قد يقول قائل لا يفترض أن نتعجّل بحسم مسار الصراع الدائر في أوكرانيا، كوننا إزاء «حرب عالمية»، بأبعادها ونتائجها، حتّى لو اقتصر مسرحها العسكري على أوكرانيا لحينه. لكن، في التحليل والاستشراف، يحتاج الناظر أن يربط بين عناصر ثلاثة تقوم على فهم «السياق التاريخي والديناميات الكبرى والأهداف الكلية». إذا قمنا بقراءة متأنية ومتعمّقة لهذه المبتنيات لن نترّدد بالقول إنّ مسار الصراع ومآله كان واضحاً منذ ساعته الأولى، إلّا لمن غرق في التفاصيل والتكتيكات التي يشتهر بها العقل الغربي، وانفعل مع المحتوى الذي قدّمته آلة الإعلام ومراكز الدراسات الغربية، الموجّهة بغالبيتها، أو لأولئك الذين تبنّوا، ولو من دون قصد، مناهج المعرفة الغربية وأدواتها التحليلية فتزعزعت قواعد التفكير عند بعضهم والتقييم والتقدير عند كل هبّة. ما نريد توكيده هو أنّ أميركا، و«الناتو» معها، يتهيأون لتلقف خسارتهم لهذه الحرب، وروسيا ومن يتقاطع معها بنيوياً (أي بلحاظ بنية الصراع الدولي القائمة) يستعدّون لانتصار كبير وجيوستراتيجي (ولو أنّه كان مكلفاً بشرياً للقوات الروسية لأسباب ليس محل بحثها هنا).من حين اعتلى هنري كيسنجر منصّة «دافوس» لإعلان مواقفه، المعروفة مسبقاً في كتبه ومقالاته، نستنتج أنّ القراءة والتفسير الآحادي لأسباب هذه الحرب وكيفية مواجهتها من الغرب والتعاطي معها قد اهتزّت. إنّ هناك رأياً آخر في الغرب صار من المطلوب الإضاءة عليه. هو تعبير عن ضرورة إعادة نظر في أروقة صناعة القرار في الغرب، أو بداية مراجعة، أو تباين، بدء يشق طريقه في مقاربة السياسة، تجاه شرق أوروبا عموماً والحرب الأوكرانية كبوابة وتمظهر للصراع. إنّه آذان بتصدّع المقاربة الواحدة أو الآحادية التي اعتُمدت لأشهر مضت، ومن هنا يبدأ مشوار تصوّر الربح والخسارة، قبل كلام الميدان وتقدّم القوّة الروسية التدريجي؛ هل هذه الحرب وسياقها التاريخي مصلحة أميركية فعلاً؟ أم مصلحة حكومات وإثبات ذات داخل الدول الغربية؟ هل هي حرب بوتين أم حرب بايدن؟ وهل هي حرب المجتمعات الغربية وإرادتها العامة، أي حرب المجتمعات الديموقراطية ومصالحها، أم حرب مؤسسات الهيمنة الأبرز أو ما يعرف بالحكومات؟ هذه الأسئلة الكبرى سوف تتّضح الإجابات عنها، وبدأت تتّضح تباعاً مع بواكير آراء النخب، كما ذكرنا مع كيسنجر وريتشارد هاس، الذي ينادي بالتحضّر لحرب طويلة مرهقة، ونيل فيرغسون، وغيره، وبدأت تصل إجاباتها عبر صناديق الاقتراع للتو في فرنسا، وبعد حين في أميركا مع انتخابات الكونغرس. بدء الاعتراف بالحاجة إلى مخرج، فروسيا لن تهزم إن لم تنتصر، والكلفة على أوروبا تزداد ومرشّحة لكل الاحتمالات، والهاجس يكبر بأن تتوسّع هذه الحرب أو تتحوّر.
