بعد عام على حادثة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في أسطنبول، تعود الى الواجهة تفاصيل تخصّ الجريمة. هذه المرة، خرجت مضامين تسجيلات سرية، استمعت اليها هيلينا كينيدي، وهي محامية بريطانية عملت مع ايناس كالامار «المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول الإعدامات خارج القضاء بإجراءات موجزة أو تعسفاً»، في الأمم المتحدة. وكانتا ضمن أشخاص قلة حصلوا على تسجيلات، واستمعوا اليها. تسجيلات وثقتها المخابرات التركية ضمن أجهزة تنصتية زرعتها في القنصلية. ضمن برنامج «بانوراما» عرضت شبكة bbc أخيراً، مقابلة مع كل من كينيدي وكالامار، أعادتا فيها سرد ما استمعتا اليه في اللحظات الأخيرة لمقتل خاشقجي. فقد وصفت هيلينا، ما كان يحدث بـ «المرعب»، عندما علت أصوات ضحكات الفريق السعودي الموكل بتصفية الصحافي الشهير، لمعرفته بمجيئه الى السفارة: «كانوا يعلمون بأن الرجل سيدخل وسيقتلونه ثم يقطعونه». 45 دقيقة مدة التسجيلات، وثقت على يومين متتاليين، وكانت بحوزة المخابرات التركية، التي طلبت منها كالامار السماح لها مع فريقها بالإستماع الى التسجيلات، واستعانت بمترجم لغة عربية، لإثبات النية المسبقة للقتل. وضمن ما قالته كينيدي، أن خاشقجي بدا خائفاً وجسده يرتعش، عندما شعر بأن هناك أمراً مدّبراً في الداخل. تنقل هنا عنه سؤاله الجناة: «هل ستحقنونني بإبرة؟»، واستطرد مستهجناً: «كيف لهذا أن يحدث في السفارة؟ هل يجري خطفي الآن؟». ثم جرى خنقه ـ كما تقول كينيدي ـ عبر وضع كيس بلاستيكي في رأسه. وقبل ذلك، نقلت عن أحد الجناة ماهر المطرب، العقيد في المخابرات السعودي، قبل عملية الإغتيال، شرحه لزملائه عن كيفية قيامه بتقطيع الجثة وهو يستمع للموسيقى، أو يحتسي قهوة أو يدخّن سيجاراً!