بات رئيس الجمهورية ميشال سليمان متيقناً «بنسبة سبعين في المئة» أن لا حظوظ له بتمديد ولايته، وأنه سيعود الى منزله في عمشيت منتصف ليل الخامس والعشرين من أيار المقبل. هذا ما تؤكده مصادر تواكب حراك الرئيس منذ زيارته الأخيرة الى السعودية، مروراً بزيارته «العلاجية» الى باريس، وصولا إلى لقائه، مطلع الأسبوع، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
اما نسبة الثلاثين في المئة الباقية من آمال التمديد، فتتمثل في رهان سليمان على تطورات اقليمية معينة تجعل من هذا الخيار الحل الوحيد المتاح لمنع حدوث فراغ رئاسي، في ظل الاشتباك الدولي والاقليمي الكبير في لبنان. وتوضح المصادر أن السيناريو الوحيد الصالح للرهان عليه يتمثل في استغلال تغير متوقع في السياسة السعودية بعد مؤتمر «جنيف 2»، في اتجاه دخول الرياض مرحلة التسويات الكبيرة في المنطقة. ويراهن سليمان على أن يؤدي هذا التحول إلى بدء حوار بين الرياض وطهران حول جدول أعمال شائك ليس لبنان في رأس أولوياته. لذلك فإن التمديد للرئيس قد يكون الخيار الوحيد لمنع الفراغ في انتظار التسوية الشاملة بين البلدين.
وتؤكد المصادر ان من الخطأ الاعتقاد بأن سليمان يراهن على قدرة السعودية وحدها على التمديد له. وتشير الى أنه يجد في باريس تفهماً لقلقه من حصول فراغ رئاسي، لكن الدور الفرنسي في منع مثل هذا الفراغ عبر التمديد يحتاج إلى تفاهم سعودي ــــ ايراني، لذلك فإن النقطة الحاسمة في رهانه هو ان تقوم باريس، لحظة بدء الحوار الايراني ــــ السعودي، بأداء دور عراب تقريب وجهتي نظرهما على فكرة التمديد كبديل عن عدم توافقهما على اسم رئيس جديد. وبحسب المصادر عينها، فان انفتاح رئيس الجمهورية على حزب الله، بعد عودته من باريس، يأتي في هذا السياق. وتوضح ان دفاع سليمان عن نفسه، في مواجهة انتقادات الحزب له، يرتكز على نقاط عدة، منها انه ــــ على عكس ما يقال ــــ يواصل منذ وصوله إلى الرئاسة الإمساك بعصا علاقاته مع الجميع من الوسط، كما ان تحسس الحزب من اعلان بعبدا ليس في محله، وخصوصاً لجهة تفسيره موقفه من المقاومة. ويلفت الى ان على الحزب ان يسجل ملاحظاته على افعاله لا على خطبه.