بعد حوالي عام على عرضه على شبكة bbc البريطانية، أقرّت الأخيرة بأن الوثائقي الذي بث على «راديو 4» حول الهجوم الكيميائي المزعوم على مدينة «دوما» السورية يحتوي على «أخطاء خطيرة» وعلى «ادعاءات كاذبة». وأفادت الشبكة بأنها «لا تملك أي دليل يدعم ادعاءات معد الوثائقي بحدوث الهجوم في دوما». يأتي الإعتراف المنشور في صحيفة «دايلي مايل» البريطانية، بعد تأييد «وحدة الشكاوى التنفيذية» في هيئة البث البريطانية احتجاجاً قاده الكاتب البريطاني بيرت هيتشنز. واتفق المحكمون على أن البرنامج الذي أعده الصحافي الاستقصائي في BBC كلوي هادجيماتيو، «فشل في تلبية المعايير التحريرية للهيئة في ما يتعلق بالدقة، من خلال الإبلاغ عن ادعاءات كاذبة». وقال هؤلاء بأن «وحدة التحكم الإلكترونية وجدت أنه على الرغم من اقتصارها على جانب واحد من التحقيق في موضوع معقد ومتنازع عليه بشدة، فإن هذه النقاط تمثل إخفاقاً في تلبية معيار الدقة المناسب لبرنامج من هذا النوع». من جهته، رحّب بيتر هيتشنز بالحكم قائلاً: «هذا انتصار كبير للحقيقة. أنا سعيد لأن الـ BBC أوضحت الآن أنها تدرك أن تقاريري كان الدافع الوحيد وراءها البحث عن الحقيقة». ويندرج الوثائقي البريطاني ضمن سلسلة بثتها الشبكة العام الماضي، حول الصراع في سوريا، تناول الهجوم الذي طال «دوما» عام 2018. وكان مراسل «بي. بي.سي» ريام دالاتي أكد في تغريدات عدة له عام 2019 أن تحقيقات أجراها واستغرقت أشهراً حول المشاهد التي قيل إنّها صورت في مستشفى مدينة «دوما» في «الغوطة الشرقية» يوم الهجوم الكيميائي المزعوم أثبتت أنها «مجرد مسرحية». وقال وقتها إن «غاز السارين لم يستخدم في مدينة دوما وان كل ما قيل حول هجوم باستخدام السارين كان مفبركاً كي يكون لديه أكبر قدر ممكن من التأثير». وعام 2019، نشر موقع «ويكيليكس»، أربع وثائق مسّربة من «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» تستبعد استخدام غاز «الكلور» في مدينة «دوما»، وتكشف أن اختصاصيين في علم السموم استبعدوا أن تكون الوفيات جراء التعرض لمادة «الكلورين» في «دوما».