أعرب البيت الأبيض عن رغبته بتطبيق «هدن إنسانية مؤقتة» وفي رقعة جغرافية محدودة
ووفق مصادر مصرية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن إسرائيل تعمل على «إطالة أمد عملية إدخال المساعدات، ضمن سياسة تحاول من خلالها خلْق حالة غضب شعبي في القطاع على حكم حركة حماس، والحصول من المواطنين - الغاضبين - على معلومات عن القيادات التي تطمح إلى استهدافها من الداخل إذا ما استمرّ الحصار لفترة أطول، وهو أمر أثبت، إلى الآن، فشله، فيما لن تسمح مصر بحدوثه». وأضافت المصادر أن «المشكلة الرئيسية التي يجري العمل على حلّها في الوقت الحالي، مرتبطة بضرورة إدخال المساعدات عبر معبر رفح وانتظام حركة إدخالها حتى مع طول الوقت المستغرق لوصولها إلى الداخل الفلسطيني»، مشيرةً إلى أن «التعنّت في عمليات التفتيش الإسرائيلية والتباطؤ المتعمّد»، هما من بين أمور اشتكت منها القاهرة لواشنطن، ولقيت شكواها دعماً من ممثّلي «الأونروا».
على هذا المقلب، أكّدت القاهرة لواشنطن، في الأيام الماضية، أن إدخال المساعدات يجب أن يكون «بكلّ الطرق والوسائل الممكنة»، وهو ما جرت مناقشته أيضاً مع المسؤولين الأتراك والقبارصة، ولا سيما بالنسبة إلى الوضع الطبي والحاجة إلى سرعة التدخّل من أجل علاج المصابين والجرحى من أصحاب الحالات الخطيرة، بينما يجري نقاش حول تصوّرات عدّة من بينها مستشفيات ميدانية في منطقة آمنة داخل القطاع، على أن يصار إلى التنسيق في شأنها مع إسرائيل لضمان عدم استهدافها. ووفق مسؤولين مصريين، فإن «إسرائيل اشترطت عملية تفتيش للسفن التي ستحمل مساعدات طبية»، وهي اشتراطات تراها القاهرة «مبالغاً فيها بالنسبة إلى عمليات إغاثة طبية، لكن تستغلّها في الوقت الحالي لإظهار التعنّت الإسرائيلي في المساعدات المقدّمة للمدنيين».
في هذا الوقت، أعرب البيت الأبيض عن رغبته بتطبيق «هدن إنسانية مؤقتة» وفي رقعة جغرافية محدودة «في أسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أنه يواصل مناقشة هذه الإجراءات مع الجانب الإسرائيلي. وأضاف: «ينبغي تجنّب المدنيين وإرسال المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة»، لافتاً إلى «أننا أبلغنا الإسرائيليين بأنه ينبغي أن تكون عملياتهم ضدّ حماس سريعة وحاسمة ومميتة». ومن جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن مناقشات تجري «مع إسرائيل ومصر حول مسألة إدخال الوقود إلى غزة بطريقة تساعد المدنيين وليس حماس»، مشيرة إلى أنه «ليس هناك أيّ سبب يجعلنا نعتقد بأنه كان هناك تحويل للمساعدات الإنسانية لفائدة حماس». وأضافت أن «الهدنة المؤقتة فرصة للسماح بتدفّق المساعدات إلى غزة والحركة الطوعية للمدنيين الساعين للمغادرة».