«الجرنالجي» هو اللقب المفضل لمحمد حسنين هيكل، وهو أيضاً اسم المشروع الدرامي الذي أعده الكاتب والإعلامي يسري الفخراني قبل سبع سنوات، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ قط. جاء غياب هيكل ليطرح السؤال مجدداً: هل من الممكن أن نرى عملاً درامياً متكاملاً عن مشوار الصحافي الكبير، ليكون أول عمل فني مصري عن صحافي، خصوصاً أنّ أعمال السير معظمها مخصصة لحياة النجوم، والقليل منها للسياسيين، فيما الصحافيون والأدباء يظل ظهورهم نادراً على الشاشة مهما كانت حياتهم جذابة، ولا سيرة ربما تضاهي الجاذبية التي تمتعت بها سيرة هيكل ومشواره الطويل مع الصحافة الذي امتد على أكثر من سبعة عقود، فهيكل هو الصحافي العربي الوحيد الذي عاصر ملكين، فؤاد الأول وفاروق الأول، وثمانية رؤساء منهم إثنان مؤقتان هما صوفي أبو طالب وعدلي منصور، وكان شاهداً رئيساً على عهد جمال عبد الناصر.
ما سبق يطرح سؤالاً آخر، في حال تنفيذ هذا المسلسل أو الفيلم: هل سيستعرض حياة هيكل من الولادة حتى الوفاة، أم يكتفي بحقبة الخمسينات والستينات التي شهدت تألقه المهني والسياسي سواء في جريدة «الأهرام» أو إلى جوار جمال عبد الناصر وأنور السادات حتى أزاحه الأخير من رئاسة تحرير «الأهرام» في منتصف السبعينيات؟
من جانبه، قال يسري الفخراني في تصريحات صحافية إنّ الفنان فاروق الفيشاوي هو الأصلح لتجسيد شخصية هيكل في حال تنفيذ المسلسل. وأضاف أن مشروع "الجرنالجي" لن يكون مجرد تأريخ لحياة هيكل وسيرته، بل يهدف إلى استعراض وتوثيق مرحلة مهمة في تاريخ مصر. كما أن هيكل كان تجربة حياة كاملة واجه خلالها كل المحطات من صعود وهبوط وتماسك وتحديات ونجاح ومساحات درامية كبيرة للغاية خلال رحلته بين الصحافة والسياسة.
وأكد الفخراني أنه كان يتمنى في هذا الوقت أن يخرج المسلسل ويكون أحد مصادره الرئيسة محمد حسنين هيكل نفسه وتجاربه ورحلته. وأشار إلى أن طرح المسلسل يعد ضرورة وطنية وتأريخاً لمرحلة مهمة ورئيسة في تاريخ مصر. ولو تم عرض الفكرة مرة أخرى، فإنه يفضل أن يتم التنفيذ من خلال ورشة كتابة يشرف عليها، لأن المسلسل سيحتاج أجزاء أرشيفية كبيرة وسيدور أكثر في جانب توثيقي يحتاج إلى جهد كبير، ويمر على أكثر من شخصية مختلفة بجوانبها وحياتها وأبعادها.