بعد مرور ما يقارب مئة يوم على انطلاقها، وكما كل يوم جمعة، شارك مئات الشبان الفلسطينيين عصر اليوم في مسيرات العودة الكبرى على الحدود الشرقية لقطاع غزة ضمن فعالية «موحدون من أجل إسقاط الصفقة وكسر الحصار». أشعل المشاركون على طول الحدود الإطارات المطاطية وأطلقوا الطائرات الورقية وبالونات تحمل علم فلسطين في الأجواء.إلا أن سلمية التحركات قابلتها وحشية إسرائيلية، إذ ادعى المتحدث باسم جيش العدو أن عدداً من الشبان حاولوا اختراق السياج بهدف «إحباط محاولة الاختراق، أُطلِقَت قذيفة مدفعية واحدة، وأُطلِق رصاص من سلاح ثقيل باتجاه عدد من الشبان».
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد محمد جمال أبو حليمة (22 عاماً)، بعد تلقيه رصاصة إسرائيلية في الصدر. وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة أشرف القدرة «إصابة 146 فلسطينياً، بجراح مختلفة وبالاختناق، جرّاء استهداف الجيش الإسرائيلي للمتظاهرين السلميين». وقال القدرة إنّ «من بين المصابين 24 فلسطينياً أصيبوا بالرصاص الحيّ».

«الهيئة العُليا لمسيرات العودة»: القدس عاصمتنا الأبدية
بدورها، أكدت «الهيئة العليا لمسيرات العودة» إصرارها على «مواجهة كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية». وطالبت الهيئة بالإنهاء الفوري للحصار، مشيرة إلى «استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار كأداة نضال جماهيرية قوية في مواجهة صمت العالم عن حقوقنا ومعاناتنا وعن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الأعزل في مواجهة الاحتلال». وكررت الهيئة تأكيدها «سلمية مسيرات العودة رغم المحاولات المتكررة من قبل الاحتلال لتشويه صورة هذه المسيرات الجماهيرية واستمرار القصف الليلي على غزة لإخافة الناس وصرفهم عن المشاركة فيها».

«حماس»: مئة يوم من المواجهة
قال المتحدث باسم «حماس»، حازم قاسم، في بيان: «بعد مئة يوم على انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار، يزداد إصرار شعبنا بكل مكوناته على مواصلة هذه الوسيلة النضالية حتى تحقيق أهدافها (...) وكسر الحصار عن غزة».
أضاف قاسم: «استمرار مسيرات العودة، بهذا الإجماع الشعبي؛ يشكل جدار الصد الحقيقي أمام كل الطروحات التصفوية للقضية الفلسطينية، وخاصة ما يسمى صفقة القرن؛ لأن هذه المسيرات تثبت حق العودة الذي تهدف الصفقة لتصفيته».
وشدد قاسم على أن الأيام المئة الماضية شكّلت «المسيرات فيها حالة متقدمة من الوحدة الميدانية، وصلّبت الجبهة الداخلية كي تستطيع مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية». أضاف أن المسيرات أسهمت في «تعزيز الفعل النضالي في كل فلسطين، خاصة أنها تتزامن اليوم مع مقاومة أهلنا في الخان الأحمر (شرقي مدينة القدس) الذين يتصدون لمشاريع التهجير الاحتلالية».