أخي الكبير الدكتور سمير،عامان مرّا على رحيلك القاسي، لكن صوتك ورأيك وحركتك التي لم تتوقف لم تغادرنا في «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» (وأنت من مؤسّسيها)، وكيف يغيب عنّا من كان مثلك أميناً وفيّاً لفلسطين وقضايا الأمّة، ولا سيّما أن شعب فلسطين المقاوم يفاجئ الأمة والعالم ببطولات أبنائه؛ وآخرها في عمليتَي «النبي يعقوب» و«سلوان» في القدس المدينة المقدّسة التي حملتَ لواء الدفاع عنها طوال حياتك النضالية الطويلة.
عامان مرّا على فراقك، وإخوتك ورفاقك في «المنتدى القومي العربي» الذي كنت أحد مؤسّسيه، وفي «المؤتمر القومي العربي» الذي كنت أحد أبرز أعضائه، وفي اعتصام خميس الأسرى التضامني الشهري الذي كنت تشارك فيه في السنوات الأخيرة على كرسيّك المتحرك، ولو انعقد في أقاصي الجنوب أو الشمال، وإخوانك في «رابطة العروبة والقلم»، التي كنت رئيساً لها... يفتقدونك وهم يرون أن العروبة لم تعد مجرد هوية، بل باتت قضية يحملها الكثيرون من أبناء الأمّة، كما رأينا في مونديال قطر، وحراك التظاهرات المناهضة للتطبيع في المغرب ومصر والبحرين والكويت وسوريا والأردن والعراق واليمن والسودان والعديد من عواصم الوطن الكبير.
عامان مرّا، ومن حقك علينا أن نقدّم لك كشف حساب بما قامت به «الحملة الأهلية» منذ انطلاقتها قبل 22 عاماً التي لم تغب يوماً عن اجتماعاتها، والتي جسّدت على مدى سنوات تفاعلاً رائعاً بين المناضلين اللبنانيين والمقاومين الفلسطينيين، وبين الإخوة الفلسطينيين على تعدّد انتماءاتهم، وكنت بذلك تستكمل مسيرة الحركة الوطنية اللبنانية، وعلى رأسها القائد الشهيد كمال جنبلاط، وقد كنت من أركانها المقرّبين إلى الشهيد الكبير الذي ترأّس أيضاً الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية عام 1972 والتي نستلهم اليوم في «الحملة الأهلية» روحها ورسالتها.
عامان مرّا، ونحن نفتقد ابتسامتك المليئة بالرضى والمحبة لشعبك وأمّتك، بل نفتقد حماستك الوطنية والقومية التي كانت تتجدّد عاماً بعد عام، رغم الشيخوخة التي لم تعرف إلى روحك طريقاً، فـ«الوطنية الأصيلة»، كما كان يقول دائماً رفيقك وأخوك الأستاذ معن بشور «لا تشيخ».
لن ننساك أخي سمير، في كل عملية يقوم بها مقاوم، وصرخة يطلقها مناضل، ورؤيا يستشرفها مثقّف، وإصرار يتمسك به مؤمن، وشجاعة يتحلّى بها مقاتل، فأنت الحاضر بيننا رغم الغياب.
* مقرّر «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين
وقضايا الأمّة»