يعدّ مخيم نور شمس أحد أبرز معاقل المقاومة في الضفة الغربية، ويتحمل، مع مخيم جنين، أعباء ديمومة الاشتباك
وفي حصيلة أولية، أكدت وسائل إعلام عبرية إصابة ضابط وثلاثة جنود من جيش العدو خلال الاشتباكات مع المقاومين، الذين أفيد عن استشهاد عدد منهم، فيما نعت بعض فصائل المقاومة قائد «كتيبة طولكرم» في «سرايا القدس»، محمد جابر (أبو شجاع). وتركزت الاشتباكات في حارة المنشية، حيث داهمت قوات الاحتلال عدة منازل، وأحدثت دماراً كبيراً وتسبّبت في حريق ضخم، في حين أكدت «كتيبة جنين» أن «حارة المنشية سيف المخيم»، وأن «لنا فيها بأساً شديداً». وفي حارة جبل الصالحين، نشر جيش العدو قناصته على البنايات، وآلياته على الأرض، وجرف منزلاً مهجوراً، فيما استهدف جنوده أعمدة الكهرباء وأسلاكها على شارع نابلس الرئيسي، ما تسبب في انقطاع التيار عن أجزاء منه. كذلك، اقتحمت آليات الاحتلال ضاحية ذنابة، وتحديداً الجهة المحاذية لجبل النصر، وفرضت حصاراً مشدداً عليها، فيما شنت حملة اعتقالات تركّزت في ضاحية اكتابا، وطالت كلاً من: محمد حسام العجوز، وقيس سائد العجوز، ومحمد عزت جابر، كما اعتدت بالضرب على المواطن يزن حسام العجوز بعد اقتحام منزله، ليجري نقله إلى المستشفى. أيضاً، رصدت الكاميرات إطلاق جنود العدو الكلاب البوليسية على المواطنين خلال اقتحام منازلهم، مثلما حصل مع الشاب أسيد طه من ضاحية شويكة، والذي أطلق الجنود كلباً بوليسياً تجاهه وهو نائم في فراشه قبل اعتقاله.
ويعدّ مخيم نور شمس أحد أبرز معاقل المقاومة في الضفة الغربية، ويتحمل، مع مخيم جنين، أعباء ديمومة الاشتباك، رغم ما شهده خلال الشهور الماضية من تدمير واسع وعمليات اغتيال وقتل واجتياحات، فشلت جميعها في كسر شوكة المقاومين، الذين استطاعوا ليس الحفاظ على تلك الحالة فقط، بل تكبيد الاحتلال خسائر في مرات سابقة أيضاً. ويصعّد جيش العدو من عمليات الاقتحام والاعتقال في الضفة، بما فيها القدس، منذ السابع من أكتوبر، ما أسفر عن استشهاد 468 فلسطينياً، وإصابة نحو 4 آلاف و800، واعتقال 8 آلاف و310. وفي المقابل، يصر الفلسطينيون على مقاومة الاحتلال رغم قلة الإمكانات والملاحقة المستمرة، وهو ما تجدّدت فصوله فجر الجمعة، حيث شهدت الضفة عمليات اقتحام إسرائيلية لعدد من القرى والمدن، تخلّلتها مواجهات واشتباكات، أبرزها في مدينة الخليل، حيث استُهدف البرج العسكري المقام على مدخل مخيم العروب شمال المدينة بالزجاجات الحارقة والمفرقعات النارية، بينما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» في الخليل استهداف قوة مشاة إسرائيلية قرب مغتصبة «كرمي تسور» برصاص الأسلحة الخفيفة، وانسحاب المقاتلين بسلام.
وعلى ضوء التصعيد المستمر في الضفة، تتجه الأنظار، الأسبوع المقبل، إلى المسجد الأقصى، في ظلّ دعوات الجمعيات الاستيطانية إلى اقتحام المسجد بشكل واسع، وإقامة طقوس ذبح القرابين داخله. وفي هذا الإطار، حضّت حركة «حماس»، الفلسطينيين في كل مكان، على إفشال مخططات العدو ومستوطنيه لتدنيس باحات الأقصى، وشدّ الرحال إلى المسجد والاعتكاف فيه.