ماذا يعني ذلك؟ يعني أنّ المقاربة الأمنية العسكرية لاحتواء روسيا لم تكن خيار الضرورة، فضلاً أنّها تتناقض مع منطق دعاة العولمة والغرب الحضاري، الذين تقوم نظريتهم على المقاربة بالقوّة الذكية وليس العسكرية الأمنية فحسب، فضلاً عن أنّ أمن روسيا لا يمكن فصله عن منظومة الأمن الأوروبي البالغ التعقيد والدقة. ويعني أنّه «كان هناك طرقاً أخرى يمكن أن نسلكها». ولن يكل الفارس الفرنسي ماكرون يبحث عن مخرج ويمهّد للتنازلات ولو على طريقة الشوفينية الفرنسية المعروفة.
إنّ منطق الارتكاز إلى الحقائق الصلبة والسياقات والإرادات في مواجهة العبث بالتاريخ هو الذي سينتصر ويفرض منطقه في نهاية المطاف، وإنّ العالم الذي يتولّد من يقظة يصعب على منهج التفكير الغربي أن يدركها، ربّما يحتاج إلى التجربة فيصطدم ويفشل.

ماذا خسرت أميركا إلى الآن؟
1- خسرت أميركا، للمرة الثانية أو الثالثة خلال عقود، ثلاثاً من ميزاتها التاريخية التي تنطلق من أنّ «أميركا أطول وترى أبعد من غيرها» كما تدّعي؛ أنّها الأقدر على التفسير الصحيح وفهم اللحظة واقتناص الفرصة. لكنّ الملاحَظ أنّها لم تتعلّم من الأخطاء، أو لا ترغب أن تتعلّم، أو أنّها لا تعرف معنى التاريخ وقراءته، أو أنّها لا تحب الاستقراء كمنهج رياضي. لا زالت تعاني من تحدي فهم حركة التاريخ وديناميكياته وفلسفته ومتى ينتقم رغم ما تمتلكه من تطور التقانة وفائض المعلومة. إنّ الحقيقة الغائبة عنها هو أنّ التقانة والعلم لا يستطيعان تفسير الحياة كما زعمت.
2- وهي الحرب الثالثة التي تختارها خطأ في العقدين الماضيين وتنخرط - ولو بوجه غير مباشر – فيها دون أن تُثبت للعالم وللمجتمعات ولمجتمعها أنّها حروب الضرورة، بل يتّضح تباعاً أنّها ليست حرب الضرورة، ما يؤشّر إلى تعثّر قدرتها على التركيز الاستراتيجي.
3- تأكّد أنها تعاني من سوء تقدير لخصومها وعزمهم الجاد وتصميمهم وتحضّرهم المسبق لتخليق واقع دولي مختلف وكسر الآحادية. هي كإمبراطورية منكرة لذلك، لا ترغب أن تعترف أنّ العالم قد تغيّر، وهذا مقتل القوى العظمى عبر التاريخ، وهو ما يؤّثر على تمكّنها من إدارة التراجع والالتفاف للزعامة مجدداً ويوهمها بالقدرة على المحافظة على الموقع والثبات فيه.
