فيما كان أركان دولة الاحتلال الإسرائيلي يجوبون عواصم «الاعتدال» العربي والإسلامي، حطّ في بيروت وفد قيادي رفيع من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية. ليست المرّة الأولى التي يزور فيها هنية العاصمة اللبنانية، لكن هذه المرة تميّزت بمفارقات عدة أبرزها صورة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، في مقابل صورة وفد «حماس» مع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله. «الأخبار» التقت نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، ومسؤول العلاقات العربية في الحركة الدكتور خليل الحيّة، الذي كان ضمن الوفد القيادي في بيروت، وأجرت معه حواراً امتدّ من غزة ورام الله إلى صنعاء وطهران، بدا من خلاله وكأن الحركة قد أنجزت مراجعتها لما تسمّيه «العشرية الأخيرة»، لتوصيف مرحلة «الربيع العربي»، وما تلاها من متغيّرات متسارعة أسهمت في تخريب علاقتها بالعديد من عناصر محور المقاومة، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها.


«ما بعد» محمود عباس
ابتداءً بالتحدّي الراهن في رام الله، مع ازدياد الحديث، العلني والسرّي، حول صحّة الرئيس محمود عباس المتدهورة هذه الأيام، وحول اقتراب استحقاق البحث عن «الوريث» من فرق السلطة، يشير الدكتور خليل الحيّة إلى أن «الرئيس محمود عباس، كأحد أركان برنامج التسوية، وصل إلى طريق مسدود، ولم يعد متحكّماً بمسار الأحداث، ومَن يتحكّم بالسلطة هم أرباب الأجهزة الأمنية المرتبطون بالاحتلال والإدارة الأميركية وأصحاب المصالح»، مؤكداً أن «حركة فتح تتحمّل المسؤولية (...) لكننا لا نستطيع أن نقول إنها تدير شؤون هذه السلطة وهذا المشروع». وحول مسألة خلافة محمود عباس، يلفت إلى وجود «تدخّلات متعدّدة، وصراع داخلي حول هوية مَن يخلف أبو مازن»، مضيفاً أن «هنالك كثراً جاهزين، إذ لا يختلف ماجد فرج وحسين الشيخ وجبريل الرجوب عن أبو مازن في السقف السياسي، إلا أن الولاءات الخارجية هي التي تحسم خليفة الرجُل، وواضح حتى الآن أن الرغبة الأميركية والإسرائيلية هي في أن يأتي حسين الشيخ».

(هيثم الموسوي)

ويُجري الحية مقارنةً بين المشروعين، حيث يعتبر أن «المقاومة اليوم في حالة صعود وقوّة، بينما السلطة في مسار الانحدار والضعف، إذ لا يوجد لديها مشروع سياسي، وقد سقط النموذج الفلسطيني الثاني، الذي تحدّث عنه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، عندما قال سنريكم نموذجين فلسطينيين، واحد في رام الله والثاني في غزة، فالأول أُعطي المال والرفاهية، لكنه بلا مشروع ولا هدف، وها هو اليوم أسير التنسيق الأمني»، أما الثاني، بحسب الحية، «فرغم أنه محاصر، إلا أنه صنع كرامة الشعب ووحدته، والفصائل الوطنية تُثني اليوم على أداء اللجنة الحكومية في غزة، لأننا نطلب دائماً شراكة الجميع في القرار والعمل». وحول مرحلة ما بعد محمود عباس، فإن الحية ينفي وجود تصوّر خاص لها لدى حركة «حماس»، لكنه يستعرض ما أسماها «محدّدات الموقف»، وأوّلها أن «لن نكون جزءاً من الصراع على السلطة»، وثانيها أن «لن نتدخّل في خلافات أهل السلطة، والتحذير من تفكّكها لا يعنينا»، وثالثها أنه «عند تفكّكها، لن يكون هناك بديل يملأ فراغها. والقوة الموجودة هي قوتنا نحن شعبياً وقوة المقاومة». ويشدد الحية على أن «هذه السلطة إما أن تكون للناس وداعمة لهم، وإما لا تكون، وهي اليوم عبء على المشروع الوطني، والاحتلال يتّخذها درعاً في مواجهة المقاومة». كما يؤكد «(أننا) لسنا معنيين بحماية السلطة إذا قرّر أركانها الاقتتال عليها، ولن نكون جزءاً من الاقتتال عليها، ولا الصدام من أجلها. لكننا نرفض أي شخصية تأتي بـ(الباراشوت) على شعبنا، ولن نتعاطى معها».

