بقي موضوع الحرب مع لبنان حاضراً في كل نقاشات قادة العدو، وموضوعاً رئيسياً في وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية، إذ نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله إن أحداً لا يريد الحرب بين لبنان وحزب الله، فيما نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تحقيقاً لمراسلها ماكس بووت الذي قال إن الإسرائيليين «لم يلتقطوا أنفاسهم من صدمة 7 أكتوبر بعد، حتى لاح في الأفق اشتعال جبهة خطيرة أخرى مع حزب الله، والكآبة تعمّ الأجواء، ولم يسبق لي أن رأيت الإسرائيليين مثل الآن». ونُقل عن صحافي إسرائيلي قوله: «هناك حزن وانعدام أمل، والعبء يتزايد مع احتمال نشوب حرب كبرى ضد حزب الله الذي تفوق قدراته العسكرية قدرات حماس. وهناك مخاطرة بإلقاء الجنود المنهكين بالفعل في مستنقع مميت آخر، بينما من المحتمل أن يطلق حزب الله ترسانته المكوّنة من 150 ألف صاروخ على أهداف في كل أنحاء إسرائيل».ورغم النقاش الصاخب حول المخاطر الآتية من الجبهة الشمالية وغياب التوجه الواضح لدى القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية حيال التعاطي معها، ومع التهديدات المتواصلة بتوسيع الحرب على لبنان، «لا تبدو إسرائيل مستعدّة بالشكل المطلوب لإجلاء المستوطنين في حال نشوب حرب في الشمال، بحسب مراقب الدولة في إسرائيل متانياهو إنغلمان. فيما رأى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا آيلاند، أن «محاربة حزب الله هي هزيمة إسرائيلية، سيكون 80% من سكاننا في الملاجئ ولن يكون لدينا اقتصاد بعد ذلك»، لافتاً إلى أن «حزب الله ليس 500 جندي بسلاح كلاشينكوف»، في إشارة إلى القدرات العسكرية والاستخباراتية الكبيرة التي يمتلكها الحزب.
وذكرت وسائل إعلام العدو أنه في حال نشوب حرب مع لبنان «لن تكون لدى سلاح الجو إمكانية تقديم مساعدة جوية قريبة لجميع القوات، ولن يكون الجيش في ذروة قوته نتيجة 9 أشهر من الحرب على غزة والقتال مع حزب الله، مع الإشارة إلى أن «إبطاء الولايات المتحدة شحنات الأسلحة مصدر قلق كبير للجيش وقد يؤثّر على قرار خوض حرب موسّعة مع لبنان».
مراقب الدولة في إسرائيل: لسنا مستعدين لإجلاء المستوطنين في حال نشوب حرب


من جهتها، ذكرت القناة 14 أن جيش العدو أجرى أخيراً مناقشة استراتيجية لقادة الحرب في الجنوب الذين سيقاتلون في الشمال، جرى خلالها استخلاص الدروس من الحرب في غزة، والفرق بين القتال في القطاع والقتال في لبنان. وترأّس المناقشة قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين وقائد القوة الجوية اللواء تومر بار. وتمّ «طرح فكرة الهجوم البري ودور القوة الجوية في تحقيق تفوّق جوي أمام منظمة تمتلك القدرة على إسقاط الطائرات».
إلى ذلك، استمرّت عمليات حزب الله ضد مواقع وثكنات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الجبهة الشمالية. فشنّ مقاتلو الحزب أمس هجوماً جوياً بمُسيّرات انقضاضية على موقع الناقورة البحري، استهدف أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود العدو و«أصابهم إصابة مباشرة، ما أدى إلى اشتعال النيران في الموقع وسقوط من في داخله بين قتيل وجريح». كما استهدفوا موقع ‏رويسة القرن في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية. ورداً على اعتداءات العدو على مدينة النبطية وبلدة سحمر، قصف حزب الله القاعدة الأساسية للدفاع الجوي ‏الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بعشرات صواريخ الكاتيوشا.‏
ونعى حزب الله الشهداء علي أحمد علاء الدين من بلدة سحمر في البقاع الغربي، وعباس أحمد سرور من بلدة عيتا الشعب في الجنوب، وعبد الأمير جواد عسيلي (جواد) من بلدة رشاف وسكان بلدة ميس الجبل في الجنوب.



استعدادات لـ«الجزيرة المهجورة»
ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن المستشفيات في شمال إسرائيل تستعد لسيناريوهات الحرب ضدّ حزب الله، بما فيها انقطاع الكهرباء وقطع الطرقات. وأشار إلى أن المستشفيات لم تتلقّ تعليمات محدّدة جديدة في الأيام الأخيرة، لكن في الأسبوع الماضي عُقد اجتماع بين كبار المسؤولين في وزارة الصحة والمستشفيات، تمّ خلاله تصوير الاستعدادات بالفيديو، لافتاً إلى أنه طُلب من المستشفيات زيادة مخزون جرعات الدم لتصبح كافية لمدة ستة أيام بدلاً من أربعة.
وأوضح الموقع أن هناك سيناريوهين قيد الإعداد: «إلتا» و«الجزيرة المهجورة». يركّز السيناريو الأول على انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، ما قد يؤدي إلى تعطيل عمليات المستشفى، ويعني سيناريو «الجزيرة المهجورة» عدم إمكانية وصول المصابين والعاملين إلى المستشفى، وتعطيل إمدادات المعدات الطبية والغذاء. ويتوقع خلال الحرب أن يستقبل مستشفى «رمبام» الضخم في حيفا قسماً كبيراً من الجرحى، إذ يضم المستشفى 900 سرير في مجمع تحت الأرض، ويجري البحث في إضافة 800 سرير أخرى. كما يستعدّ المستشفى لعملية إجلاء كبيرة للمرضى من المستشفيات في المنطقة، بما في ذلك مستشفى الكرمل وبني تسيون ومستشفى بليمان.
وقال الموقع إنه يجري العمل على إنجاز بناء مستشفى تحت الأرض تابع لمستشفى العفولة، يُفترض أن تُخلى أقسام المستشفى إليه في حال تعرّضت المنطقة لإطلاق الصواريخ والمُسيّرات.


«بروفا» انقطاع الكهرباء في شمال فلسطين
أدّى إطلاق نحو 40 صاروخ «كاتيوشا»، عصر أمس على قاعدة عسكرية في محيط مدينة صفد، إلى إلحاق أضرار بخط الجهد العالي في المدينة، وانقطاع التيار الكهربائي لنحو 5 ساعات. وأفادت شركة الكهرباء الإسرائيلية، منتصف الليل إلى أنه «تمّ استئناف التزويد بالتيار الكهربائي في منطقة صفد (شمال فلسطين المحتلة)، بعد توقّفه إثر القصف القادم من لبنان».