقيقة 47، وأدرك دوغلاس التعادل من كرة حرة رائعة في الدقيقة 49.
وفي الشوط الثاني انهار الحكماويون حين سجل دوغلاس الهدف الثالث في الدقيقة 50، وأيضاً بطريقة رائعة من كرة حرة. وعزز موسى كبيرو (62) النتيجة 4 - 2، ثم سجل دوغلاس (67) هدفه الشخصي الثالث والخامس لفريقه 5 - 2 بتسديدة قوية. وأنهى كبيرو مسلسل التسجيل في الدقيقة 73 من كرة حرة.
يوم السبت استحق لقب يوم "الـ 3-2"، مع فوز الاجتماعي على الراسينغ 3-2، وكذلك فعل النبي شيت على الغازية بالنتيجة عينها، التي أيضاً كانت نتيجة مباراة النجمة والسلام زغرتا.
على ملعب برج حمود، تلقى الاجتماعي جرعة معنوية بعد فوزه على الراسينغ في لقاء استحق فيه الضيوف الفوز بعد عرض كبير في الشوط الأول، رغم عدم التسجيل. فالاجتماعي تغلب على غياب آدم ماسالاتشي ووسام الرفاعي وفايز شمسين، ونجح في الفوز على فريق قوي ظهر بصور جيدة، لكن جانبه التوفيق في الفرص التي سنحت له.
تقدم الاجتماعي بهدف سجله مصطفى كمال الدين في الدقيقة 53، وعادل الراسينغ سريعاً بواسطة محمود كجك بتسديدة بعيدة بعد ثلاث دقائق.
وأعاد الغاني نيكولاس كوفي التقدم لفريقه الاجتماعي بتسجيله الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 63 و71، قبل أن يعود كجك ويقلص الفارق بتسجيله الهدف الثاني للراسينغ في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.
وفي بحمدون، حقق النبي شيت فوزاً صعباً في الدقيقة 96 حين تغلب على الشباب الغازية 3 - 2، في لقاء لم يستحق فيه الجنوبيون الخسارة.
تقدم الشباب الغازية بهدف سجله حسن علوية في الدقيقة 33 بعد تمريرة من علي ناصر الدين.
وعاد الغاني عيسى يعقوبو في الدقيقة 47، قبل أن يضيف أحمد حجازي الهدف الثاني للنبي شيت بكرة رأسية في الدقيقة 56 بعد ركلة ركنية نفذها علي بزي.
ثم سجّل الكاميروني أليكس روسل الهدف الثاني للشباب الغازية في الدقيقة 66، إلا أن حجازي خطف هدف الفوز في الدقيقة 96 ليرسم الفوز البقاعي علامة استفهام حول وضع الفريق وأسباب التراجع.
في الوقت عينه، كان النجمة يخطف فوزاً غالياً من مضيفه السلام زغرتا 3 - 2 على ملعب المرداشية في لقاء مجنون تقلب فيه الفوز بين فريق وآخر. فالنجمة دخل اللقاء بصفوف منقوصة بين إصابات وتوقيف. فغاب خالد تكه جي وحسن المحمد ومازن جمال ومحمد قاسم وحسن أومري، فيما شارك الحارس ربيع الكاخي للمرة الأولى، كذلك لعب محمود سبليني أساسياً، فكان نجم المباراة بامتياز، وعوّض تواضع مستوى زميله كارل ماكس داني.
أما السلام، فلم يستحق الخسارة بعد العرض الذي قدمه لاعبو المدرب السوري أنس مخلوف الذي بدت بصماته واضحة على الفريق رغم الخسارة المرّة.
تقدم النجمة مبكراً عبر سبليني في الدقيقة 12 مستفيداً من خطأ ارتكبه الحارس محمد دكرمنجي، ليسجل سبليني هدفاً أكروباتياً. لكن السلاميون استوعبوا الصدمة سريعاً وصعقوا النجمة بهدفين في ظرف دقيقتين حين سجّل محمود مرعوش وعمر زين الدين في الدقيقتين 14 و16، مستغلين ضياعاً دفاعياً نجماوياً. إلا أن السبليني عاد ليدرك التعادل للنجمة بتسجيله الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 34.
وفي الشوط الثاني، كان لمدرب النجمة تيتا فاليريو بصمته حين أدخل محمد مرقباوي في الهجوم بدلاً من سبليني في الدقيقة 84 لينجح مرقباوي في خطف هدف الفوز في الدقيقة 89 بعد كرة مرتدة من زميله محمد شمص وصلته من محمد حمود، لتنتهي المباراة التي كان جنديها المجهول محمد جعفر بفوز النجمة 3 - 2.
يوم الجمعة شهد تصدراً مؤقتاً للعهد بعد فوزه على طرابلس 2 - 1 على ملعب صيدا. وأهدر الطرابلسيون فوزاً كان في متناول اليد بعد تقدمهم بهدف رائع لوليد فتوح في الدقيقة 25. وكان بإمكان الطرابلسيين الخروج بنتيجة كبيرة لولا إهدار فتوح والغاني عبد العزيز يوسف لفرصتي العمر، لكنّ من لا يسجل تتلقى مرماه الأهداف. وهذا ما حصل حين عادل العهد من ركلة جزاء بعد عرقلة طارق العلي، وسجل منها السوري عبد الرزاق الحسين في الدقيقة 69. ثم سجّل الحسين الهدف الثاني بعد كرة عباس عطوي الحرة في الدقيقة 86.
وفي بطولة الدرجة الثانية، أنهى فريق التضامن صور الذهاب بالعلامة الكاملة، محققاً فوزه الحادي عشر، وكان على الرياضة والأدب 2 - 0. وتعادل الإصلاح البرج الشمالي مع الأهلي صيدا 2-2، والمبرة مع الهلال حارة الناعمة 1-1. وفاز الإخاء الأهلي عاليه على الأمل معركة 4-0، وهومنتمن على العمال طرابلس 2-1.