يمكن وصف الحالة التي تعيشها البرامج الترفيهية التي تبثها القنوات اللبنانية حالياً، بأنها «تُصارع باللحم الحيّ» للبقاء على الهواء. فقد أصرّت بعض القنوات على مواصلة عرض تلك المشاريع التلفزيونية، ولكن في غياب الجمهور عن الاستديو. الغياب سببه الخطط التي أعلنتها الحكومة لمكافحة فيروس كورونا ولاحقاً أتبعتها القنوات بقرارات لافتة أوّلها الإستغناء عن الجمهور منعاً لتفشي الفيروس. وعممت على القائمين على البرامج، عدم تواجد أكثر من 4 أشخاص داخل الاستديو، مع الاستغناء عن أكثر من نصف العاملين في القناة منعاً للتجمّعات. هكذا، خلت القنوات اللبنانية من «البهارات» التي كانت تعتمدها، حيث كان الصوت العالي و«القهقهة» الحاضر الأكبر لتفاعل الجمهور مع كل اسكتش أو نكتة. كان غياب الجمهور لافتاً في البرامج الاجتماعية والترفيهية وعلى رأسها برنامج «لهون وبس» (الثلاثاء 21:45) الذي يقدّمه هشام حداد على قناة lbci، و«منّا وجر» (الثلاثاء مباشرة على الهواء 21:45) لبيار رباط على mtv، و«أنا هيك» (كل أربعاء 21:45) الذي يتولاه نيشان على قناة «الجديد». فقد خلت الاستديوهات من زحمة الجمهور، وساد الهدوء عند دخول المقدم والاعلاميين الذين يساعدونه في التقديم. بات المقدم وحيداً من دون أي معاون يرفع معه من حدة الحماس. بعد حلقات عدة من دون جمهور، يمكن القول بأن غياب الجمهور عرّى تلك المشاريع بشكل لم يشهد له مثيل سابقاً. وكانت هذه الخطوة إمتحاناً صعباً لتلك البرامج ومدى فعاليتها في غياب التصفيق بعدما خلا الاستديو من أيّ مشجّع، وبرهنت أن المقدم وحده عاجز وحده عن تولي دفّة البرنامج، وبدت النكات التي عرضتها البرامج خالية من روحها الاساسية أي ضحكة الجمهور.
غياب الجمهور أوقع البرامج في أزمة، رغم أن بعض البرامج حاولت تعويض غياب الحركة في الاستديو عبر مقابلات على تطبيق «سكايب» مع نجوم وفنانين، ولكن تلك الحيلة لم تنجح. كل المحاولات فشلت في تقديم برامج من دون جمهور. صحيح أن نسب المشاهدة قد إرتفعت حالياً مقارنة بالفترات السابقة بحكم تواجد الناس في الحجر المنزلي، إلا أن تلك المشاريع قد لا تصمد طويلاً وحيدة من دون جمهور. وسيستمر هذا الوضع لحين حلول رمضان الذي يصادف في نهاية شهر نيسان (ابريل) المقبل. وقد بدأت الشاشات تعيد حساباتها ببرامج لا تقوم في الاساس على التفاعل مع الجمهور، وربما في البرمجة المقبلة ستقدم على مشاريع أخرى.