هليفي يخفّض السقف: سنواصل القتال حتى تعجز «حماس» عن إعادة بناء قدراتها
على الصعيد الميداني، شهد أمس زخماً في المهمّات القتالية، حيث تصدّر حي الشجاعية الذي يتوغّل فيه جيش الاحتلال للمرة الثالثة منذ بداية الحرب، بلاغات عديدة للمقاومة. ووفقاً لإحصائيات جيش الاحتلال، فإنه منذ بداية الهجوم على الحي الذي يقع شرق مدينة غزة، خاضت المقاومة نحو 40 مواجهة. وكان واضحاً أن غالبية تلك المواجهات، خرجت من السياق التقليدي إلى العمليات المدروسة والمخطّط لها بعناية فائقة، حيث أعلنت «سرايا القدس» و«كتائب القسام» أنهما نفّذتا عملية استحكام مدفعي بقذائف الهاون، طاولت القوات المتوغّلة شرق الحي، ثم كرّرت «القسام» هجومها بالهاون ثلاث مرّات خلال ساعات النهار. كذلك، أبلغت الكتائب عن استهداف دبابتي «ميركافا» بقذائف «الياسين 105». أما في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، فأبلغت «القسام» عن استهداف ناقلة جنود من نوع «شيزاريت» وجرافة «دي ناين»، بقذائف «الياسين 105»، كما كرّرت استهداف «محور نتساريم» بقذائف الهاون وصواريخ «رجوم» القصيرة المدى.
وفي مدينة رفح، فيبدو أن جيش الاحتلال يتّجه إلى الانسحاب تحت نيران المقاومة، حيث أبلغت الأخيرة، وبالتوازي مع اجتماع موسّع عقده رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، مع رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، وقادة الألوية والفرق، عن تنفيذ عدد من المهمات القتالية، إذ أعلنت «سرايا القدس»، بمشاركة «كتائب القسام»، عن استهداف ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية، هي ناقلتا جنود وجرافة «دي ناين»، بقذائف «الياسين 105» و«آر بي جي»، في حي تل السلطان غرب رفح. كما أعلنت السرايا تنفيذ كمين مركّب، تمكّن فيه مقاوموها من تفجير عبوتين أرضيتين بآليات العدو المتوغّلة جنوب غرب المدينة، وعندما توجّهت قوات الإسناد والنجدة لإخلاء الجنود المصابين، دكّتهم وحدات المدفعية بالعشرات من قذائف الهاون.
أمام تلك الوقائع، بدا واضحاً أن جيش الاحتلال الذي أثقلته المقاومة بخسائر كبرى في كل محاور القتال، واضطرته لتكرار التوغّلات نفسها من دون أي نتيجة تُذكر، يتّجه إلى إنهاء العمليات البرية في كل مناطق قطاع غزة، وإلى تفويض سلاح الجو لاستدامة القتال إلى حين التوصل إلى صفقة تبادل. أما رئيس أركان جيش الاحتلال، فقد غيّر الصيغة المطلقة للنصر، من القضاء على «حماس»، بل «كل فرد في حماس» كما كان يقول في بداية الحرب، إلى تعبير جديد أعاد فيه صياغة معيار الانتصار، إذ صرّح قائلاً: «سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة بناء قدراتها من جديد».