عن المعارضة الجديدة
جريدة الأخبار الغرّاء
تحية طيبة وبعد
عن المعارضة الجديدة التي ما فتئت تنهال بالفبركات الهمايونية وما انفكّت تكيل الاتهامات الخيالية العشوائية للسلطة الحاكمة، وهي لم ولن تصدق أن يتفلّت خيط الحكم من براثنها. أبعث بالصورة والكلمة الآتيتين:
«خافوا الله»
عقدان من الزمان من عمر الوطن وشعبه عاشهما تحت جناح حكمكم. عشرون عاماً بالتمام والكمال مرت وما زال المواطن يئن من الإجحاف من مآثركم. مئتان وأربعون شهراً وما أطولها وهي عمر عهدكم المشؤوم. سبعة آلاف وثلاثمئة يوم بالتمام والكمال واللبناني الصبور والشعب الغفور ينتظران الخلاص.
على مدى السنين العجاف ــــ وقد انطوت إلى غير رجعة ــــ كان عنوانها «جوّع كلبك بيلحقك»، وإلا لماذا انتظار المواطن تنكة الزيت وكرتونة البطاطا وما شابه؟
زبدة الأيام الفائتة وخلاصتها: ظلم وظلام، ضرائب على الضرائب، العتمة تعمّ الوطن، العطش على امتداد البلاد، مليارات مفقودة، مليارات دولارات البلاد منهوبة، المهجر ما زال مهجراً، والمهاجرون إلى ازدياد، الفقر موحّد للجميع، إبليس استوطن الأرجاء والبوم والغراب عشّشا فيها.
النفايات في المدن والقرى وعلى امتداد الوطن تفوح روائحها في كل ناحية، ولا يفوقها إلا رائحة ملفات الفساد والتلزيمات والهدر والسمسرة.
الوزير بطرس حرب يناشد المسيحيين عدم بيع الأراضي للمسلمين. وهل تنامى إلى مسمعه وهو بعيد في مركزه كيف أن الأراضي تباع في كل القرى والبلدات في سبيل العيش الكريم للمواطن بعيداً عن الذل والهوان الذي بلغه بحسن قيادة الفريق الحاكم ولسان حاله يردد: «بماذا أذكرك يا سفرجلة وكل مصّة بغصّة»، وكما سبق للشاعر قوله: «ألقاهُ في اليمِّ مكتوفاً وقال له إيّاكَ.. إيّاكَ أن تبتلَّ بالماءِ»؟
والشيء بالشيء يذكر، مجنون يحكي وعاقل يسمع: «الحكيم وفريقه» يطالبون بكشف الحقيقة، والسيد حسن وحزبه متّهمون بالجريمة النكراء، وحسنات المرحوم الرئيس الحريري لا تعدّ ولا تحصى ضاعت بممحاة اسمها «السنيورة»، جاءت بدماغ يتحكّم في رقاب الناس وأرزاقهم حتى الذل والإفقار.
الوريث الشرعي لكرسي الحكم في الإمبراطورية ما زال كالشبح بين يخت عائم وطائر غائم وهو على وجهه هائم يترقّب الفرص خارج الحدود، بينما المايسترو كذلك والجوقة هنا تقوم بالمهمة المرسومة من السفارات وأبواق الاستخبارات، وهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنهم في غيّهم يعمهون وعليهم ينطبق قول الشاعر:
«أرأيتَ عصفوراً يلاحق باشقا إلا لخفّته وقلّة عقله»
محمود عاصي