الإعلام... حين يؤنسن الفارين الى فلسطين المحتلة

  • 0
  • ض
  • ض
الإعلام... حين يؤنسن الفارين الى فلسطين المحتلة
حمّل تقرير lbci حزب الله مسؤولية معارضة العفو عن عائلات العملاء

في انتظار الجلسة التشريعية التي تضم على بنودها غداً، مشروع قانون العفو، الذي يتضمن «العفو عن الذين لم ينضووا عسكرياً وأمنياً عن جرمي دخول أراضي بلاد العدو واكتساب جنسيته شرط التنازل او التخلي عنها قبل عودتهم الى لبنان»، عادت الى الواجهة قضية الفارين الى الأراضي الفلسطينية، منذ العام 2000، والذين يقع جلّهم ضمن عائلات عملاء لحد. تعود هذه القضية في وقت يحتفل فيه لبنان بالذكرى العشرين لتحرير الأرض من الإحتلال الإسرائيلي. عناوين مضلّلة أو في أقل الأحوال ناقصة تصدرت الإعلام اللبناني وحتى الخليجي. مشروع قانون العفو المزمع إقراره غداً في مجلس النواب، الذي تتوافق حوله عدة أطراف سياسية وحزبية، لم يكن جديداً على الساحة اللبنانية، لكن يبدو هذه المرة مختلفاً، مع اضفاء سردية على القضية تحيل هؤلاء مجرد ضحايا لتلك المرحلة، بحجة أن لجوءهم الى فلسطين المحتلة كان خوفاً من «الإنتقام منهم». هكذا، وفي اليوم الإحتفاء بعيدي المقاومة والتحرير، ضمّنت lbci أول من أمس، في مقدمتها الإخبارية هذا الملف، تحت عباءة «الإنسانية». إذ سألت عن «الذي لا يعرف وطنه» عن «الذين كبروا في العمر ثم أبعدوا»، وشبهت من وصفتهم بـ «المبعدين» بــ «الجرح النازف». المحطة عادت وألحقت المقدمة بتقرير إخباري، تناول بسذاجة هذا الملف، الذي بدأ في العام 2000، بعد هروب هؤلاء الى الحدود الفلسطينية المحتلة. التقرير تحدث عمن استحصلوا على الجنسية الإسرائيلية، ومن بقوا هناك للعمل أو للدراسة، والخدمة العسكرية. التقرير المعنون «اللبنانيون في فلسطين المحتلة بين مطرقة حزب الله وسندان العفو »، حمّل «حزب الله مسؤولية معارضة العفو عن 3 آلاف لبناني موجود في الداخل الفلسطيني». وعلى ضفة الخليج، وتحديداً في «الشرق الأوسط »، تحت عنوان «اللبنانيون المقيمون في «إسرائيل » .. عملاء أم ضحايا إهمال الدولة؟» قرأنا تحقيقاً ميدانياً لمراسلة الصحيفة سناء الجاك، جالت فيه على بعض قرى الجنوب، وتحديداً المسيحية، وخرجت بشهادات تراوح ما بين تصوير هؤلاء كضحايا للعوز، والمديح للمحتل الذي نشلهم من هذه الأوضاع، وبين آخرين وصفوا التعامل مع العدو بالجريمة، وذكروا بمجازره وباستخدامه العملاء للتعذيب. في خضم هذه البروباغندا التي تحاول بعض وسائل الإعلام نشرها، أُسقطت جزئية مهمة من هذه القضية، تتعلق بعدد لا يستهان به من هؤلاء ممن فاخر وتنطح في السنوات الأخيرة لإظهار ولائه للعدو وامتنانه له، ولآخرين وجدوا موطئ قدم لهم هناك، ولا يريدون العودة. صور أعاد الناشطون أمس، نشرها على مواقع التواصل تذكيراً بتلك المرحلة ودحضاً للسردية التي يحاول الإعلام فرضها على اللبنانيين.

0 تعليق

التعليقات