أصدر «اتحاد الكتّاب التونسيين» بياناً تضامنياً مع الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي التي كان يفترض تكريمها ومنحها جائزة في «معرض فرانكفورت للكتاب» (من 18 حتى 22 تشرين الأول/ أكتوبر) عن روايتها «تفصيل ثانوي» (دار الآداب ـــ دخلت بنسختها الإنكليزية قائمة «بوكر» الطويلة لعام 2021) إلا أن إدارة المعرض الألماني انحازت إلى الكيان الصهيوني الاستعماري وألغت هذه الفقرة من البرنامج. وجاء في بيان الاتحاد الذي حمل كلمة الشاعر المصري الراحل أمل دنقل «لا تصالح»: «أمام هذا القتل المعنوي والمصادرة الصارخة لحق المبدع الفلسطيني في التكريم والانحياز الأعمى لآلة الحرب الصهيونية، وهيمنة الأساطير المؤسسة للصهيونية العالمية على الرأي العام الثقافي الغربي، وتنديداً بسياسة المكيالين، ومناصرة المعتدِي الغاشم، فإنّ اتّحاد الكتّاب التونسيين يندّد بهذه الممارسة الخسيسة المنحطّة الصادرة عن معرض من أعرق المعارض، ويدعو اتّحاد الكتّاب والأدباء العرب إلى إعلان مقاطعة كلّ من كان وراء القرار مبدعاً كان أو ناقداً، ويدعو إلى مطالبة وزراء الثقافة العرب حتّى يبرمجوا استضافات شرفيّة للفلسطينيّة عدنية شبلي، وينظّموا لقاءات حوارية حول روايتها. عاش الأديب مناهضاً لكلّ أشكال التطبيع، مناصراً للحقّ الفلسطيني ورافعاً باليمنى القلم وباليسرى غصن الزيتون. ولن يسقط لا القلم ولا الغصن، فالأرض لأصحابها ولا غاب حقّ تبنّاه الأدب رغم كيد العدى».في السياق نفسه، أعلن الناشر التونسي الحبيب الزغبي الذي يدير «دار الكتاب»، إحدى أهم دور النشر التونسية عن تبنّيه لكل أعمال عدنية شبلي وتوزيعها في تونس والعالم العربي. وأعلن الزغبي: «تتشرف «دار الكتاب» في تونس بأن تعلن للرأي العام الوطني والدولي بأنها تتبنى كل أعمال الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي بالنشر والتوزيع في جميع دول العالم والمعارض العربية والدولية تضامناً مع الحق في الإبداع والحق في أن تكون فلسطينياً. كما تعلن أنّها تضع كل الإمكانات تحت تصرف الكاتبة عدنية شبلي لتنظيم لقاءات في تونس متى أرادت ذلك». وعلى رغم توقف الأنشطة الثقافية في تونس بقرار من وزارة الثقافة، ينتظر أن تشهد الأيام المقبلة مبادرات لتنظيم لقاءات في مدن تونسية حول السينما الفلسطينية وأدب المقاومة واستضافة عدنية شبلي.
أيضاً، انسحبت وزارة التعليم الماليزية أمس من المشاركة في معرض فرانكفورت هذا العام، متهمةً المنظمين باتخاذ موقف مؤيد لإسرائيل في «طوفان الأقصى». وجاء قرار ماليزيا بالانسحاب بعد إعلان الجمعية الأدبية «ليتبروم» أنها ستؤجل احتفال منح جائزة عدنية شبلي عن روايتها «تفصيل ثانوي» فيما أعلن منظم المعرض أيضاً على فايسبوك أنه «سيجعل الأصوات اليهودية والإسرائيلية مرئية بشكل خاص» في نسخة هذا العام. وقالت وزارة التعليم الماليزية في بيان في وقت متأخر من مساء الإثنين إنّ «الوزارة لن تغض الطرف عن العنف الذي ترتكبه إسرائيل في فلسطين والذي ينتهك بوضوح القوانين الدولية وحقوق الإنسان». وأضافت أن «قرار (الانسحاب) يتماشى مع موقف الحكومة بالتضامن وتقديم الدعم الكامل لفلسطين». وقبل ذلك، انسحب العديد من دور النشر العربية من المعرض على خلفية حجب التكريم والجائزة عن عدنية شبلي اللذين كانا مقررين في المعرض. علماً أنّ روايتها «تفصيل ثانوي» تستند إلى أحداث حقيقية لعمليات اغتصاب وقتل ارتكبها جنود إسرائيليون في عام 1949. القرار قوبل بإدانات واسعة في رسالة مفتوحة وقّع عليها أكثر من 600 شخص من بينهم عبد الرزاق قرنح، وأولغا توكارتشوك الحائزان «جائزة نوبل للآداب»، وكتّاب آخرون من بينهم بانكاج ميشرا، ووليام دالريمبل، وكولم توبين. وجاء في الرسالة التي نُشرت أول من أمس الإثنين أنّ المنظّمين «يغلقون المجال أمام الصوت الفلسطيني».
إدانة للمعرض الألماني من 600 كاتب بينهم عبد الرزاق قرنح وأولغا توكارتشوك الحائزان «جائزة نوبل»

وأضافت الرسالة «يتحمّل معرض فرانكفورت، باعتباره معرضاً دولياً كبيراً للكتاب، مسؤولية خلق مساحات للكتّاب الفلسطينيين لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم وتأمّلاتهم بشأن الأدب في هذه الأوقات المريعة والقاسية، وليس إغلاقها». إضافة إلى المؤلّفين، وقّع ناشرون ووكلاء أدبيّون على الرسالة. وأعلنت بعض الدور العربية في نهاية الأسبوع، أنها ستنسحب من المعرض من بينها «هيئة الشارقة للكتاب» و«جمعية الناشرين الإماراتيين» و«جمعية الناشرين العرب» في مصر. وكان «اتحاد الناشرين العرب» أعلن أيضاً عن مقاطعة المعرض الألماني في دورته الـ 75 نظراً إلى البيان الصادر عن المعرض بـ «تأييده وتبنيه العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وموقفه المنحاز وغير العادل تجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة من دون النظر إلى المجازر الوحشية وفرض الحصار على قطاع غزة من قطع الكهرباء والمياه والغذاء والاعتداء السافر على الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين وسقوط العديد من الشهداء والجرحى، وأيضاً إلغاء تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي في المعرض.... كل ذلك يعبر عن ازدواجية المعايير عندما تعرض الناشرون الفلسطينيون من قبل على مدار السنوات السابقة من اعتداءات وتدمير دور النشر الفلسطينية» (الأخبار 15/10/2023).