تأكل الحرب الإسرائيلية المستمرّة على قطاع غزة، نفسها. ومع كل يوم إضافيّ منها، تتآكل «الإنجازات» الميدانية التي تحقّقت حتى الآن للعدو، وإن لم تكن هذه الأخيرة بمستوى الأهداف التي حدّدها العدو للحرب. ولذا، تمرّ حالياً أيام عديدة من دون أن يشهد الميدان أي تغيير يُذكر، ما عدا عمليات القصف المستمرّة كيفما اتّفق، أو تلك المركّزة والتي يأمل العدو من خلالها أن يتمكّن من اغتيال أحد قياديّي المقاومة الأساسيين، والذين صنّفهم رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، أمس، في 4 مراتب، من دون أن يسمّيهم، بينما تولّى الإعلام العبري تفنيد كلامه، إذ ألمح إلى أن الترتيب هو التالي: يحيى السنوار، محمد الضيف، مروان عيسى وصالح العاروري، علماً أن الأخير اغتالته إسرائيل في بيروت، خلال الأسابيع الأولى من الحرب. ولم يأتِ كلام نتنياهو من خارج السياق، بل بعدما نفّذت طائرات العدو عدداً كبيراً من الغارات التي استهدفت، بحسب ادّعائه، نفقاً في مخيم النصيرات كان يتواجد فيه عيسى، من دون أن يتأكد لدى إسرائيل بعد مما إذا كانت قد تمكّنت من قتله أم لا، بحسب المتحدّث باسم الجيش.