في مثل هذه الأيام، وقبل عام في التمام والكمال، خرجت فضائح الناشط ربيع الزين، على قناة «الجديد» وسادت بعدها موجة من الهرج والمرج، و«نشر الغسيل» بين المحطة والزين. اسم الأخير الذي برز في «انتفاضة 17 تشرين»، وعاد وساهم بعض الإعلام المحلي في نفخ هذه الظاهرة، وتكبير حجمها، لكن، ما لبث ان أضحى في زنزانة ومكث فيها أكثر من خمسين يوماً، بعدما خرجت ملفات مشبوهة تخص الزين، وتورطه في افتعال الفتن وقطع الطرق، وهو الذي يملك شركة لايجار الجمهور لاستديوات المحطات، وبات هؤلاء وبرهن اشارة منه، ومقابل مبالغ معينة ينزلون على الفور الى الشارع. الفضائح بدأت تتوالى، عندما كشفت المحطة، بالأدلة تواجد الزين في منتجع «ريست هاوس» في صور، قبيل احراقه، وفي نقطة «عين الرمانة» قبيل اشتعال فتيل الفتنة بين هذه المنطقة و«الشياح»، الى جانب ضبط سلاح بحوزته على جسر «الرينغ».
حقائق قدمتها المحطة وقتها، لتظهر وجهاً آخر للزين، حاول الإعلام اخفاءه بين وجوه «الثوار». وها هي المحطة، وبعد عام، بالتحديد، تخرج الزين على شاشتها، في برنامج «مع تمام»، لتقوم بتقديم صورة أخرى مغايرة عن الرجل الذي وجهت له شتى الإتهامات. بعد انطفاء «الثورة» واسم ربيع الزين، تعود «الجديد» لتظهره من جديد، تحت مسمى الرجل المثير للجدل، لكن، الناظر في الحلقة، يدرك جيداً مسارها الذي دأبت فيه على تسويق صورة للناشط اللبناني، تبيّض صفحته السوداء، من خلال التركيز على طفولته المأساوية التي عاشها في أحياء طرابلس، الى جانب تصوير الحلقة بأن الزين رجل «مكافح» ساهم غياب والده في وضعه في مدرسة داخلية وهروبه في ما بعد الى الشارع، ومكوثه هناك، الى حين «تحقيق حلمه» ومساعدة عائلته مادياً. هكذا، انهمرت دموع الزين في حديثه عن والده الذي لم يعش معه طويلاً، وأشاد به مضيفه تمام بليق، بأن من« تنهمر دموعه لا يمكن الا أن يفتخر بحياته»، لنصل الى زبدة الحلقة، الا وهي أن ربيع الزين رجل ظلمته الحياة وكافح ليعيل عائلته ونجح في انتشال نفسه من الفقر والشوارع!