الشبكات الافتراضية بديلاً عن جمهور الاستديوات؟

  • 0
  • ض
  • ض
الشبكات الافتراضية بديلاً عن جمهور الاستديوات؟
استبدلت mtv جمهور الاستديو بآخرين على الشبكات التفاعلية

ضربت أزمة كورونا القطاع الإعلامي بعمق، فراح يلجأ الى أساليب ووسائل مختلفة، تغيّر من طريقة عمله، وفي الوقت عينه لا تؤثر بشكل مباشر في نوعيته، كاستبدال الضيوف في الاستديو بظهورهم عبر سكايب، وتنفيذ التقارير الإخبارية التلفزيونية من المنازل بدل المقابلات المباشرة والنزول الى الميدان. ورغم هذه السلوكيات المستحدثة في العمل الإعلامي، إلا أنّ معضلة حضور الجمهور داخل الاستديو ظلّت عائقاً أمام استكمال البرامج، سيما الترفيهية والحوارية السياسية. غياب الجمهور أثر بشكل كبير في هذه البرامج التي تقوم في الأساس على التفاعل وفتح النقاشات مع الضيوف، فاضطر عدد منها الى التوقف، بعدما فشل في خلق طرق تأقلم مع الواقع المفروض. على سبيل المثال، حاول برنامج «لهون وبس» (lbci) الاستعاضة عن تفاعل الجمهور المباشر في الاستديو، ببث ضحكات مسجلة في الحلقات السابقة. ويبدو أن هذا الأمر باء بالفشل، الى حين تعثر البرنامج في موسمه الخامس، فيما استكمل «أنا هيك» حلقاته على «الجديد»، مع تغيير جذري في نمط ومسار البرنامج الذي انطلق في السابق. إذ أضحى نسخة عن باقي البرامج المسماة اجتماعية، بعدما كان الجمهور جزءاً أساسياً من لعبته وتفاعله مع الضيف، لتبقى العين على «صار الوقت» (mtv) الذي يتسم باستديو ضخم، يتسع لأكثر من 200 شخص، شكلوا مدماكاً اساسياً للبرنامج، في النقاش مع الضيوف أو في المداخلات. هؤلاء سرعان ما تبخروا من الاستديو بعد تفشي كورونا، وأضحى مارسيل غانم وحيداً داخل استديو رحب، فرغت مقاعده من الجمهور، الى حين ابتكاره، فكرة مشاركة المتابعين عبر الشبكات الإفتراضية. شاهدنا الأمر في الحلقة السابقة، مع تصدر صورة جامعة لأكثر من مشارك، كل من منزله وخلف كاميرته أخذ يدلي بآرائه في ظل النقاش المطروح. وعلى الشاشة عينها، وضمن سهرة عيد الفطر الماضية، قدم محمد قيس ضمن برنامج «ضحك ولعب وجد»، مع ضيفه راغب علامة في الاستديو، ومن خلفه صورة عملاقة لجمهوره ظهر عبر نوافذ صغيرة الى جانب بعضه، وتابع الحلقة وتفاعل معها. والأمر عينه حصل في حلقة نوال الزغبي التي جمع قيس معجبيها ضمن الإطار الإفتراضي عينه. الفكرة قد تبدو بديلاً عن حضور الجمهور داخل الاستديو، ومبتكرة نوعاً ما، لكنها تتسم بعدد من الصعوبات أبرزها عجز البرنامج عن ضبط حركة هؤلاء وكلامهم وحتى صورتهم الظاهرة على الشاشة، عدا تأثير التفاعل الحيّ الذي يملك وقعاً مغايراً عن ذاك الذي يقبع خلف الشاشات، الى جانب صعوبة إدخال هذه الخاصية إلى باقي أنماط البرامج كالكوميدية مثلاً.

0 تعليق

التعليقات