عاد أكثر من نصف مليون طالب وطالبة في قطاع غزة إلى مدارسهم الاثنين الماضي، وعادت معهم المخاوف إلى الوالدين، ولا سيما مع ارتفاع مستوى الإصابة بفيروس «كورونا» في القطاع خلال اليومين الأخيرين.
تشير تقديرات وزارة الصحة في القطاع إلى احتمال زيادة نسبة تفشي الفيروس في الأيام المقبلة، إلا أن المؤسسة التعليمية، سواء الحكومية أو تلك التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، لم تؤكد صحة الأنباء عن احتمالات العودة إلى التعليم الإلكتروني.
لا تثق غالبية أولياء الأمور في قطاع غزة بالتعليم الإلكتروني، على اعتبار أنه أقل جدوى من التعليم الوجاهي، ولذا يرفضون العودة مجدداً إلى التعلّم عن بعد، وفي الوقت نفسه هم متخوّفون من احتمالات وصول الفيروس إلى منازل الطلبة انتقالاً بالعدوى، في ظل عدم الالتزام بالتدابير الوقائية.

تقول زهية فارس إنها سعيدة بعودة أطفالها الثلاثة إلى التعليم الوجاهي، غير أنها تخشى كثيراً على نفسها وزوجها من احتمالات أن ينقل أطفالها الفيروس إليهم بالعدوى، وبخاصة أن المدارس لم تتخذ، وفق تأكيدها، إجراءات وقائية كافية لحماية الطلبة. وتضيف: «اصطحبت أطفالي في اليوم الأول (16 أيار) وأنا متحمّسة جداً إلى الوضع الجديد على اعتبار أن التعليم الإلكتروني غير مثمر ويلقي حملاً كبيراً على كاهل أولياء الأمور، غير أني فوجئت من عدم الانضباط بالإجراءات الصحية وبخاصة أن غالبية الطلبة لا يضعون كمامات واقية».
تشير هذه السيدة إلى أن أطفالها، وهم من طلبة المرحلة الابتدائية، حصلوا جميعهم على تقدير امتياز في العام المنصرم، ومع ذلك فهي غير مقتنعة بهذا التقييم، على اعتبار أن بعض الأهالي شاركوا في حل الامتحانات عن بعد، ولذا هي ترى أن التعليم الإلكتروني غير مجدٍ.

يذهب مهند منصور إلى ما ذهبت إليه فارس، من تأكيد أن تجربة التعليم الإلكتروني لم تكن ذات جدوى: «لم يكن منضبطاً، وهو تجربة سيئة للأسف بالنسبة إلى أطفالي، ولهذا أفضّل الوجاهي رغم خطورته، لكني أتمنى أن تشدد المؤسسة التعليمية على أهمية الالتزام بالمعايير الصحية للحؤول دون انتشار الفيروس بين الطلبة».

واشترطت وزارة الصحة الفلسطينية الالتزام بالبروتوكول الصحي الخاص بالتعليم، ويتضمّن حصول العاملين كافة في المدارس على التطعيم وارتداء الطلبة للكمامات داخل غرف التدريس وخارجها من عمر 11 عاماً، مع قياس الحرارة وإبراز شهادة تلقي التطعيم للحاضرين والزائرين للمدارس بمن فيهم أولياء الأمور. ودعت الوزارة، في تصريح صحافي، إلى الالتزام بالتباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية وتعقيم الغرف الصفية وتهوئتها، وعدم حضور أي طالب أو كادر تدريسي تظهر عليه أعراض الفيروس. ومع ذلك، اشتكى عدد من أفراد الطاقم التدريسي من إصرار المئات من أولياء الأمور على إيصال التلامذة الجدد إلى داخل الفصول، وهو ما يشكّل تجاوزاً للإجراءات الوقائية؛ على رأسها التباعد الاجتماعي.

وتقاطعت نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات وقياس الرأي العام في جامعة الأقصى مع تقييمات الأهالي هذه، حيث أظهر الاستطلاع أن 93.3% يعتقدون أن طلاب المدارس والجامعات تأثّروا بالسلب من اعتماد التعليم عن بعد بسبب الجائحة.