شربل كريمزعل لويس هاميلتون من باراك أوباما، فالثاني سرق الأضواء التي كانت مسلّطة على الأول منذ مساء الأحد، وذلك عقب انتخابه رئيساً للولايات المتحدة محقّقاً إنجازاً مشابهاً لبطل العالم للفورمولا 1، إذ أضحى على غرار البريطاني أول «أسود» يتربع على العرش. قد يكون هاميلتون فكّر في قرارة نفسه في أنه من الطبيعي أن يتقهقر إنجازه إلى ظل نظيره الأميركي الذي شغل كل وسائل الإعلام العالمية على مدى الأشهر الماضية، وهو من هذا المنطلق خرج ليقول لو أنه مواطن أميركي، لكان سيصوّت لأوباما دون سواه.
عادةً تُجرى المقارنات بين شخصين ينتميان إلى المجال نفسه، لكن لا ضير من إجراء مقارنة بين هاميلتون وأوباما، اللذين شغلا الدنيا ونظر إليهما محبو الرياضة المتابعون للسياسة بنظرة واحدة، ربما انطلاقاً من سير كلٍّ منهما واضعاً نصب عينيه طموحاً بدا مستحيلاً في فترة من الفترات.
أوجه الاختلاف يمكن أن تكون كثيرة، إذ إن هاميلتون وأوباما ينتميان إلى بلدين مختلفين، لا بل يعيشان في قارتين لكل واحدة منها ثقافتها الخاصة، كما أنهما يمارسان وظيفتين يُحرَّم الزواج بينهما في الشُّرع الأولمبية والدولية.
وعَرف سائق ماكلارين مرسيدس دائماً أن مصيره يكمن بين يديه اللتين يستعملهما للقيادة بأسرع ما يمكنه، مدعوماً بالتفاف جميع مواطنيه حوله، بينما كان مصير السيناتور الديموقراطي بين يدي الشعب الأميركي المختلف الخصائص والمقسوم في أهوائه...
إلا أنه رغم هذا الاختلاف هناك أوجه تشابه غير البشرة السمراء لكل من الرجلين، رغم أنها هي الأساس الذي جعل الجميع يتكلم عن «ثورة السود البيضاء» رياضياً وسياسياً.
طبعاً، خاض هاميلتون وأوباما سباقيهما وهما يدركان أنه في خط النهاية ينتظرهما إنجاز غير مسبوق، وهما من دون شك برزا على عكس كل التوقعات، إذ إن السائق الشاب سرق النجومية من الجميع في موسمه الأول ضمن الفئة الأولى، بينما حاز الثاني تأييد حزبه على حساب زوجة رئيس سابق، لها شعبية عريضة هي هيلاري بيل كلينتون.
الأهم أن الرجلين مثّلا أملاً للكثيرين في بلاديهما، إذ إن أوباما «ثأر» لطبقة الأفارقة ــ الأميركيين الذين هُمّشوا على مدار التاريخ الطويل، بينما تحوّل هاميلتون رمزاً لأولئك اليافعين الطموحين، وخصوصاً أنه بدأ سعيه إلى العالمية منذ الصغر، مصارحاً في الثامنة من عمره مدير فريقه الحالي رون دينيس بأنه يريد أن يسابق على متن سيارته، وقد وجد الأخير نفسه مجبراً على ضمّه بعد سنوات قليلة بفعل تألقه، رغم أنه كان قد أجابه بتهكّم طالباً إليه الاتصال به بعد تسع سنوات.
مقارنة أخرى تجوز وهي أن هاميلتون خاض السباق الحاسم على أرض منافسه المباشر البرازيلي فيليبي ماسا، ومثله كان أوباما بعيداً عن بلاد أجداده (كينيا) التي ترقّبت بحماسة استثنائية فوزه على ابن بلاد «العم سام» جون ماكاين.
أخيراً لا بد من العودة إلى أرض الوطن حيث تحمّس بعض اللبنانيين للرئيس المنتخب، لدرجة جعلتنا نظن أن أوباما هي شهرة رجل لبناني أصيل!
أتساءل ما هو شعور المرشح المستقل رالف نادر؟