الرئيس بأغلبية الثلثين

معيار الترشح الى الرئاسة الأولى بعيداً عن الدستور هو قبول الأفرقاء السياسيين الآخرين بالمرشح وببرنامجه ورؤيته وإيمان الشعب به. ولكن هل هذا يكفي؟
ماذا يعني أن تكون مرشحاً من 14 آذار؟ يعني أنك تسعى في الدرجة الأولى إلى تنفيذ رؤية هذا التجمّع. وللحقيقة أن أطراف هذا الفريق لا يجمعهم سوى موقفهم من المعارضة. فكل مرشح منهم سيسعى لنزع سلاح حزب الله بحجة تقوية الدولة وفرض سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية. هذا همّهم الأبرز أو الوحيد.

وهذا ليس خافياً عن أحد وهو يؤدي إلى حرب أهلية. كيف يحمل هؤلاء في برامجهم عكس ما أجمع عليه أغلبيّة اللبنانيين أعني دعم المقاومة وإنجازاتها. عقيدتهم إلغاء المقاومة وحسب.
لماذا خوف 14 آذار من المقاومة عدا أنه لا ينظر إليها إلا من نظرة طائفية بحتة. لو نظر يوماً إليها على أنها مقاومة وطنية دفاعية في وجه عدو غاصب لما أخذوا هذا الموقف منها.
الطريق إلى الرئاسة لا يتحقق إلا بحضن الفكر المقاوم، الفكر الصامد. وكل كل كلام آخر يدعو للسخرية. فما يحصل مع مرشحي 8 آذار مناقض كلياً. فالجنرال عون أو سليمان فرنجية مثلاً ادركا أن لبنان ليس للسنّة أو للمسيحيين وحدهم فهو للشيعة أيضاً الأصيلون فيه ولهم دور هم السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيه وهم ما قدّموا إلا كل خير لهذا الوطن. وهذا ما قاد إلى ولادة ورقة تفاهم مع حزب الله.
لن يحصل مرشحو 14 آذار إلى الرئاسة بهذه العقلية الملغية للآخر على مرادهم مهما كان الثمن. وكذلك لن يصل أي مرشح من 8 آذار لأنهم سيقفون بوجهه. والحقيقة أنهم يقفون بوجه المقاومة لا بوجه شخص محدّد. وستؤول الأمور إلى مرشح لا موقف سياسياً واضحاً لديه. واعتدنا أن يكون هذا المرشح قائد الجيش لعهدين لاعنقاد الجميع أنه على الحياد. ولكن اختيار شخصية مماثلة لن تقدم لبنان خطوة إلى الأمام وقد تتراجع أحواله.
يبقى زعيم الجبل وليد بك جنبلاط الذي نجح في أن يكون كفّة الرجح في سياسته المعتمدة فمن يتبناه يقترب من قصر بعبدا وهذا بالنصف زائد واحد. ولكن هل ابتغاؤنا رئيس بالأغلبية المطلقة أم بأغلبية الثلثين؟
اللبنانيون لا يريدون رئيساً يؤيدوه النصف ويرفضه النصف الآخر. فقوة الرئيس المقبل هي في حصوله على 86 صوتاً، لأن في هذا صونا للوحدة الوطنية وحضنا للمقاومة واستعدادا لبناء لبنان مزدهر وقوي. أيها السياسيون، انصفونا وانتخبوا رئيساً بأغلبية الثلثين.
بول أبو ديب