لإيجاد حالة من المصالحات العامة بين تيارات الأمة وفي ساحاتها



«فكرة» كسر حصار غزة
انتقالاً إلى قطاع غزة، وبالاستناد إلى حديث رئيس الحركة في القطاع، يحيى السنوار، قبل شهور، حول «كسر حصار غزة»، يؤكد نائبه خليل الحيّة، أن لدى الحركة «خططاً لكسر الحصار على غزة عبر استقدام سفن مساعدات من الخارج»، مشيراً الى أنه في وقت سابق، «كانت لدينا تجربة لم تكتمل بسبب التطوّرات التي أدّت إلى اندلاع معركة سيف القدس (...) وأذكر أنه قبل أيام قليلة من إعلان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في أحد خطاباته، عن أن سفينة المساعدات النفطية الآتية من إيران هي أرض لبنانية وتحظى بحماية المقاومة، كنا في القيادة نفكّر في طريقة لكسر الحصار عن غزة، وفكرنا في شراء سفن مساعدات من الخارج لإدخالها إلى غزة. وبالفعل، وضعنا خططاً تلحظ احتمال الاحتكاك مع الاحتلال في سبيل حماية هذه السفن». هذه «الفكرة»، كما يصفها الحيّة، هي بالنسبة لحركة «حماس»، «جزء من جهود كسر الحصار، والتي لا تقتصر فقط على طرق باب الدول والضغط على الاحتلال، بل كإحدى أدوات الاشتباك معه، ولفت أنظار العالم إلى أن غزة محاصرة، وهي أيضاً إحدى طرق تفعيل المقاومة».
ومن غزّة المحاصرة أيضاً، والتي لا تملك منفذاً على العالم إلا من خلال مصر، يقيّم الحيّة علاقات حركة «حماس» مع القاهرة، في هذه الأيام، خصوصاً عقب بروز الدور المصري في «الوساطة» مع دولة الاحتلال. وفي هذا السياق، يقول الحية إنهم اتخذوا في قيادة الحركة «خطوات لطمأنة مصر حيال القوى والمجموعات التكفيرية التي كانت موجودة في سيناء (...) نحن كنا وما زلنا نرى أنهم أخطر علينا من أي جهة أخرى؛ مشيراً إلى أن «المصريين كانوا يتّهموننا بأننا نفتح الحدود والأنفاق لتستخدمها هذه المجموعات، إلا أنهم في الحقيقة كانوا يشكّلون خطراً داخلياً علينا وعلى بيئتنا الدينية والسياسية والثقافية، وعالجناها لاحقاً معالجة داخلية بالثقافة والحوار ونجحنا إلى حدّ كبير». ويضيف الحيّة: «قلنا للمصريين إن هذه الأنفاق تفيد غزة والمقاومة، واقترحنا أن نؤمّن الحدود من جهتنا، وهم يؤمّنونها من جهتهم، وما كان يدخل من الأنفاق، في الموضوع الاقتصادي، يدخل بشكل علني فوق الأرض. على أن لا تخضع الأنفاق المتعلّقة بعمل المقاومة لهذه المعادلة، وقد أبدى المصريون موافقتهم. ومن مصلحتنا أن لا تُتّهم غزة والمقاومة بأنها رديف للحالة التكفيرية التي هي في الواقع تضرّ بغزة وتضرّ بمصر».

