يواصل موقع CAMERA الذي تديره مجموعة إسرائيليّين ومطبّعين عرب، عملية ترهيب الصحافيّين العاملين في المؤسسات الإعلامية الأجنبية والمؤيدين للقضية الفلسطينية. الموقع الذي يتّخذ من مدينة بوسطن الأميركية مقرّاً له، يواصل التجسّس على الصحافيّين ونشر تقارير علنية وسرّية عن تحرّكاتهم الداعمة لفلسطين في الفضاء الافتراضي.
««سي. أن. أن» و«بي. بي. سي» و«أم. أس. أن. بي. سي» و«فوكس»... أكاذيبكم ولهجتُكم المعادية للفلسطينيّين تحرّض على الإبادة ضدّهم»

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، برز عمل «كاميرا» بشكل لافت. إذ نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية يومها موضوعاً مستندة فيه إلى تقرير «كاميرا»، ومستعرضةً أسماء صحافيّين في شبكة «BBC عربي» قالت إنّهم «احتفوا على صفحاتهم بهجوم «حماس» الذي خلّف نحو 1300 قتيل إسرائيلي» على حدّ تعبيرها (الأخبار 17/11/2023). وأشارت إلى أنّ الصحافيين هم: اللبنانيّتان سناء الخوري وندى عبد الصمد، والمصريّون سلمى خطاب، وسالي نبيل، وآية حسام، ومحمود شليب. عندها، أوقفت الشبكة الصحافيين عن العمل قبل أن تعيدهم إلى مواقعهم بعد مدة، باستثناء عبد الصمد التي رفعت دعوى ضد الشبكة البريطانية، بتهمة التشهير التي قامت بها «تلغراف» وسكتت عنها BBC.
وها هو الموقع يواصل عملية صيد الساحرات. إذ غرّدت الصفحة الرسمية لـ camera uk (كاميرا بريطانيا) أول من أمس على منصة X، رداً على تغريدة كتبتها الصحافية في شبكة «bbc عربي» سناء الخوري، قائلة: «الصحافية أوقفت عن العمل، ولكن أُعيدت بعد ذلك. احتفلت بمذبحة 7 أكتوبر، وهي الآن تغطّي قضية «محكمة العدل الدولية» لمصلحة قناة «bbc عربي». كما ترون، لا تزال حتى الآن لا تخفي كراهيّتها لإسرائيل. لهذا يجب إجراء تحقيق في تغطية bbc لإسرائيل».
يبدو واضحاً أن موقع «كاميرا» يقوم بعملية افتراء علنية على الصحافية، مع العلم أن الخوري لم تغطِّ حيثيات الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدّ «إسرائيل» لدى محكمة العدل الدولية على إثر الإبادة التي ترتكبها في غزة منذ أربعة أشهر تقريباً. كانت تغريدة الصحافية اللبنانية ردّاً على مقال نشر في موقع صحيفة The Economist وتطرّق إلى قضية المحكمة الدولية. وقالت الصحافية في تغريدتها: «هل يجوز أن نندهش من وضوح الدعاية التي تروّجها إسرائيل في وسائل الإعلام الغربية؟ أنا شخصياً لم أشعر بالصدمة، بل فقط بالدهشة من عدد القواعد والمعايير التي يمكن كسرها لتجنّب إغضاب الإسرائيليّين». ويأتي ذكر الخوري ضمن لائحة طويلة من الأسماء التي يحرّض الموقع عليها.
ملاحقة الصحافيين في bbc من جديد وكتابة تقارير فيهم


هكذا، يواصل الموقع عملية التجسّس والترهيب التي تخدم العدو الإسرائيلي وسرديته. وتلفت المعلومات لنا إلى أنّ موقع «كاميرا» يرسل يومياً تقارير استخباراتية لمؤسسات إعلامية أجنبية، ضد عدد من الصحافيين الذين يدعمون فلسطين، طالباً من المؤسسات وقفهم عن العمل. وتلفت المعلومات إلى أنّ الموظفين في شبكة BBC في لندن، يتعرّضون لرقابة على منشوراتهم على صفحات السوشال ميديا، وهدفها تصفية الإعلاميّين الداعمين للقضية الفلسطينية. لذلك، يتّبع موقع «كاميرا» سياسة الأذى النفسي والمعنوي للصحافيين، ويشنّ حملةً ممنهجةً ضدّهم هدفها القمع والترهيب والتخويف.
وكانت حكاية «كاميرا» قد بدأت قبل نحو ثلاثة أعوام (الأخبار 6/12/2021)، بعدما تلقّت قناة «دويتشه فيله» (DW) الألمانية الناطقة بالعربية، تقريراً من الموقع عن تغريدات قديمة لموظفين عاملين لديها اتّهمتهم بـ«معاداة السامية». أمر دفع القناة الألمانية المتأسرلة إلى طرد الصحافيين من دون أيّ حجة مقنعة. كذلك، أحدث موقع «كاميرا» ضجّة قبل عامين تقريباً، عندما قامت «فرانس 24» بعملية صرف لمجموعة من موظفيها بتهمة «معاداة السامية» (الأخبار 14/3/2023). خطوة الشبكة الفرنسية جاءت بعدما تلقّت تقارير من الموقع عن تغريدات قديمة لصحافيّين عاملين لديها يقفون مع فلسطين.