يُرجَّح أن يتوصّل غالانت إلى اتفاق مع الإدارة الأميركية حول اليوم الذي يلي معركة رفح
في زيارته الأولى، في آذار الماضي، في ذروة الحرب على غزة والخلاف الحادّ نسبيّاً بين الطرفين على خلفية نيّة إسرائيل بدء العملية البرية في رفح، التقى غالانت المسؤولين الأمنيين والسياسيين أنفسهم الذين التقاهم أو سيلتقيهم في زيارته الثانية: وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، والأهم مستشار الأمن القومي جايك سوليفان، إضافة إلى لقاء خاص جمعه إلى رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، والمبعوث الخاص إلى لبنان، عاموس هوكشتين. وكما جرى الاتفاق في الزيارة الأولى على محدّدات سمحت لإسرائيل بأن تعمل بريّاً في رفح، وإنْ بالتدريج، يُرجَّح أن يتوصّل غالانت إلى اتفاق مشابه مع الإدارة الأميركية، لليوم الذي يلي المعركة في جنوب غزة، والاستراتيجية التي ستّتبعها إسرائيل في مرحلة ما بعد القتال المكثّف في القطاع، بما يشمل التعامل مع ساحات المساندة، وفي المقدّمة الساحة اللبنانية، التي ستحتلّ حيّزاً رئيسياً في لقاءات وزير الأمن الإسرائيلي في واشنطن. وعليه، يُتوقع أن يزداد التركيز على الجبهة الشمالية في الأسابيع المقبلة، مع ترقُّب كل الإشارات الواردة سياسيّاً وأمنيّاً، سواء في الميدان أو على لسان المسؤولين في الجهات المعنية والمتداخلة، وفي المقدّمة "حزب الله" وإسرائيل والولايات المتحدة.
وعلى أي حال، تُعدّ زيارة غالانت والاتفاقات التي سيتوصّل إليها مع الإدارة الأميركية، والمسائل التي لن يجري التوصّل إلى اتفاق في شأنها، مفصليّة في مسار الحرب على غزة، والطريقة التي ستدير من خلالها إسرئيل مرحلة ما بعد القتال المكثّف فيها - والتي أكّد نتنياهو أنها باتت قريبة جداً -، وأيضاً كيفية تعاملها مع لبنان، وإن كان التقدير حول مآل هذه الجبهة لا يتعلق بما تريده إسرائيل والولايات المتحدة فيها فحسب، بل وأيضاً بنيات الطرف الآخر وإرادته ومصالحه.