4- خسرت أبرز ميزة وركن من هويتها ودور لها، وهي «فاعلية مظلتها الأمنية»؛ الـ«شرطي» المكلّف توفير الأمن. هي لا تحمي، ولن تكون قادرة بعد الآن أن تحمي أحداً، مهما ادّعت ذلك. وأعتقد أنّ النقاش سيحمى في أروقة صناع السياسة الأميركية؛ كيف يمكن أن نحفظ مصالحنا إذا تخلينا عن هذا الدور؟ ألا يمكن أن تذهب الكثير من الدول إلى خصومنا للبحث عن المظّلة الأمنية؟ وماذا لو استغنت أوروبا عن مظّلتنا الأمنية؟ ألن يؤدّي ذلك إلى تراجع هيمنتنا على قرارها؟ إلى أي مدى الاستقلال الأمني لحلفائنا ضروري لنا؟
5- يلاحظ أنّها شتتت جهودها في لحظة تاريخية كانت أحوج فيها إلى التركيز وإدراك حدود القوّة في ظل التزاحمات الخارجية لعالم يتحوّل ويسير باضطراد نحو يقظة كبرى، ومن لا يتقدّم اليوم أو يخسر الوقت فهو يتراجع تلقائياً. هي استمرت تتأرجح في سياستها الخارجية بين العودة إلى الاتفاق النووي وبين الحرب في روسيا وبين أولوية الصين وبين تأديب ابن سلمان وبين وبين... ولم تصل إلى نتيجة ناجحة في أيّ منها، بل أشبه بالتخبّط. فأي عودة للاتفاق اليوم ستُفهم أنّها عودة مذعن! فتزيد من قوة خصومها واستشعارهم هشاشة موقفها. وأي تراجع في أوكرانيا سيضعها في موقع الضعيف. وأي تطور للحروب سيكون محظوراً لنتائجه الكارثية. والرهان على تمديد الحروب يفشل، وأيضاً الرهان على الضغوط الاقتصادية، ولا يبدو أنّ لعبة التوتر المنخفض الذي تحاوله في الشرق الأوسط يمكن أن يستمر دون تطور. لذلك نلاحظ أنّها تُسهم في قوّة خصومها وتقاربهم وإضعاف حلفائها وتباعدهم.
6- وفي محاولة لاستقراء مختلف الأزمات والصراعات التي اقتحمتها في حاضرها منذ بروز قوس هيمنتها والآحادية، يثور سؤال محير بحق: هل أميركا تفتقد إلى سياسة خارجية متّسقة وبعيدة بالفهل أم أنّ مشكلتها تكمن في عجزها عن الإجابة عن غاية السياسة؟
7- تخسر في لعبة القوّة ودلالاتها وهذه الخسارة الأهّم؛ فالمقولة العلمية تؤكد أنّه قبل الحديث عن القوة العسكرية والتكنولوجيا وبقية عناصر القوّة هناك القرار الصحيح والحكيم. لذلك، يقال إن القوة هي العامل مضروباً بمجموع العناصر، فليس المهم أن تمتلك القوة بل المهم أن تحسن استخدام لوحة الأزرار وتحديد متى وأين بحكمة.
8- كشفت حال الاتحاد الأوروبي، إذ بدا أشبه بحالة نرجسية تاريخانية تحكمها الهواجس والمصالح المتباعدة والتكاذب والحذر والتوازنات الدقيقة والحساسة ويستحكم انعدام الزخم والروح فيها. صحيح أنّا شهدنا مظهر تقارب حكومي غربي خلف الإدارة الأميركية، لكن تقارباً مصلحياً يحمل في طياته تلاشٍ للديموقراطية وتشظي المجتمع بالعمق. ويبقى الغريب ما نسمعه من سعي فرنسي لإعادة إنتاج القوة العسكرية الأوروبية مستفيداً من وقع الأزمة. ماذا عن مصير حلف «الناتو» إذاً، وعمّاذا يعبّر هذا الطرح في سياق تحالفات الغرب الأوروبي الأميركي؟!
9- أدخلت أميركا العالم في أزمة طاقة وأزمة غذاء، وليس لديها قدرة تأمين بديل حتّى لحلفائها، كأنّها تريد الآخرين أن يخوضوا حربها. لكنّها لم تسلّف المجتمعات شيئاً لكي تجدهم إلى جانبها، اللهم إلّا إسرائيل، هي بنت هيمنتها على حساب قوت الفقراء في العالم، فلا يوجد دولة في العالم مكروهة من الشعوب كأميركا، والغريب أنّ الأميركيين لم يهتدوا للإجابة عن سؤال: لماذا يكرهوننا؟!