«سيف القدس»: كنا مستعدّين... ولكن!
وبالعودة إلى معركة «سيف القدس» في أيار العام الماضي، فإن «المقاومة لم تتّخذ قراراً بمنع مسيرة الأعلام، التي تجري منذ خمسين عاماً، بل الحدّ قدر الإمكان من فعاليتها، وبالقدر الذي يُفقد الاحتلال الانتصار المعنوي الذي يريد تحقيقه». أما «في العام الماضي، فقد حدثت ظروف مؤاتية بعد الإعتداء على المسجد الأقصى. هذه السنة الوضع في الضفّة مختلف، وعامل المقاومة مختلف أيضاً، والعمليات الفدائية للمقاومة هذا العام متصاعدة». ويشير الحيّة إلى أن «المقاومة في غزّة كانت في أعلى جاهزية واستعداد، وكانت في حالة طوارئ تنتظر قرار بدء المعركة العسكرية. لكن في نهاية فعاليات المسيرة كان تقييمنا أن ما حصل لم يكن يستدعي حرباً عسكرية. بل كان التقييم أننا حمينا المسجد الأقصى من دخول مسيرة الأعلام إليه، وبسحب عنصر السيادة من الاحتلال في القدس، بحيث اضطر لجلب 7 آلاف شرطي ليحمي المسيرة، رغم ذلك خرجت داخل المدينة المقدّسة مسيرات فلسطينية تواجه مسيرات الأعلام». أيضاً، «في ذلك اليوم حصلت 14 حالة إطلاق نار على الاحتلال في الضفة الغربية». ويخلص الحيّة الى أن الحركة قيّمت «كل هذا المشهد»، ورأت أنه «لا يستدعي ردّ المقاومة»، «ورغم أن الاحتلال حقّق بعض المكاسب المعنوية مما حدث في مسيرة الأعلام، إلا أنها في الواقع كرّست خسائر متعددة له يمكن البناء عليها مستقبلاً».
ويلفت إلى أنه «قُبيل معركة سيف القدس، وبعدما ألغى أبو مازن الانتخابات، أدركنا أن مشروع المصالحة الفلسطينية لم يعد قائماً، فذهبنا باتجاه إحياء مشروع المقاومة، وحدّدنا 4 عناوين ساخنة تشكل مصدر احتكاك واشتباك دائم مع الاحتلال، وهي القدس والاستيطان والأسرى وحصار غزة». ويفصّل الحية في هذا الشأن، ويقول: «في عنوان الأسرى، يشكّل الاعتقال الإداري خطراً نازفاً تشترك فيه السلطة مع الاحتلال، حيث يعملان من خلاله على قضم الروح المتوثّبة لمقاومة الاحتلال، واستنزاف الحالة الوطنية». لذا، يؤكد الحية: «كان قرارنا أن نخوض معركة حقيقية مع الاعتقال الإداري، يبدأها الأسرى بأنفسهم، ونشكل نحن حالة إسناد حقيقية لهم، حتى لو أدى ذلك إلى اشتباك مسلّح». وحالياً، برأي الحية، فإن «الاحتلال الإسرائيلي غير مستعد في هذه المرحلة لخوض معارك تلهيه عن التحرّك والتمدّد خارج فلسطين، بينما نحن نراكم قوة المقاومة ونتمدّد لإحيائها وتقويتها في الضفة الغربية»، ويؤكد أن المقاومة «في حالة اشتباك يومي مع الاحتلال، وغزة رغم أنها محاصرة إلا أننا استطعنا أن نبني فيها بناء مقاوماً، ولم يُعِق الحصار قدرات المقاومة وبنيتها، وذلك من خلال التعامل والإسناد من الحلفاء. ونحن كقوّة مقاومة ومواجهة مع الاحتلال صنعنا توازن ردع معه، ونمتلك القرار ونحدد متى نشتبك مع الاحتلال ومتى لا. فحساباتنا ليست معقدة كثيراً لأننا لدينا مشروع تحرير، فنحن لسنا مقاومة دفاعية، بل هجومية بغرض تحرير الأرض، وهذا ما نأخذه في الاعتبار في تدريباتنا الميدانية».
وعن جهوزرية المقاومة لخوض معركة «سيف القدس 2»، يجزم الحية أن للحركة «خطّاً استراتيجياً واضحاً، وغزة لا خوف عليها، والمقاومة جاهزة في حال حصلت معركة حقيقية لأن تخوض سيف قدس اثنين وأكثر، بشكل أكبر، يجعل الإسرائيلي يُفاجأ بحجم التطور مقارنة بسيف القدس الأولى، وهذا الوضع مطمئنون له». ويشدد على أن أن «المهم في المعركة المقبلة هو الإجابة عن السؤال المركزي التالي: أين ستدور رحى هذه المعركة؟ نحن نجهز أرضاً لتكون المعركة في قلب الكيان وليس في الأطراف، يجب أن تكون المعركة حيث يؤذى الاحتلال، في القدس والضفة وأراضي الـ48، هذا لا يعني تحييد غزة. لكن من المهمّ نقل المعركة إلى قلب الكيان، فالإسرائيلي بنى مشروعه ليبعد المعركة عنه، وعمل كل ما في وسعه، بمعاونة السلطة، حتى لا تنشأ حالة مقاومة في الضفة الغربية». واليوم، بحسب الحية، «توجد معطيات جديدة سمحت بأن ننشئ بنية للمقاومة في الضفة، فالأولوية لرعاية هذا الوليد وإيجاد البيئة الثقافية والفكرية المناسبة لنشر روح المقاومة الفردية والجماعية، ما جعل التخوّف قائماً من هذه الروح التي وُجدت في الضفة والـ48 بفعل عمليات المقاومة، وصارت الناس تتحدّى السلطة والاحتلال. هذه الروح لا بدّ أن تُبنى. من هنا أتى تبنّي عملية سلفيت من قبل كتائب القسّام. والهدف تغذية هذه الروح والقول إن العمل المقاوم هناك منظم. هذا البناء هو مسؤولية الجميع وكلنا نفكر كيف نجعل في الضفة الغربية بيئة للمقاومة، الآن بدأت تتحرك هذه البيئة وقتلت منذ بداية العام ما يزيد على 20 عنصراً من الاحتلال جنوداً ومستوطنين، وهذا غير مسبوق في العشرين عاماً الماضية».

