رقم البرقية: 06BEIRUT2471التاريخ: 25 تموز 2006 18:38
مصنّف من: السفير جيفري فلتمان
الموضوع: جعجع يدعم المسار المقترَح لوقف إطلاق النار... ويقدّم اقتراحاً

ملخَّص
1. بعدما قدّم السفير مراجعة للأفكار المطروحة لمكوّنات وقف ممكن لإطلاق النار، عبّر قائد القوات اللبنانية سمير جعجع عن دعمه الشامل للمقاربة المطروحة، تحديداً لجهة النيّة لجمع كافة عناصر مشروع وقف إطلاق النار في مرحلة واحدة. كما أعرب عن اعتقاده بأنّ وقفاً فارغاً لإطلاق النار، من النوع الذي لا ينزع سلاح حزب الله، سيؤدي حتماً إلى تجدُّد النزاع. وفي ما يتعلق باقتراح نشر قوة متعدّدة الجنسيات، دعم جعجع الفكرة دعماً كاملاً،

معرباً عن شعوره بأنه رغم رغبة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في تقديم طلب إلى المجتمع الدولي لنشر مثل هذه القوة، فإنه يعجز عن فعل ذلك بسبب احتمال انفراط عقد حكومته، ورغبته في عدم رفع التوتّّر الشيعي – السني. وأوضح جعجع أنّ مفتاح تفكيك حزب الله كقوة عسكرية، يكمن في تحويله إلى مشكلة داخلية، وذلك من خلال إظهاره للشعب اللبناني على أنه التهديد الذي تسبّب بالكثير من الدمار لبلدهم. إنّ النتائج السياسية لهذا الضغط، بالاضافة إلى قضم الجيش الإسرائيلي لقدراته العسكرية، هو المسار الوحيد الذي يفيد في نزع سلاحه. وألحّ على أنه، بقدر ما سيكون صعباً على الإسرائيليين أن يوافقوا على ذلك، يجدر حلّ مسألتَي مزارع شبعا والأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل بطريقة ما. (انتهى الملخَّص)
2. الزعيم السابق لميليشيا القوات اللبنانية، سمير جعجع، الذي يُعدّ حالياً عضواً أساسياً في تحالف 14 آذار الإصلاحي، ناقش مع السفير وأحد الدبلوماسيين السياسيين الأوضاع الحالية في 25 تموز. كذلك شارك مستشار جعجع، إيلي خوري، في الاجتماع. قدّم السفير لجعجع مراجعة سريعة لاجتماع وزيرة الخارجية (كوندوليزا رايس) مع زملائه في 14 آذار أمس (24 تموز)، إضافة إلى الأفكار الحالية تجاه الشروط المطلوبة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يكون مستديماً وعادلاً.

تأييد قوي للمقاربة الحالية

3. بعد استماعه للأفكار التي نوقشَت في الاجتماع، أعرب جعجع عن كامل دعمه للمقاربة المطروحة: - منع «وجود مسلَّح» بالقرب من الحدود (اللبنانية – الاسرائيلية)، - وحظر فعال لإدخال السلاح إلى لبنان (باستثناء سلاح الجيش اللبناني)، واحترام الخط الأزرق، - وانسحاب العناصر الأجنبية (الإيرانية) من لبنان، - والتطبيق الكامل للقرارين 1559 و1680، - وتوقف الأعمال العدائية بالتزامن مع انتشار قوي لقوات معددة الجنسيات، - وبرنامج متفق عليه للمساعدات الانسانية ولإعادة الإعمار، - وأخيراً التزام إسرائيلي بمعالجة النزاعات الحدودية.
4. وافق جعجع على رؤية السفير بأنّ نشراً فورياً لقوات متعددة الجنسيات هو أمر حسّاس على مستويات عديدة: هي خطوة قد تؤدي إلى استقرار الجنوب، وعودة الهاربين من القتال إلى قراهم، وتدريب الجيش اللبناني وتحديثه، وتوفير إمكانات هندسية للبرنامج الكبير لإعادة الاعمار الذي سيحتاج إليه لبنان.
5. وكرّر جعجع العديد ممّا قاله زملاؤه في اجتماع يوم أمس، عندما شدد على أن استقراراً فعلياً للأوضاع ليس أمراً هاماً للإسرائيليين فقط، بل أيضاً لتبديد مخاطر الضغط الاجتماعي الذي نتج عن حركة النازحين التي تتسبب حالياً باحتكاكات.
6. وكان جعجع أقل تفاؤلاً حيال الأمل الأميركي بأن يطلب رئيس الحكومة السنيورة من المجتمع الدولي نشر قوة متعددة الجنسيات. وكان جعجع متأكداً من أن السنيورة يرغب في وضع بصمة لبنانية على مشروع نشر قوات متعددة الجنسيات – لتبديد مخاوف استقدام قوة أمنية من خارج لبنان – لكن الوقائع السياسية والخوف من فتنة شيعية – سنية منعته من فعل ذلك. وقال جعجع إنه كان يأمل أن تكون الظروف مختلفة، لكن سيتعيّن على المجتمع الدولي أن يقدّم العرض، وعندها فقط قد يصبح بإمكان الحكومة اللبنانية أن توافق.