10- اكتشف العالم أن نظرية العولمة الأميركية، الإدارة والسياسة التي تتحكم بها سلاسل التوريد، تبدو هشة وقاصرة أكثر ممّا ظننّا، حتّى في تأمين السلع الأوّلية للمجتمعات. فالعالم إذا تعطلّ جزء منه في مكان تتعطّل بقية الأجزاء! وتبيّن للعيان أنّ ممارسة عقوبات آحادية على طرف محدد (خصوصاً قوّة مؤثرّة) يؤدي إلى تعطيل كل السلسلة وليس الجزء المستهدف بالعقوبات. فالعقوبات الأحادية في عالم متداخل أصبحت كلفتها عالمية وترتد على من يُعاقب نفسه بأشكال مختلفة، لا سيما إذا كانت هذه العقوبات على دول محورية.
11- عادت منطقة الشرط الأوسط لتفرض نفسها بقوّة على أجندة الإدارة الأميركية، فهذه المنطقة تدخل الصراع الجيوستراتيجي من بوابة الجيواقتصادي هذه المرّة، مضافاً إلى البعد الجيوسياسي السابق، وهو ما حاولت الإدارة تجنّبه والعمل لإدارة من بعد. إلّا أنّ هذا المعطى الجيواقتصادي سيولّد فرصة إضافية لمناوئي أميركا في المنطقة وفي مقدمهم إيران، بل سيجعل من جهة كحزب الله، ومن دولة كلبنان الحاضر على شواطئ المتوّسط، لاعباً دولياً، وليس فقط إقليمياً، ومن بوابة الطاقة هذه المرّة، وسيسهم لبنان، القوي بشعبه وجيشه ومقاومته، إسهاماً كبيراً في تخليق الاتجاهات والجبهات التي تعيش مخاض التشكّل، وربّما يعلن الفلسطينيون غداً موقفاً جهادياً متقدّماً في سياق التصدّي لسرقة حقوقهم في الغاز والطاقة.

دروس وعبر
1- تتراجع قدرة أميركا على التأثير بالدول وجذبهم إلى أجندتها ومشاريعها. بالاستقراء، نلحظ أنّ أميركا استطاعت في «عاصفة الصحراء» أن تجرّ غالبية دول العالم معها إلى سياستها وحربها. حينها سجّل أكثر من 40 دولة مؤيدة، فضلاً عن دول مجلس الأمن وأصحاب النقض. وفي عام 2003 تراجعت قدرتها على حشد المؤيدين لسياستها، حتى أنّ فرنسا التحقت بها متأخرة وعلى مضض، ولم تتمكّن الصين وروسيا من منعها. أمّا في سوريا، فعملياً باتت هي وإسرائيل في المعركة وواجهتها فيتوات مجلس الأمن وروسيا في الميدان لأوّل مرّة. واليوم، إنّ الجديد هو أنها باتت في مواجهة مع نصف البشرية، كما عبّر مندوب روسيا في وكالة الطاقة. وبعد 100 يوم، نرى كيف تنفضّ عنها الدول باحثةً عن مصالحها ولم تجارها في حربها، حتّى أقرب الحلفاء كالهند والإمارات والسعودية وغيرها. وهذا المؤشر الأهم على أفول هيمنتها العالمية.
2- الشعور بالقدرة من خلال التقارب وتعزيز المصالح عند خصومها يقوى ويتعزّز بينما تتراجع النظرة إليها وإلى حلفائها وقدرتها على الالتزام البعيد، وهذا مسار يتراكم وسيؤدي عملياً إلى تولّد جبهات جديدة واصطفافات.
3- اكتُشف خواء ما يسمّى بالنظام العالمي وعجزه وعجز مؤسساته. هو يفتقر إلى قواعد ناظمة وإلى معنى محدد لمفهوم الـ«أسرة دولية»، وأنه من التنوع في الإرادات والأفكار ما لا يتيح للآحادية الحداثوية الاستمرار.
