راح موسم آخر لكرة لبنان، بلا نكهة ولا تقدم ولا جماهير شرعية سليمة ولا مداخيل، وتفرّق جماعة اللعبة دون وداع أو وعد على شيء. وتفرق أهل اتحاد اللعبة بين هربان وقرفان وحاقد ومتأسف من دون أن يعلم أحد إلى أين المفر؟
علي صفا
ختم موسم كرة لبنان بنهائي كأس لبنان، وشهد النهائي قذارة شوهت وجه الموسم وقفاه، فسلّم الكأس الى الأنصار واحتجّ المبرة، وصدرت غرامات وإيقافات قبِلها الطرفان، وما فات قد فات... وسقط الأهلي مع الحكمة، ونجا الإصلاح والغازية وأخذت النوادي وإداراتها إجازات صيفية، وتفرق أعضاء الاتحاد هاربين، كل الى عمله النافع، مرتاحين من اجتماعاتهم الإجبارية المتفرقة، وتعاميمهم الملطّخة بعلامات التعجب والتساؤل. أما الجمهور المبعد والمنبوذ فتفرغ لمتابعة جولة جديدة أهم في «كأس العالم» المرتقبة الأسبوع المقبل.
موسم رابع مضى نحو مزيد من انحدار اللعبة، بلا ضوابط. وقبل أن تبرد طبخة الموسم نسلّط عليه شموع النقد عبر عناوينه المختلفة: فنياً ومادياً وجمهوراً وعلاقات وتحكيماً واتحادياً وأمنياً.
موسم جرى برعاية اتحاد «توافقي» وتوافقت النوادي على إعطاء فرصة له لعل وعسى يتوافق وينصلح فيصلح اللعبة ولو قليلاً، وفجأة عادت مناكفات أقطاب اللجنة العليا للاتحاد فاجتمع أقطاب النوادي غاضبين متوعدين «فليكملوا هذا الموسم وبعدها نرى».. ولم يحددوا ماذا سنرى!
طيب، انتهى الموسم وظهر بطلان للدوري والكأس... فماذا عن الحرامية، وماذا عن اللعبة المسروقة، وماذا سيرون؟
تكررت الاعتداءات شتماً وضرباً وطعناً بحضور مسؤولي الاتحاد وغيابهم
فنياً: تراجعت مستويات معظم فرق الأولى، وخصوصاً الأنصار والنجمة والصفاء والساحل والمبرة، لولا صحوة العهد محلياً وحصد اللقب وصمود الراسنغ والتضامن صور. وتمثلت مأساة الهبوط بسقوط الأهلي صيدا مع الحكمة العريق الذي لحق بالعريقين (هومنتمن، هومنمن، الشبيبة المزرعة، الرياضة والأدب...)، ما يشير الى غياب جماهيرها الأصيلة أيضاً، وإلى تزعزع أعمدة اللعبة منذ الخمسينيات، أما الجدد فلا يعوّضون لا بالمستوى ولا بالجمهور.
الجمهور: بقي ممنوعاً رسمياً لموسم رابع، ولكن سُمح لبعضه بالتسلل وممارسة شعائر الشتم والقذارة والمشاكل برعاية اتحادية. والمصيبة أن نواديه المعنيّة وخصوصاً النجمة والأنصار لم تجد حلاً لشللها الشاتمة، ولم يجد الاتحاد ولا الأمن المعني سوى فرض غرامات مالية «غير شرعية» وعقوبات قاسية غير منطقية، سببها الأساسي «سماح الاتحاد بدخول الجمهور» من دون أي مسؤولية، وفشل الجميع في حل المشكلة، وسقطوا أمام إهمال الحكومة لهم وللعبتهم الشعبية.
مادياً: خرجت جميع النوادي مكسورة، ولولا التبرعات و«الشحادة» الرسمية لأعلن معظمها إفلاسه. ورغم التقديمات «الحريرية» المالية للأنصار والنجمة والأهلي خصوصاً، فإن هذه النوادي كانت الأكثر عجزاً، وربما يكون النجمة أكبر الخاسرين (مكسور على مليون دولار تقريباً!) إضافة إلى خسارته نجومه (محمد غدار، زكريا شرارة، إيلي فريجي وبول رستم، وأخيراً الموقوف علي حمام مجاناً من دون أي استفادة فنية أو مادية.
والسؤال الكبير: كيف يطلق الاتحاد بطولاته الرسمية من دون تأمين النوادي ميزانيات تضمن حقوق لاعبيها ومدربيها وأجانبها، وما يزال معظمها لم يسدد ما عليه من مرتبات لهم؟!

