تشهد مباريات كرة القدم خشونة زائدة بين اللاعبين، ولطالما نُقل مصابون إلى المستشفيات، والنتيجة، غياب قسري لعدد كبير من اللاعبين، وخصوصاً المهاجمين، لكونهم الأكثر تعرّضاً للإصابات بحسب أهل الخبرة
إبراهيم وزنه
خشونة أم رجولة أم عنف؟ كلها تؤدي غالباً إلى الإصابات ومراكز العلاج...
الخشونة: تعريفها وأسبابها ونتائجها
الخشونة أسلوب لعب يعتمد على القوة والسرعة والمشاكسة، وغالباً ما يلجأ إليه لاعبون للحدّ من خطورة نجوم مميزين بهدف التأثير سلباً على أداء فرقهم، وينتهج البعض هذا الأسلوب لتعويض النقص الفني عندهم، ولطالما أدّى هذا الأسلوب إلى وقوع إصابات تتراوح بين التمزّق العضلي والكسر، مع الإشارة إلى أن افتقاد التركيز أثناء الالتحام البدني يؤدي في بعض الأحيان إلى خروج لاعبين من الملاعب... إلى الأبد.
ومن نتائج الخشونة أيضاً، فضلاً عن إبعاد اللاعبين الموهوبين عن المباريات لأسابيع وشهور، تراجع مستوى المنتخبات الوطنية، وبالتالي التراجع الوطني على جدول الترتيب الدولي، بالإضافة إلى خوف اللاعبين الجدد والموهوبين من إكمال مسيرتهم الكروية، فضلاً عن الأجواء العدائية التي تظهر بين الأندية واللاعبين على خلفية استفحال هذا الأسلوب المنفّر للمتابعين والمؤثر سلباً على النفوس والأبدان والجيوب.
بناءً عليه، يأتي دور المدرّبين والإداريين في إرشاد لاعبيهم إلى كيفية استثمار قوتهم وسرعتهم من دون إلحاق الأذى بلاعبين آخرين، وتعويدهم على تقبّل الخسارة بروح رياضية.

نجوم خارج الأضواء المحلية

في إطلالة على مجريات الدوري المحلي، حيث تخلو مرحلة الإياب من أسماء كبيرة ـــــ على قلّتها بين الفرق ـــــ بسبب تكاثر الإصابات الناتجة من الخشونة، نسجل الآتي:
1. المبرّة: خسر جهود لاعبه فيصل عنتر طوال الإياب، وكان قد لعب لأكثر من 8 مباريات بغياب مدافعه سعد بهلوان، وكذلك غاب علي العطار وعيسى رمضان.
2. النجمة: غاب المهاجم علي ناصر الدين (12 مباراة) لكسر في القدم، ولا يزال قائده عباس عطوي يتعافى منذ شهر ونصف للإصابة.
3. الأنصار: غاب عنه فادي غصن لخمس مباريات، ويعود حالياً بمشاركة جزئية، وأصيب مدافعه أحمد الخضر منذ الإياب، أما البرازيلي أندريه المصاب، فلا يزال غائباً منذ 6 أسابيع.
4. الشباب الغازية: استقدم لاعب الأنصار عباس صالح لتدعيم صفوفه، لكنه لم يشارك في أي مباراة إلى اليوم (أصيب أثناء التحضير)، كذلك ابتعد الهداف هيثم زين عن الأضواء بسبب تراكم إصاباته، ونقل لاعبه المصري محمد ثروت من ملعب الصفاء إلى المستشفى، وسابقاً خسر جهود مصطفى حلاق لأربع مباريات.
5. العهد: خسر بطل الموسم السابق جهود الماهر عباس عطوي (أونيغا) منذ منتصف الذهاب وحتى نهاية الموسم بحسب الأطباء، كذلك غاب حسن معتوق (3 مباريات) ومحمود العلي (5 مباريات)، وحمزة سلامي لن يشارك في الإياب وأحمد زريق لمباراتين.
6. الراسينغ: خسر إشراك واعده الجديد عبد الله الألطي منذ انطلاق البطولة، وغاب عنه لأربع مباريات مدافعه وليد إسماعيل بسبب إصابة قوية.
7. التضامن صور: لم يتعرض الفريق لإصابات مبعدة لأي من لاعبيه، لحسن حظه، مع الإشارة إلى القوة البدنية لمهاجمه غسان شويخ.
8. السلام زغرتا: خسر جهود لاعبه غسان جرمانوس، وغاب هدافه السابق جاد معوض عن الملاعب قبل انطلاق البطولة بسبب إصابة «صديقة» في التمرين.
9. الصفاء: من حين إلى آخر يخسر الفريق جهود أحد لاعبيه، والأبرز رامز ديوب لمباراتين وخضر سلامي (3 مباريات).
10. الحكمة: خسر جهود مهاجمه النشيط علي بزي (10 مباريات متتالية)، وتعرّض مهاجمه علي ليلا لإصابة أبعدته 3 مباريات، ما أثر على فاعليته الهجومية.
11. شباب الساحل: أثناء التحضير، أصيب لاعبه حسين عليق (لا يزال غائباً)، كذلك تعرض أحمد الصفح وعلي أسعد لإصابات أبعدتهما 8 أسابيع عن الدوري.

آراء مسؤولة... والحكّام مطالبون!

طالب الطبيب طوني رستم الحكام والاتحاد بمزيد من الحزم، بغية حماية اللاعبين، طبعاً من خلال معاقبة المسببين لإصابة لاعبين عبر اللجوء إلى الخشونة غير المبررة.
■ بلال فراج (مدير نادي الأنصار): حماية اللاعبين يجب أن تؤخذ على عاتق حكام المباريات، من خلال قراراتهم الحاسمة والصارمة، وخصوصاً عند حدوث الضرب من الخلف، وأعتقد أن قلّة النجوم في فرقنا اليوم يجب أن تؤدي إلى تراجع كبير في نسبة الخشونة.
■ إميل رستم (مدرب فريق النجمة):
مسؤولية الحد من الخشونة تقع على عاتق الحكام، فسلامة اللاعبين يجب أن تكون ضمن أولوياتهم، وأرى في العقاب الصارم بحقّ مرتكب الخشونة طريقاً لحماية النجوم، وأقترح إيقاف مسبِّب إصابة لاعب ما المدة نفسها التي سيغيبها المصاب عن الملاعب.


رستم: التحضير والحماية والمصارحة

أوضح الطبيب الرياضي المختص واللاعب السابق أن نجوم الهجوم هم أكثر عرضة واستهدافاً لتلقي الإصابات من المدافعين للحدّ من خطورتهم، وخصوصاً قرب المرمى، والوقاية تكمن في حسن التحضير الجيد للمباريات، وعدم السهر، وتحمية الجسم جيداً قبل اللعب، وتناول الغذاء الجيد ومصارحة الطبيب بأية عوارض طارئة