لا شك في أن فيروس كورونا المستجد، فرض حالة استنفار عامة في البلاد، ولدى وسائل الإعلام اللبنانية التي انتقلت من توعية الناس، الى اتخاذ تدابير خاصة بها تقيها من انتشار الفيروس. هكذا، اتخذ بعضها، قرار وقف التغطيات الميدانية، كما بدأت lbci، و«الجديد» أمس، مع مراسليها، وألزمتهم على ارتداء الكمامات مع أشخاص على تماس مباشر معهم، ووزعتهم ضمن ساعات عمل مختلفة منعاً للتجمهر داخل المؤسسة الواحدة. لكن، اللافت هنا، وضمن المتغيرات الحاصلة في هذا الميدان، وتماشياً مع ما تطلبه كورونا من اجراءات وحجر منزلي، كيفية صناعة التقرير من المنزل. هذا العمل الذي كان يتطلب جهداً من المراسل، ومن المصوّر أيضاً، في النزول الى الميدان واجراء المقابلات مع الشخصيات المعنية، بات اليوم، يستعاض عنه بعمل مماثل، لكن، بطريقة مختلفة، تشبه طريقة التعلّم عن بعد التي يتبعها بعض التلامذة اليوم مع أساتذتهم، تبقي المراسل في منزله، وتعتمد على تسجيل المقابلات عن بعد عبر تقنية «سكايب» لعدد من الأشخاص، وتوليفها في ما بعد. هذا ما فعله مراسل «الجديد» نعيم برجاوي أمس، من خلال تنفيذ تقرير حول التعليم عبر الوسائط الإلكترونية، من منزله. إذ سجل كل المداخلات مع الأساتذة والأهالي والمعنيين عبر سكايب، وولّف التقرير بطريقة لا تختلف كثيراً عن تنفيذ التقارير المعتادة، سوى بتقنية التصوير التي تظل نوعاً ما غير مضبوطة كونها محصورة فقط بالشخص الذي يجري المحادثة الإلكترونية عبر الفيديو. هكذا، فرض الكورونا طرقاً مستجدة على الإعلام المرئي، وعمله الميداني الذي استعيض عنه بالوسائط الإلكترونية، من دون أن تنتقص تقنياته سوى بالإحتكاك البشري المباشر، فيما تتكئ lbci هذه الأيام على تقارير اخبارية مشغولة على طريقة الغرافيكس، أو من خلال مقابلات مباشرة على «سكايب» تبث في نشرات الأخبار مع المعنيين.