سقط شهيد مصري في رفح وواصل الإعلام المصري السقوط في بئر التعتيم. انطلقت انتقادات حادة للمنصات الإعلامية الحكومية في مصر بعد التزامها الصمت تجاه تبادل إطلاق النار على الحدود المصرية الفلسطينية عند معبر رفح والذي راح ضحيته جندي مصري لم يعلن رسمياً عن اسمه، ما أدى إلى خلل معلوماتي استمرّ طوال يوم أمس الإثنين، وسط اندهاش من تمسّك الإدارة المصرية بإخفاء معلومات متاحة لمنابر إعلامية عربية عدّة، أبرزها «الجزيرة» و«العربية».اللافت أنّ التحفّظ لم يقتصر على عدم نشر المعلومات، وإنّما توجيه رسائل للرأي العام والصحافيين بعدم تداول أي معلومات من مصادر إخبارية أخرى، بل توزيع ما هو أقرب بالرسالة الموجهة عبر صفحات عدد من الإعلاميين ومقدّمي البرامج تؤكد للناس أنّ الأفضل في هذه المرحلة الحرجة هو «الصمت»، وانتظار المعلومات الرسمية، وعدم الاعتماد على ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي، لأنّ المصريين أمام «معركة وطن» وليس «خناقة في بار»!
كل ما سبق لم يهدئ غضب المصريين تجاه ما حدث للجندي الذي أكّدت صفحة «متصدقش» أن اسمه عبد الله رمضان، ووصفه بيان القوات المسلّحة المصرية الرسمي بـ «أحد العناصر». وصف ضاعف من حالة الاستياء، فيما رأى كثيرون أنّه لا يناسب الظروف التي سقط فيها الشهيد.
وبدا لافتاً أيضاً أنّه رغم تداول رواية رسمية متحفّظة تُفيد بأنّ تبادلاً لإطلاق النار بين جنود الاحتلال الإسرائيلي ومقاومين فلسطينيين أدى إلى إصابة الجندي المصري وأنّ تحقيقاً فُتح في الواقعة، أوضحت تسريبات من مصادر مصرية نشرتها منصات إعلامية عربية أنّه عندما لاحظ الجندي اقتراب الصهاينة من برج المراقبة الذي يحرسه أطلق طلقات تحذيرية فانطلقت دانة دبابة إسرائيلية تجاهه وأردته. هنا، ردّت القوات المصرية على مصادر النيران وأصابت سبعة وقتلت مجنداً إسرائيلياً. من غير المعلوم لماذا سُرّبت هذه الرواية التي يُفترض أن تهدّئ غضب الشارع المصري بهذه الطريقة. وحتى وإن كان من غير الممكن بثّها عبر الإعلام المصري الرسمي، لماذا لم ينشرها المؤثرون التابعون للدولة بدلاً من منشورات تحذير الناس من الكلام ومطالبتهم بالصمت والاكتفاء بالبيان الرسمي؟