مواجهة «التحالفات الإقليمية»
يرى خليل الحية أن «التحالفات التي تتكوّن في المنطقة من قبل أميركا وحلفائها في المنطقة، هي موجهة إلى جهتين:
أولاً: جبهة المقاومة، بحيث يعتقد الاحتلال الذي يريد التمدد في المنطقة، أنه إذا حاصر المقاومة من الخارج يضعفها في الداخل.
ثانياً: جبهة إيران، بوصفها الظهير الخارجي للمقاومة والتي يعتبرونها خطراً على المنطقة». وبالتالي، برأي الحية، «هذه التحالفات تعمل لتأمين تمدّد إسرائيل في المنطقة لتكون هي محور الارتكاز بهدف قطع رأس محور المقاومة خارج فلسطين، وهي إيران التي تمتلك كل يوم قوة جديدة، بالتالي فالاحتلال يسعى لقطع الطريق عليها في الموضوع النووي على الأقل في الظاهر، لكن في الباطن الهدف هو قطع طريق الإمداد عن قوى المقاومة في المنطقة». ويضيف الحية: «نحن نستشعر الخطر على قضيتنا، لأن الهدف الأساسي هو تسييد إسرائيل وخلق إسرائيل الكبرى في المنطقة والتي يمتد نفوذها من الفرات إلى النيل. هذا الحلف يمكّنها من التمدّد من الفرات إلى النيل، فإذا نجحت إسرائيل في حياكة الحلف في المنطقة الخليجية والعربية، تكون قد حقّقت شعار من الفرات إلى النيل بمعنى أن تأثيرها هناك أصبح واقعاً».
وحول موجهة هذه المساعي، يتحدّث الحية حول «قراءة حركة حماس للمشهد»، والتي تقول إن «التطبيع الذي تحوّل من تطبيع سياسي واقتصادي إلى دمج إسرائيل في المنطقة بشكل كبير، بل وجعلها هي من يقود المنطقة، لا بد من مواجهته». وتعتقد الحركة، بحسب الحية، أن مواجهة هذا المسار يكون بعدة أمور:

