تجمّع أهالي قرية النبي صالح، صباح اليوم، ومعهم نشطاء من مختلف المناطق الفلسطينية، ومتضامنون أجانب، عند حاجز رنتيس بالقرب من مستوطنة حلاميش، وذلك بعدما أبلغتهم سلطات الاحتلال بأنها ستفرج عن عهد التميمي ووالدتها عند الحاجز المذكور. في المقابل، تجمع في الجهة الأخرى من المكان، مجموعة من المستوطنين، رافعين الأعلام الإسرائيلية، مردّدين هتافات عنصرية بهدف عرقلة الاستقبال.الأهالي انتظروا وقتاً قبل أن يكتشفوا أن الاحتلال خدعهم، وقبل أن يعتدي جنوده عليهم، حيث كانت المناضلتان تُنقلان بـ«جيب» عسكري إلى مدخل بلدة النبي صالح، بعد الإفراج عنهما من سجن «هشارون». وقد هدف الاحتلال من خلال هذه الخطوة، إلى تنغيص فرحتهم، ومنع استقبالهما بحفاوة.
ولكن المتضامنين استدركوا الموقف، وعادوا إلى البلدة لاستقبال الأسيرتين المحرّرتين، في مشاهد نقلتها الشاشات المحلية والعربية، وهي توثق لحظات الحريّة الأولى لهما.
«أيقونة الشجاعة الفلسطينية» شكرت في تصريح مقتضب كل من وقف إلى جانبها وعائلتها خلال فترة اعتقالها، مشيرة إلى أنها ستتابع مسيرتها النضالية، وأن السجن لم ولن يثنيها عن المقاومة، في حين أن إسرائيل إلى زوال. عهد أضافت أنها «ستعقد مؤتمراً صحافياً عند الرابعة تتحدّث فيه عمّا تعرّضت له أثناء الاعتقال»، منوهةً إلى أنها «تحمل رسائل من الأسرى الفلسطينيين».
إلى ذلك، وصلت عهد إلى ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، في مقر المقاطعة في رام الله، برفقة عائلتها وعدد من المتضامنين، حيث قرأت الفاتحة لروحه. كما‭ ‬التقت‭ ‬عهد‭ ‬وعائلتها‭ ‬رئيس‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬محمود‭ ‬عباس،‭ ‬في مقرّ‭ ‬المقاطعة‭. ‬


خلفيات الاعتقال
يأتي الإفراج عن عهد إذاً بعد ثمانية أشهر على اعتقالها في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، في سجون الاحتلال الإسرائيلي. أمّا سبب الاعتقال فهو اتهامها بـ«عرقلة عمل جنود الجيش الإسرائيلي»، حيث وثق شريط فيديو ضرب الفتاة لجندي إسرائيلي وركله، وصفعه على وجهه، وطرده من فناء منزل والديها.
وكان الجندي، برفقة ضابط، قد اقتحما فناء المنزل لاستخدامه نقطة لإطلاق الرصاص على شبان فلسطينيين حوصروا على تلة قريبة من المكان، وذلك في أثناء اشتباكات وقعت بين الجنود والشبان، إثر إعلان واشنطن القدس «عاصمة لإسرائيل».
وقد عزّز اعتقال عهد من اعتبارها ، محلياً وعالمياً، رمزاً للصمود والمقاومة الشعبية، وانتشرت قصتها على الشاشات المحلية والعالمية، حتى باتت أيقونة للنضال الشعبي الفلسطيني.

أبرز ما قالته ‬عهد‭ ‬التميمي‭ ‬في المؤتمر الصحافي الذي عقدته مع والدتها‭ ‬ناريمان‭: ‬
الأسيرات‭ ‬تحدَّين‭ ‬الصهاينة‭ ‬باستمرارهنّ‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬والثقافة‭ ‬والتطوّر‭ ‬داخل‭ ‬السجن،‭و ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الأسيرة‭ ‬إسراء‭ ‬الجعابيص‭.
قانون‭ ‬الدولة‭ ‬القومية‭ ‬لليهود‭ ‬يعتبر ‬‮«‬أبرتهايد‮»، وهو قانون عنصري‬،‭ ‬والنضال‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الاحتلال‭ ‬واحد.
القوة‭ ‬للشعب‭، ‬والشعب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحدّد‭ ‬مصيره‭ ‬وطريقة‭ ‬مقاومته.‭
فرحتي‭ ‬بالإفراج‭ ‬عني‭ ‬منقوصة،‭ ‬لأن‭ ‬أخواتي‭ ‬الأسيرات‭ ‬اللواتي‭ ‬وقفن‭ ‬معي‭ ‬لا‭ ‬يزلن‭ ‬في‭ ‬السجون. وهناك‭ ‬أسيرات‭ ‬بينهنّ‭ ‬قاصرات، رسالتهن‭ ‬المطالبة‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬ودعم‭ ‬صمود‭ ‬الشعب‭ ‬ودعم‭ ‬الأسرى‭.
الأسرى‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬طريقة‭ ‬نقلهم‭ ‬ومعاملة‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬لهم‭.
انا‭ ‬مقاطعة‭ ‬للإعلام‭ ‬العبري‭ ‬لأنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الصهيونية‭ ‬ويحاول‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬قضيتنا‭.
قررتُ‭ ‬دراسة‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬الأسرى‭.
تعرّضتُ‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬في‭ ‬السجن،‭ ‬لكنني‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تجاوزها‭.
أن‭ ‬يكون‭ ‬الاحتلال‭ ‬إلى‭ ‬زوال‭ ‬قريبا‭ ً،‬ولن‭ ‬أتعمق‭ ‬بالحديث‭ ‬كثيراً‭ ،‬لأن‭ ‬عليّ حكماً مع وقف‭ ‬تنفيذ.‭

الرسم جريمة عند الاحتلال!
(أ ف ب )

أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، اعتقالها لإيطاليين اثنين، وفلسطيني، بسبب ما أسمته «تخريب وإلحاق الضرر بالسياج الأمني في منطقة بيت لحم».
أمّا «التخريب» الذي ارتكبه المعتقلون الثلاثة، فهو رسم جدارية بطول أربعة أمتار تصوّر عهد التميمي، على جدار الفصل العنصري الذي يفصل بين الضفة الغربية وبقية الأرض المحتلة عام 1948.
وقد اعتُقل الرسامون الثلاثة أمس، بعدما أكملوا جدرايتهم، مخفين وجوههم بأقنعه، قبل أن يلاحقهم عناصر من «حرس الحدود الإسرائيلي»، ويوقفوا سيارتهم ثم يقتادونهم إلى التحقيق.
من جهته، أوضح المنسق العام للجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية في الضفة الغربية، منذر عميرة، أن سلطات الاحتلال اعتقلت الرسامين الإيطاليين أثناء وضعهما اللمسات الأخيرة على جدارية عهد، والتي تم رسمها على جدار الفصل العنصري على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم في محيط مسجد بلال بن رباح.
وأشار عميرة إلى أن «الاحتلال استولى على المعدات واللوازم الخاصة بالرسم كافة، إضافة الى اعتقال الناشط الفلسطيني مصطفى الأعرج». وأكد أن الرسَّامين جاءا من إيطاليا تحديداً لرسم الجدارية تكريماً للأسيرة المحررة، لافتاً إلى أنهما «تعرَّضا سابقاً للملاحقة من قبل سلطات الاحتلال».