داني أبي حيدر... الاعلام يستثمر اللحظة المأساوية

  • 0
  • ض
  • ض
داني أبي حيدر... الاعلام يستثمر اللحظة المأساوية
كانت «الجديد» من بين القنوات التي اقتحمت مكان انتحار داني أبي حيدر

على غرار حادثة انتحار ناجي الفليطي في عرسال، مع فارق أن المكان قد يكون بعيداً عن العاصمة، مما صعّب وصول الإعلام الى البقعة التي أقدم فيها على شنق نفسه... وُضعت حادثة انتحار الشاب داني أبي حيدر، ضمن سياقات متشابهة من الأخبار المغلوطة. علماً أنه حتى هذه اللحظة، لم تكشف بعد ملابسات انتحار الرجل العرسالي، الذي تضاربت المعلومات حول أسبابه. وأمس، كنا أمام موجة جديدة من الأخبار الخاطئة والمتسرعة نشرها الإعلام والسوشال ميديا، قبل التدقيق بمجريات ما حدث في منطقة «النبعة». لعلّ الفليطي وعائلته التي ظهر قسم منها على الإعلام قبل يومين لإستصراحها حول أسباب الانتحار، كانا في منأى عن غول الكاميرا الذي لا يرحم، ويقحم عنوة في لعبة الإثارة فجيعة حلّت على رأس عائلة أبي حيدر. لدى شيوع خبر انتحار الشاب الأربعيني أمس، هرعت وسائل الإعلام الى منزله، ولم تحترم لحظة عزيزة وخاصة، تواجدت فيها الأم في المكان الذي اقدم فيه ابنها على الإنتحار ببندقية صيد. الأم المفجوعة لم تتح لها وسائل الإعلام مساحة خاصة بها، تبكي وتتفجع فيها على ابنها، بل عمدت القنوات الى استصراحها في لحظة عالية السخونة والحساسية، وبنت بعدها على مواقفها، سيما السياسية منها لاستثمارها في البورصة الإعلامية. ضمن برنامج «يوميات ثورة» أمس على «الجديد»، طرح نيشان ديرهاروتيونيان أسئلة حول أخلاقيات التغطية، واقتحام الكاميرا لمكان الحدث. لكن المحطة نفسها، كانت أول من نقل صور الأم المفجوعة تحوطها الدماء من كل جانب. مشهد أعيد في نشرة الأخبار المسائية، وكذلك في عناوينها، ولم تسلم otv، أيضاً، من هذه السقطة. إذ نقلت كلام الأم المكلومة أمام مشهد دماء ابنها المضرجة على الأرض. قناة lbci لم تكن بعيدة عن هذه الأجواء التي زادت عليها مؤثرات موسيقية لتسعير اللحظة عاطفياً. أما mtv، فتولت نقل المعلومات الخاطئة، إذ أفادت على الفور، بأن الرجل أطلق النار على نفسه، «بعد طرده من العمل» وأرفقت الخبر بفيديو يحكي كيفية نقل الضحية الى داخل سيارة الإسعاف، لتعود وتنشر شركة «دباس» التي يعمل فيها أبي حيدر بياناً تنفي فيه اقتطاع راتبه. لعلّ تضارب المواقف بين والد ووالدة أبي حيدر، في تحميل المسؤولية أكان على الحراك أو على شخصيات سياسية محددة، يؤكد مرة جديدة، على ضرورة ابتعاد الإعلام في هذه اللحظة عن الاستصراح وتحميل المسؤوليات، قبل معرفة ملابسات الحادثة، وضرورة احترام حرمة الموت، ودماء الضحية واللحظات الخاصة بعد وقوع الحدث المأساوي.

0 تعليق

التعليقات