فيما توّجهت الأنظار إلى ميادين مصر أوّل من أمس، شُغل الإعلام الغربي بالتغيير «الجذري» الذي يطرأ على أرض الكنانة. «الجيش يخلع الرئيس المصري: رئيس المحكمة الدستورية العليا يؤدي اليمين رئيساً مؤقتاً» جملة تصدّرت الصفحة الأولى للموقع الإلكتروني لصحيفة «نيويورك تايمز». فصّلت الجريدة الأميركية الحدث المصري بمختلف جوانبه، وتطرّقت إلى التطوّرات السياسية ما بعد الرئيس الإخواني، بما فيها تلك التي تحدث في الشارعين، مركزةً على خطاب رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور بعد أدائه اليمين، حيث «شدد على عدم إقصاء أي طرف».
لكن في الوقت نفسه أشارت الصحيفة إلى ما وصفته بـ«توسّع حملة القمع لأنصار الرئيس المخلوع الإسلاميين» في إطار حديثها عن أخبار نقلها الإعلام الرسمي حول قرار النائب العام بتوقيف نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر بتهمة التحريض على قتل متظاهرين. هنا، استدركت «نيويورك تايمز» مؤكدةً أنّ الجماعة «حثّت جمهورها على نبذ العنف» خلال الاحتجاجات التي أطاحت مرسي. وفي أعلى الصفحة، خصصت ألبوم صور يجسّد أبرز محطات اليومين الماضيين، وخصوصاً أجواء ما بعد العزل في الشوارع المصرية. «واشنطن بوست» بدت أكثر حزناً على رحيل مرسي، إذ ذكرت في بداية مقالها الرئيسي أنّ مرسي هو أوّل رئيس منتخب ديمقراطياً، واصفةً رحيله بـ«السقوط الدراماتيكي»، مذكّرة بأنّه «أزيح» على أيدي قادة عسكريين «حكموا البلاد لفترة طويلة»، ومشددةً على أنّهم أثبتوا الأربعاء الماضي أنّهم «لم يتركوا الحكم أصلاً». من يقرأ الـ«واشنطن بوست» أمس يخيّل إليه أنّ مرسي «بطل» مستعد لمحاربة القمع والإقامة الجبرية بشتى الوسائل «السلمية» طبعاً، فيما سردت الصحيفة تفاصيل ليلة سقوط مرسي، وتطرّقت إلى «حزن» شارعه وإصراره على أنّه ما زال رئيساً شرعياً. وخصصت الصحيفة مقالات أخرى عن الموضوع أحدها يتناول «الاهتمام» الأميركي بـ«خلع مرسي»، وآخر يتحدّث عن «المتاعب التي سيسبّبها سقوط مرسي للحركات الإسلامية في الشرق الأوسط». حسرة «سي. أن. أن.» على مرسي كانت أخفّ، إذ أفردت مساحة كبيرة لتغطية التطورات المصرية من دون أن تأخذ موقفاً حاسماً. طرحت المحطة الأميركية سؤالاً أساسياً عن المرحلة المقبلة: «مصر: نكسة أم خطوة إلى الأمام؟»، مضيفةً أنّه بعد يوم من «الانقلاب» يبدو نظام مصر الجديد «مجهول المعالم». لكنّ أحداً لم يضاه «صراحة» صحيفة «إيكونومست» في عددها لهذا الأسبوع، الذي تصدّره متظاهر مصري يعلو صورته مانشيت من كلمتين فقط: «تراجيديا مصر». في بريطانيا، بدت الصورة مختلفة، إذ أطلقت «بي. سي. سي.» كلمة «أزمة» على أحداث المحروسة، محاولة تقديم تغطية توازن بين الطرفين. التسمية نفسها تبنّتها صحيفة الـ«غارديان»، إلّا أنّها خصصت مساحة أكبر لشخصيات مؤيدة للإخوان في تغطيتها المباشرة على الإنترنت، مشيرةً إلى «المخاطر» التي تحملها الأيّام المقبلة.