ظهرت في اﻵونة اﻷخيرة عدة معطيات خطيرة تنبئ بحماوة إضافية للمشهد التآمري على لبنان وشعبه بجميع أطيافه على مختلف توجهاتهم السياسية والثقافية والدينية واﻹقتصادية. فلو نظرنا نظرة شاملة للمشهد العام من حولنا على الصعيد المحلي واﻹقليمي والدولي لوجدنا أن لبنان ليس إلا كصخرة هشة ترقد على فوهة بركان تغلي حممه ولا يعلم إلا الله متى ينفجر ومتى تحل الكارثة. إلا أن اﻷكيد أن التوقيت حسب المعطيات المتسارعة أصبح قريباً وقريباً جداً.
من التغيرات المريبة في المزاج السني شمالاً الذي أنبأت عنه اﻹنتخابات البلدية اﻷخيرة إلى الحصار المصرفي على حزب الله وأتباعه ـــــ والذي فرضه الديناصور المالي الدولي على القطاع المصرفي اللبناني لتنفيذه تحت طائلة العقوبات الصارمة في حال لم ينفذ أو التهاون في تنفيذه ــــ وما يشي من تبعات قد تؤثر سلباً على العمود الفقري للبنان، إلى التقارب العربي اﻹسرائيلي المتجه نحو التعاون اﻷمني العلني بعدما كان تنسيقياً من تحت الطاولة مع حكومة ضمت مؤخراً الوزير المتشدد أفيغدور ليبيرمان كوزير حرب... كل هذه المعطيات مترافقة مع جمود سياسي داخلي أثقل كاهل الشعب الرازح أصلاً تحت وطأة المعاناة اليومية في تأمين أبسط مقومات العيش الكريم وغياب رأس الدولة والتراشق الكلامي بين السياسيين ما يزيد في احتقان الوضع الداخلي كل هذه المعطيات الخطرة مضافا إليها التضعضع الذي تعيشه أوساط تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة اﻷسبق سعد الحريري والدعوات المضادة له للعودة إلى خط والده الشهيد، كأنه اعتراف مسبق بسحب بساط الدعم المالي العربي السعودي من تحت سعد الحريري لتبدأ اﻹنقسامات الداخلية في التيار وفرز المستقبليين بين متشدد ومنفتح... وكل هذا ليس صدفة بل يشي بجهات دولية وإقليمية تحركنا بجهاز التحكم عن بعد، وتؤسس لفتنة سنية ـــ سنية إلى سنية ــــ شيعية، عبر تجويع الناس وافقارهم وتعطيل أعمالهم ودورهم في المجتمع، وصولاً إلى استخدامهم كوقود للحرب اﻹنتقامية الكبرى التي يعدّ لها العدو الصهيوني منذ انتهاء حرب الـ 2006 وللأسف هذه المرة بالتواطؤ مع دول عربية وخليجية وغربية كبرى أصبحت لا تضمر للبنان خيراً.

إبراهيم مالك