4- لا يمكن أن يبقى العالم يعاني من خلل في تكامل بنائه. واضح أنّه وصل إلى لحظة نهاية القيم والتوازنات التي حكمت منذ الحرب العالمية الثانية. تحالف الدول الديموقراطية لا يتلاقى مع رغبة الشعوب الديموقراطية ولا مع مصالحها. والعدالة تعود لتتقدّم على الحرّية. والحاجة إلى النظام تنافس فوضى العولمة. والعودة إلى الأمن القومي تنافس الانفتاح واللبرلة. والأمن داخل المجتمعات يتقدّم على الأمن الخارجي. والثقة بالسلطة والإدارات وبالنموذج السياسي الغربي كلّها تتراجع. والمجتمعات أصبحت هي التحدّي الأوّل نتيجة مرحلة جديدة تموت فيها قوى تقليدية وتنشأ قوى أخرى... نعم، يبدو الخلل بنيوياً في النظام العالمي.
5- سقطت نظرية حتمية العولمة، ناهيك عن سقوط مقولة الغرب وأميركا أنّ «التقانة والعلم» هما ما سيفسر الحياة بعد أن فسّرها الدين والعقل في القرون الماضية كما طرحوا.
6- تبيّن مدى الاعتماد المتبادل في هذا العالم والتعاون الإلزامي الذي تمثّله يد التاريخ وأنّه مسخّر لبعضه بطريقة مدهشة. فليس هناك ضعيف مطلق، إنّما هناك مستلب ومستضعِف لنفسه وعاجز أو مستذلّ راغب أن يكون ضعيفاً. إنّ كل جهة استودِعت نقاط قوة لو فعّلتها ستكون قادرة على جعل الآخرين يحترمون خصوصيتها وإرادتها وهويتها، بالتالي التنوع الضروري للعالم، لكن الأهم أن تمتلك إرادة أن تنظر إلى ذاتك وإلى محيطك باستقلال لتحسن القراءة وتنسق الأوراق وتفرض المكانة والدور بدل أن يعطيك إياها من ليس له حق بذلك.
7- مصلحة الغرب المادية دوماً تعلو على حقوق الإنسان، والنفط وبيع السلاح يبقى أهم من الدماء، ولن يتغيّر الغرب وحكوماته، وأي صوت يخالف ذلك يُقمع، في النهاية هذه ثقافة عندهم وقيم، وهذا هو نموذجهم الحضاري، وليست مسألة سياسة بحتة. يدرك العالم أنّ نزعة أنّهم غرب تبقى حاكمة على عقولهم في نهاية المطاف حتّى لو ادعوا غير ذلك.
8- نظرية الضغط الاقتصادي والحرمان تبلغ مداها، ها هي روسيا بعد إيران، وغيرها (كوبا)، لم يعد مجدياً، بل تحوّل إلى فرصة في عالم صراع الإرادات واليقظة الناشطة.
9- أمّا الدول والفواعل السياسية المتوسطة، بل والضعيفة تاريخياً، تجد ضالتها باللعب على التناقضات الدولية وتعزيز أوراقها في غمرة التدافع، وترى أنّ لديها فرصة كبيرة لتحسين مكانتها من خلال حاجة الآخرين إليها. ولنا أن نتخيّل مستقبل تأثير مصدر الطاقة البديل لأوروبا في المتوسط على قوّة حزب الله ودوره الدولي بعد حين.
ختاماً، هناك مسألة يجب أن نبقيها في بالنا ونبقى متنبهين لها: أخطر حالات البشرية تكون لحظة تراجع القوى والإمبراطوريات، فأين ستعوّض أميركا خساراتها الواقعة وهبوطها اللولبي وتراجع مكانتها وهيبتها ونفوذها؟ هل تستعد لإطلاق صراع جديد؟ وأين؟ هل في المنطقة أم بمواجهة الصين منافسها العالمي؟ فليس أحد يمكنه أن يتصوّر استمرار أميركا دونما صراع ولو مختلق. هي كيان يعيش بالصراع، فكيف وأميركا اليوم منقسمة ورخوة ومأزومة داخلياً، ربّما تكون أحوج لتجمع الأمّة الممزقة على تحدّ خارجي أكثر من أي وقت مضى، إلّا إذا أسعف البشرية الحظُ بتطورات ووقائع تقيّد لها عدوانيتها.

* باحث لبناني