المدربون... والأجانب

مسؤولو النوادي يشكون والمدينة الرياضية معلّقة والفرق مهجّرة
تواصل مسلسل تهجير المدربين واللاعبين الأجانب، بعد إشكالات وسقطات مع شكاوى ودعاوى، ودفعت أثمانه نواد عدة رقّعت موسمها بما تيسّر، من النجمة والمبرة والصفاء والأهلي والساحل... وتكررت مشاكل غياب حقوق بعض المدربين، لغياب العقود الواضحة والمراجع الضابطة، وهذا ما يؤكد لزوم إنشاء «رابطة للمدربين» تحفظ حقوقهم. وتجدر الإشارة الى نجاح المدربين المحليين وخصوصاً محمود حمود مع العهد (بطل الدوري) وسمير سعد مع الراسينغ، ومحمد زهير مع التضامن صور وإبراهيم دهيني مع السلام صور (الصاعد الى الأولى). وفي دائرة اللاعبين الأجانب، فقد سقط معظمهم كالعادة وسط الطريق لتراجع المستويات فنياً وأخلاقياً.
التحكيم: رغم نجاحات نسبية للبعض، ظلت صورة الحكام مشوهة ومتهمة، وتمت اعتداءات متكررة وقاسية بل دامية على بعض الحكام، وتبدلت تقارير البعض وتجاهلها آخرون، وتردد أن عدداً من الحكام لم يقبضوا مستحقاتهم عن شهور! كما اتهم بعضهم لجنة الحكام بالانحياز، بل التواطؤ لحساب مقربين.
وهذا ما يضع جماعة الحكام في دائرة ضرورة التغيير والإصلاح.
الملاعب: رغم قرار المنع، ظلت مجموعات تتسلل الى المدرجات أمام أعين الأمن ومراقبي الاتحاد وبرضى معظم النوادي، أو سكوت البعض. وتكررت المشاكل والاعتداءات «شتماً وضرباً وطعناً»، وغالباً في غياب مسؤولي الاتحاد، ولم يجد الاتحاد سوى فرض غرامات مادية «إجبارية» وإيقاف لاعبين وإداريين من دون وضع أيّ حلول من «أبو اللعبة» والمشرف عليها والموجود باسمها، وبالتالي لم تهتم الجهات الأمنية المكلفة ولم تشكّل أي «فرقة مختصة» أو خطة لضبط الملاعب أو حتى الشلل الفالتة بسبب غياب القرارات العليا. والغريب العجيب أن نوادي الأولى أكملت وقبلت قرارات الاتحاد وعقوباته، رغم رفضها الكلامي ونبذها «الشلل الفالتة».
المستويات متراجعة ومسلسل المدربين والأجانب بلا ضوابط
وبقيت لغة الحوار معطلة بين الاتحاد وملعب المدينة الرياضية بسبب «علامة أو لا أحد»، ما رحّل مباريات الفرق «البيروتية» صاغرة الى الشمال والجنوب مع ما فيها من همّ وتعب ومصاريف «كرمال عيون» أمانة الاتحاد! فيما النوادي تحتجّ كلامياً تبقى المدينة مقفلة في وجوههم!
الإعلام: رغم هزالة واقع اللعبة، يغطي الإعلام نشاطها. فقد نجح النقل الإذاعي «النور» وواصل النقل التلفزيوني بلا روح ولا تشويق، واستمرت البرامج الكروية الأسبوعية على روتينها البارد، عدا لمحات من «اكسترا تايم» في الإضاءة على وجوه وأخبار من العصر الذهبي الغابر.
وعليه، بقي الإعلام خجولاً بدلاً من هزّ أركان مسؤولي اللعبة من إدارات النوادي الخاضعة للاتحاد الماشي فوق مصالحها بلا توافق ولا صدقيّة ولا مداخيل ولا منتخبات ولا برامج ولا مسؤولية.
وهكذا، رحل الموسم المحلي وتفرّق عشّاق اللعبة، من نواد لم تجتمع على بداية موحّدة ولا على ختامٍ حاسم لمواجهة اتحاد «التوافق» المتنافر، دون توافق على شيء... على أمل عودة مريرة جديدة بعد شهر ممتع من الكرة العالمية.


الأنصار يستقبل مهنّئيه ويعير الجمل ويونس

استقبلت إدارة نادي الأنصار المهنّئين لمناسبة إحراز لقب كأس لبنان وبطولتي الناشئين والشباب، في حفل أقيم على ملعب النادي.
هذا الملعب سيشهد ورشة كبيرة تتمثّل في فرش الملعب الرئيسي بالعشب الصناعي، بعدما شهدت المرحلة الأولى من تلك الورشة فرش ملعبَين صغيرين تُزاوَل لعبة كرة القدم عليهما، إضافةً إلى منشآت ومرافق، ومنها استراحة وكافيتيريا. وأشار مدير النادي بلال فراج إلى أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن عملية استثمار تلك الملاعب للتمويل الذاتي في الموسم المقبل، لتوفير جزء من ميزانية الفريق الأوّل.
وأوضح فراج أنه إضافةً إلى فرش الملعب بالعشب الصناعي، ستُترك مساحة لإنشاء مدرجات متحركة، كما ستركّب أعمدة إنارة عملاقة، ليصبح الملعب جاهزاً ليس فقط لاستقبال تمارين الفريق الأول وحجوزات الفرق الشعبية، بل سيوضع بتصرف الاتحاد اللبناني لكرة القدم لاستقبال مباريات رسمية.
من جهة ثانية، وافقت إدارة النادي على طلب اللاعبَين نصرات الجمل ومحمد باقر يونس الاحتراف على سبيل الإعارة لمدة شهرين ونصف شهر مع فريق دهوك العراقي. وقد وقّع اللاعبان عقد الاتفاق بعد إتمام كل المعاملات القانونية المطلوبة، على أن يعودا بعد فترة الإعارة إلى ناديهما الأنصار.