أشعلت صحيفة l’Équipe الفرنسية، الجدل بعد فوز منتخب فرنسا على مضيفه الألماني في الجولة الأولى لبطولة «أمم أوروبا لكرة القدم». إذ نشرت على غلافها عبارة «كما في 18» من دون أن تعطي تفسيرات حولها. واتجه الجدل لأن يتحوّل الى سلسلة من التأويلات دخلت في دهاليز السياسة وفسّرت على أن العبارة اشارة سياسية الى العام 1918 ابان الحرب الدموية التي حصلت بين البلدين. وبعضهم فسرها بأنها تلمح الى خطاب شارل ديغول عبر bbc، ودعا فيه الى استمرار القتال ضد ألمانيا. هذه التكهنات لم تتوقف عند أعتاب هذه التفسيرات، بل وصلت الى أروقة الديبلوماسية، مع تحرك السفير الألماني في فرنسا هانس دييتيه لوكاس، ونشره على تويتر، تدوينة اتسمت بكثير من الديبلوماسية. إذ قال: «ذكرى أداء ألمانيا في نهائيات كأس العالم 2018 لا تزال ذكرى مؤلمة، لكن لحسن الحظ جعلنا أصدقاؤنا الزرق، نعيش مشاعر رائعة في ذلك العام. تحيا الصداقة الألمانية الفرنسية» بخلاف تعليق سكرتير «الحزب الاشتراكي الفرنسي» أوليفييه فور، الذي غرّد مندداً: «هذا الغلاف ناجم عن ذوق سيء للغاية، وحتى مخز». ودعا الى معاقبة الصحيفة عبر اعطائها «بطاقة حمراء» على فعلتها.بدوره، أمل المراقب العام السابق لـ«مرصد العلمانية في فرنسا» (هيئة ملحقة برئاسة الوزراء)، نيكولا كادين، بأن تكون الصحيفة تقصد كأس العالم 2018، واضاف: «هذا الغلاف لا يمكن إلا أن يسبب الارتباك مع تاريخ نهاية حرب كلفت 19 مليون ضحية، بينما نحن الآن، فرنسيين وألماناً، مواطنون أوروبيون متحدون في التنوع... مؤسف جداً». أما المؤرخ الفرنسي لتلك الحقبة أندريه لويز، فاعتبر أنّ الغلاف يضرب كل الجهود التي قامت للتعافي من تلك الذكريات». ووجّه رسالة إلى محرري الصحيفة على تويتر قال فيها: «باعتباري مؤرخاً للحرب العالمية الأولى، ومواطناً، أزعجني غلاف الصحيفة: «إنني أتفهم اللعب بالكلمات، لكن، أليس إدارة الصحيفة الظهر لمبادئها بهذا التلميح في كرة القدم هو مجرد استمرار للاشتباكات الجيوسياسية؟».