اقتراح لملء الثغرات

7. في ما يتعلق بالعرض المقدم للشعب اللبناني حول الشروط المقترحة لوقف إطلاق النار، رأى جعجع أنها مهمة للغاية، ليس لتحميل حزب الله مسؤولية المعاناة الحالية فحسب، بل أيضاً لهيكلة «رزمة الحل»، بطريقة يمكنها معالجة بعض المعضلات الكبيرة، خصوصاً مزارع شبعا والأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية. وقال إن اقتراحه ينص على «سدّ الثغرات» الموجودة في المشروع الحالي. وعلّق السفير بالقول إن قضية تبادل الأسرى لا تستحق الجهد، ما دام الإسرائيليون أوضحوا أنها تكافئ عملية الاختطاف، وتوفّر محفّزاً لعمليات خطف إضافية.
8. رغم أن جعجع أعرب عن تفهُّمه للتردّد الإسرائيلي بربط قضيتي مزارع شبعا والأسرى اللبنانيين بأي وقف لإطلاق النار، فإنه قال إن السير بمشروع آخر قد يخرج باقتراح حل يُنظر إليه على أنه انحياز كبير جداً لمصلحة إسرائيل. وشدّد على أن إسرائيل غير مضطرة إلى حلّ القضيتين فوراً، لكن عليها الإشارة إليهما «ضمنياً» في أي مشروع لوقف إطلاق النار. برأيه، من شأن أي التزام إسرائيلي بمعالجة مع هاتين المسألتين (شبعا والأسرى) أن يكون له مفعول إبطال حجّة قوية يمتلكها حزب الله. من دون هاتين القضيتين اللتين يتذرع بهما حزب الله، سيصبح الحزب «مشكلة داخلية»، وفريقاً خارجاً عن السيطرة عرّض الدولة اللبنانية والشعب للخطر بسلوك غير مبرَّر. وأقر بأنّ حزب الله قد يحاول تغيير أهدافه إذا تمّ حل مسألة شبعا، لكن جعجع أعرب عن ثقته بأنّه بالنسبة للشعب اللبناني، مسألة مزارع شبعا هي المهمّة. إن حاول حزب الله الالتفاف تحت ذرائع أخرى، فسيُترَك وحيداً في لبنان.
9. وتابع جعجع شرح حجّته، موضحاً أنه، لكون وقف إطلاق النار يجب أن يقوم بدور تفكيك القدرات العسكرية لحزب الله، فمن الملزِم أن يعالج جميع المسائل التي أمّنت لحزب الله أسباب قوّته. فمن دون مطلب شعبي بنزع سلاحه، وإضعاف جدي لقدراته العسكرية (من قِبَل الجيش الإسرائيلي)، فإنّ إنجاز نزع سلاح الحزب سيكون أمراً بالغ الصعوبة.

بلوغ الـ1559 من خلال «الطائف»

10. وتكراراً للأزمة الشائعة في الخطاب السياسي اللبناني، أشار جعجع إلى أنّه رغم كون قرار مجلس الأمن 1559 أداة قوية، ويجب تطبيقه بالكامل، فإنه بات مرتبطاً حالياً بمصالح خارجية، من بينها الإسرائيلية. وأعرب جعجع عن إيمانه العميق بأن اتفاق الطائف، مثلما هي حال اتفاقية الهدنة (1949)، يمكن استخدامهما بفاعلية لإتمام تطبيق كامل للقرارين 1559 و1680. فهذان القراران يُنظَر إليهما بإيجابية في لبنان والعالم العربي، كوثيقتين تمثلان المصالح والآمال العربية. وركّز على ضرورة أن يستخدمهما المجتمع الدولي في إتمام أهداف صعبة للغاية: نزع سلاح حزب الله، وبسط السيادة الوطنية للدولة، وتوفير الأمن للحدود، وتأليف حكومة تمثيلية.
11. وثمة فائدة ثانية في استعمال لغة «الطائف» واتفاقية الهدنة وصدقيّتهما في تطبيق الـ1559 والـ1680، وهي أنهما قد يهدّئان مخاوف الشيعة – وهم مجموعة طائفية ستخسر حاميها الأقوى إن تمّ شلّ حزب الله. وكلا الاتفاقان (الطائف واتفاقية الهدنة) يؤمّنان المساواة بين جميع الطوائف اللبنانية من حيث الوصول إلى السلطة والثروات، وهو ما ليس مذكوراً في قرارات مجلس الأمن.

الحكومة تُظهر ليونةً

12. لاحظ جعجع أن رئيس الحكومة السنيورة يعمل بنحو جيد جداً في ظل ظروف قاسية. فمقارنة مع الإجماع السابق على توقُّع سقوط الحكومة إذا ما طرأت أزمة جدية، قال جعجع إنّ حزب الله والوزراء الشيعة خائفون حالياً من مغادرة الحكومة، لأنهم يدركون أن مجلس الوزراء، ببساطة، سيواصل عمله، وسيبدأ بالتوصل إلى قرارات مهمة من دونهم.
13. في ما يتعلق بالشخصيات السياسية الأخرى، رأى جعجع أنّ نبيه بري شخص نحتاج إليه. لكن بخلاف مراقبين آخرين، أعرب عن ثقته بأن قوة بري ستتقلّص فور تلاشي قوة حزب الله. ويعتقد جعجع بأنّ قوة بري مرتبطة بحيث لا يمكن فصلها عن حزب الله. ومن هنا، فإنّ دوافعه لن تكون دائماً لخير لبنان. لكن نظراً لأنه القناة الأولى لبلوغ حسن نصر الله المعزول، يجب تعظيم برّي.
14. وفي ما يتعلق بالشعبية التي كانت تصاعدية في السابق لميشال عون، اكتفى جعجع بهزّ رأسه، موضحاً أن زعيم التيار الوطني الحر مشتَّت حالياً. «أعتقد أنها ستكون مسألة بضعة أيام من المناوشات، وهو الآن مرتبك بالكامل».
فيلتمان