القاهرة | رغم تقديم إسرائيل مقترحاً مكتوباً للوسطاء، للمرة الأولى منذ انهيار جولة التفاوض السابقة، إلا أن جهود الوساطة لا يبدو أنها ستشهد انفراجة، وسط غياب لأفق واضح لاستئناف المفاوضات، والمرهون بعدة أمور يجري الحديث بشأنها في الاتصالات الاستكشافية الدائرة على مدار الساعة، بحسب ما أفادت به مصادر مصرية، «الأخبار». وفيما ترى مصر أن «المماطلة الإسرائيلية لا تدل على نية وقف الحرب بل المضي فيها لأطول وقت ممكن»، فهي تعوّل على «التحركات الأخيرة من المعارضة الإسرائيلية في الداخل، بالإضافة إلى المحادثات التي جرت مع الولايات المتحدة في الأيام الماضية»، والتي تراهن القاهرة على إمكانية أن تشكّل «نقطة ضغط مهمة من أجل وقف إطلاق النار»، على رغم غياب أي بوادر ضغوط أميركية جادّة على إسرائيل.وعلى خط مواز، سُجل «تراجع في اللهجة الإسرائيلية العنيفة تجاه القاهرة، بعد التوتر الذي شهدته الأيام الماضية»، بحسب عضو في الوفد التفاوضي المصري تحدّث إلى «الأخبار»، معرباً عن اعتقاده بأن «إنهاء هذه التوترات سيكون من شأنه إحداث حلحلة، مع الإشارة إلى وجود مقترحات مصرية بتصعيد دبلوماسي أكبر ضد إسرائيل». ويتحدث المصدر عن «جمود مؤقت» في التفاوض، مستنداً إلى «الاتصالات الاستكشافية التي عادت بكثافة سواء بشكل ثنائي أو جماعي بين مصر وقطر وإسرائيل والولايات المتحدة».
ومع سيطرة إسرائيل على محور «فيلادلفيا» بشكل شبه كامل، جرى إبلاغ المسؤولين المصريين بأن «مزيداً من الأسلحة سيدخل إلى المنطقة»، بينما نفت مصر وجود مباحثات مع الجانب الإسرائيلي حول مزاعم «اكتشاف أنفاق في المحور، تسمح بالخروج من قطاع غزة إلى الجانب المصري»، وفق تسريبات نُشرت في الإعلام الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين. أما على صعيد الوضع العسكري على الشريط الحدودي، فإن الاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية، بين المسؤولين العسكريين المصريين، ونظرائهم الإسرائيليين، أسفرت، وفقاً للمصادر، عن «إعادة تمركز للقوات المصرية الموجودة داخل معبر رفح من الجانب المصري، وكذلك إعادة تمركز للقوات الإسرائيلية الموجودة في الجانب الفلسطيني من المعبر، بما يسمح برؤية واضحة للطرفين من أجل تجنب وقوع حوادث مماثلة لواقعة تبادل إطلاق النار والتي أسفرت عن استشهاد جندي مصري». وفيما لا يزال الجانب الإسرائيلي يتكتّم على الحادثة، يتحدث عسكريون مصريون عن أنها «تسببت بوقوع خسائر على الجانب الإسرائيلي».
وفي هذا الوقت، تجري تحقيقات داخلية في وفاة المجنّد إسلام إبراهيم، من الكتيبة نفسها التي استشهد منها جندي على يد قوات الاحتلال، وفقاً للمصادر التي ادّعت أن الأول لفظ أنفاسه الأخيرة «بعد إصابته بطلق ناري عن طريق الخطأ من زميل له في الكتيبة، بعد ساعات من الحادث على المعبر»، مضيفة أن هذه التحقيقات «ستنتهي بمحاكمة عسكرية». ويأتي ذلك بعدما تمسّكت مصر بنفي سقوط جندي ثانٍ في الاشتباكات الحدودية، وسط غياب للبيانات الرسمية حول أسباب إعلان وفاة مجنّد آخر، بعد ساعات من الحادث.