رفع أكثر من 120 منظمة ووسيلة إعلام وشخصيات وناجين، اليوم الأربعاء، كتابين رسميين إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك والمديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، للمطالبة بتحقيق مستقل في استهداف إسرائيل لصحافيين في جنوب لبنان.يأتي ذلك بعدما تسبّب العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان في 13 تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي في استشهاد المصور في وكالة «رويترز» عصام عبدالله وإصابة ستة صحافيين آخرين، من بينهم مصورا وكالة «فرانس برس» ديلان كولنز وكريستينا عاصي التي بترت قدمها ولا تزال تتعافى في المستشفى. كما استشهدت المراسلة فرح عمر والمصوّر ربيع معماري من قناة «الميادين» جراء ضربة إسرائيلية استهدفتهما في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023.
وطالب الموقعون على الكتابين تورك بـ «إجراء تحقيق مستقل عبر خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان يعينهم مكتبه للكشف عن الحقائق المتعلقة بهذه الاستهدافات ونشر تقرير يحدّد المسؤوليات». وناشدوا أزولاي «انطلاقاً من مسؤوليتها في تعزيز سلامة الصحافيين ومكافحة إفلات من يستهدفهم من العقاب» بـ «إدانة استهداف إسرائيل للصحافيين في جنوب لبنان (...) والدعوة إلى محاسبة إسرائيل عن جرائم هذه الحرب ودعم الطلب الموجه للمفوض السامي لحقوق الإنسان لإجراء تحقيق مستقل في القضية».
وتضمّن الكتابان خلاصة نتائج تحقيقات منفصلة أجرتها منظمات «هيومن رايتس ووتش» و«العفو الدولية» و«مراسلون بلا حدود» ووكالتا «فرانس برس» و«رويترز»، حول استهداف الصحافيين في 13 تشرين الأول الماضي.
وأظهر تحقيق «أ ف ب» الذي نُشرت نتائجه في 7 كانون الأول (ديسمبر) الماضي أنّ الضربة التي قتلت عبدالله وأصابت الصحافيين الستة الآخرين، نجمت عن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية. وبحسب التحقيق الذي أجري بالتعاون مع منظمة «إيروورز» البريطانية غير الحكومية المتخصصة في التحقيق في هجمات تطال مدنيين في مواقع النزاع، فإن قذيفتين استهدفتا الصحافيين وفصلت بينهما 37 ثانية فقط، ما يؤشر، بحسب خبراء الى أنّ الضربة كانت محدّدة الأهداف، علماً أنّه كان واضحاً أنّ الأشخاص المتجمعين في المكان هم صحافيون.
وفي السياق نفسه، خلصت تحقيقات «رويترز» و«العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» إلى أنّ «الضربة إسرائيلية».