قبل أسبوع تقريباً من سهرة رأس السنة، قرّرت قناة «الجديد» رفع جرعة الحماس في برمجتها لتلك الليلة وعرض حلقة من برنامج «إيه في أمل» الذي تقدّمه ريما كركي. فقد بات معروفاً أن العمل التلفزيوني الذي سبق أن عرضت منه عدّة حلقات، يجول في عالم القضايا الاجتماعية التي تثير عاطفة المتابع. هكذا، كشفت «الجديد» على مدار ليلتين متتاليتين (في 30 كانون الاول و31 منه) عن إحدى حلقات المشروع الذي صوّر في الصيف الماضي، وكان مقرراً بثها في برمجة الخريف الماضية. حلقة تشويقية وإنسانية سيطرت على الشاشة، عنوانها العريض شاب سويري يدعى نبيل يفتش عن والدته اللبنانية ريما بعدما تركته وهو طفل. الحكاية خليط بين الخوف والأمل، ممزوجة بقصص الأفلام والمسلسلات. يعلم الشاب من خلال والدته بأنها تبنّته من دير في لبنان خلال الحرب، وبأن أمه الحقيقية لبنانية. من هنا، تنطلق حكاية «إيه في أمل» بالتفتيش عن «إبرة» وسط كومة من القشّ، وربط الخيوط ببعضها. الحكاية قد لا تكون جديدة، لكن بطلها شاب واثق من نفسه متصالح مع نفسه إلى أقصى الدرجات. حساس وصادق، غفر لوالدته خطأها بتركها له. يعلم جيداً أن الدهر قد طعن والدته، فتركته في الدير ولاحقاً تبنّته عائلة سويسرية. شاب عاطفي غدرته دمعته في كثير في الأحيان، فكان بطلاً حقيقياً.بعد رحلة طويلة إستمرّت أسابيع سيطرت عليها مشاعر الاحباط قليلاً للفوز بقلب الأم، وصلت الحكاية إلى نهاية سعيدة بالتعرّف إلى الوالدة التي قررت عدم كشف وجهها على الشاشة. تتفجّر معالم الحبّ بعد إجرائها فحوصات الحمض النووي DNA والتأكّد أن نبيل هو إبنها. من جانبها، عاشت ريما كركي تفاصيل القصّة من بدايتها، وتمسكت بالأمل للقاء الطرفين وكانت شريكة في ذلك الفوز. بدا الحماس عنوان حوارها مع الثنائي، وكانت صادقة بأسئلتها، ولكن خانتها قليلاً عملية المونتاج التي قطّعت ووصلت اللقطات فأفقدتها بعض بريقها. فشروط الأم كانت قاسية للظهور على الكاميرا، وهي عدم الكشف عن وجهها، كما أنها حرصت على عدم إعطاء أي تفاصيل تتعلق بوالد الشاب وكيفية حملها وهي في عمر الـ 14. حكاية إنسانية زيّنت شاشة «الجديد» ليلة رأس السنة، وأرخت بتفاؤلها على المشاهدين. تفتح القصة ملفّات التبنّي في لبنان خلال الحرب، وسط علامات استفهام كثيرة تدور حولها.