- «الأساس الواجب علينا داخل فلسطين أن لا نُظهر هذا الاحتلال في حالة استقرار في أي لحظة. وكلما حدثت مواجهة بيننا وبينه كلما تراجع هذا الخيار وكلما شعر المطبّعون أن هذا الكيان الذين يريدون له أن يقودهم غير قادر على حماية نفسه.
- تشكيل أكبر حلف داعم للمقاومة وضد حلف التطبيع. نقولها علناً، لا بد أن يتشكّل في المنطقة حلف يجمع كل من يرى في إسرائيل خطراً، وكل من يرى في أميركا عدواً للمنطقة، وكل من يرى أن الحلف الذي تشكله أميركا في المنطقة إنما هو خطر على شعوب المنطقة. ليس المستهدفون فقط، إيران وحزب الله وحماس، بل كل من يشعر أن هذا التوجه ضارّ بمنظومة القيم والثروات والمصالح للمنطقة العربية والإسلامية لا بد له أن يكون في حلف المقاومة».
- إيجاد حالة من المصالحات العامة بين تيارات الأمة وفي ساحاتها، خصوصاً بين التيارات الإسلامية والقومية. نحن أمام خطر كبير، وأمامنا مصالح وضرورات كبيرة، بالتالي فإن توسيع دائرة المصالحات هو ما نؤمن أننا يجب أن نفعله، ونحن نمضي قدماً في اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تحقيق ذلك».

وبالتالي، يعتقد الحية أن «استحقاق تشكيل إطار إقليمي يتجاوز قوى المقاومة المباشرة أصبح واجباً، لذلك نطالب بتوسيع هذا الحلف وإنهاء حالة التجاذبات والخلافات والخصومات وتعدّد الاجتهادات في المنطقة تجاه الاحتلال، ولا بد أن تنسجم كلها مع بعضها، ولا بد أن يقوم حوار ينهي الخصومة بين الإسلاميين والقوميين والتي اندلعت في المرحلة الماضية، ويعيد حالة التوافق التي كانت قائمة بينهم قبل العشرية الماضية التي أفرزت خلافات بين عناصر مكوّنات الأمة، فوظّفها أعداؤنا لصالحهم. اليوم المنطقة يراد لها أن تدخل في صراعات مذهبية وطائفية وفكرية وغيره ليتشتت الناس في ذلك».

وحول موقف الحركة من عودة الحرارة إلى العلاقات بين بعض الدول الحليفة لـ«حماس»، والعدو الإسرائيلي، يقول الحية: «نحن بصراحة لا نخجل من أن نقول لكل أصدقائنا وحلفائنا الذين يطبّعون مع الاحتلال إن هذا التطبيع خطأ، وإن إسرائيل تحرص على مصالحها لا على مصلحة تركيا ولا الإمارات ولا غيرهما، فهي تريد أن تحقق مصالحها فقط. الآن إسرائيل لا تجد في تركيا جزءاً من هذا المشروع، يمكن أن تكون في مكان يؤمّن لها مصالحها، لكن لا أعتقد أن تصل تركيا إلى أن تكون جزءاً من هذا الحلف، لأنها تدير شبكة علاقات متعددة في المنطقة، ومن الصعب عليها أن تتورّط في حلف ضد إيران أو حماس أو حزب الله».

وعلى هامش المصالحات وتشديد أواصر التحالفات في المنطقة في وجه التحالفات الأميركية، يؤكد الحية أن «علاقة حماس جيّدة مع جميع الأطراف في اليمن، وكنا قد حاولنا لعب دور مع حزب (الإصلاح) خلف الكواليس، لتقريب وجهات النظر، لكن واضح أن المعطيات عند الجميع في اليمن أكبر من قدرتهم على التصرّف والمبادرة. ولا يستفيد من واقع اليمن إلا أعداؤه، وخصوصاً الخارجيين. لذلك، نحن ندفع باتجاه المصالحة والحوار، ونتحدث مع كل مَن نملك علاقات معهم، لكن هناك خطوات خارجية لا تسمح بالحوار المباشر». ويضيف: «علاقتنا جيدة مع حركة أنصار الله، وهم يعلنون في السرّ والعلن انحيازهم للقضية الفلسطينية، واستعدادهم للانخراط في الدفاع عن فلسطين، وأبلغونا أنهم جاهزون لدعم فلسطين والانخراط في المقاومة، وهذا الموقف مقدّر جداً وينم عن الانتماء لقضية فلسطين العادلة».