عادت الإعلامية المصرية، لميس الحديدي، إلى تصدّر الترند في المحروسة في الساعات الماضية بعدما هاجمت الحكومة بعنف، بسبب احتدام أزمة «تخفيف الأحمال الكهربائية» التي دخلت عامها الأوّل. الأزمة التي تعامل معها المصريون بمرونة في الأشهر الأولى، باتت لا تُطاق أخيراً. فمع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستوى غير مسبوق، زادت الحكومة عدد ساعات التقنين من ساعتين منفصلتين أو متصلتين يومياً، إلى أربع ساعات في بعض المحافظات مثل بورسعيد، أو حتى ستّ ساعات في مناطق أخرى، كما أشار مواطنون عبر فايسبوك.
إعلاميون بارزون من بينهم عمرو أديب وإبراهيم عيسى وأحمد موسى، اتّهموا الحكومة بالاستهتار، محمّلين إياها مسؤولية الأزمة، ولا سيما بعد تكرّر حالات الوفاة داخل المصاعد، وبعد شكوى طلاب الثانوية العامة من عدم القدرة على الدراسة، ناهيك بشكاوى آلاف كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.
لكنّ الأنظار اتجهت نحو مقدّمة برنامج «كلمة أخيرة» على OnTV التابعة لشبكة قنوات «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية».
كتبت الحديدي عبر حسابها على منصة إكس: «يعنى إيه قطع كهربا 4 ساعات في حرارة 43 ومن دون مواعيد محدّدة؟... ‎#الكهربا_مش_رفاهيه ده حقّ المواطن ودور الدولة. الناس أهمّ من أرقام الموازنة الصمّاء!». واتّهمت لميس الحكومة بإهدار الأموال المخصّصة لتوفير الغاز: «ما تقولوش الفلوس كلها راحت سداد ديون! (...) الفلوس اتصرفت فين؟ عاوزين إجابه ده حقنا... وليه ماكانش عندك أي تخطيط أصلاً لنقص الغاز (...)؟».
هذا الهجوم غير المسبوق على الحكومة من قبل إعلامية محسوبة على نظام السيسي، ربطه البعض بمضايقات تتعرّض لها الحديدي باستمرار بهدف منعها من تقديم ملفّات عدّة في برنامجها. وبات السؤال: هل ستعود لميس إلى الشاشة يوم السبت المقبل أم تعاقب بسبب جرأتها؟ وألمح آخرون إلى أنّ تصريحات الإعلاميين الشجاعة ما هي إلا تصرّفات «مصطنعة» تعكس تحرّك أجهزة الدولة ضدّ أسلوب السيسي وحكومته في الإدارة، والذي أوصل الغضب الشعبي إلى مستوى قياسي.
لكن كل هذا الكلام لا يعدو كونه ترجيحات وسط حالة من الضبابية تسيطر على الشارع المصري الذي لم يعد يهتف «مصر رايحة على فين؟» بل «النور هيقطع من كام لكام؟».